الإيجارات في لبنان ترتفع بشكل غير مسبوق.. فهل الحرب هي السبب؟


أخبار بارزة, خاص 21 تشرين الأول, 2023

تحول الحق بالمسكن إلى همّ كبير يثقل كاهل الشبان والشابات، فحتى الإيجار في لبنان أصبح لمن استطاع إليه سبيلاً

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

يقرّ القانون الدولي لحقوق الإنسان بالحق في السكن اللائق كحقّ من حقوق الإنسان ضمن إطار الحقّ في مستوى معيشي لائق، لكن في لبنان تحول هذا الحق إلى همّ كبير يثقل كاهل الشبان والشابات، من يحلم منهم بالزواج وتكوين أسرة، أو من يحمل مسؤولية إيواء أهله في بيت صغير، أو من يفتّش عن ملجأ لأطفاله… فحتى الإيجار في لبنان أصبح لمن استطاع إليه سبيلاً، أما ذوو الدخل المتوسّط فبات ذلك بالنسبة إليهم حلماً نظراً لارتفاع أسعار الإيجارات في مختلف المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة. فما هي أسباب هذا الارتفاع؟

الإيجارات إلى ارتفاع
يشرح الخبير العقاري نجيب سجعان في مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان” عن واقع الإيجارات في لبنان، معتبراً أنّ الشعب اللبناني يمتلك قناعة شرقية، وقبل بدء الأزمة الاقتصادية، كانت فكرة الإيجار عند الشباب غير مستحبّة، لذا كانوا يتوجّهون إلى شراء شقّة، ولهذا السبب، كانت إيجارات الشقق بأسعار طبيعيّة نتيجة قلّة الطلب عليها. لكن طبعاً في الحالات الاستثنائيّة كان بعض المواطنين من ذوي الدخل المتدني يستأجرون شققاً رخيصة بـ 150$ أو 200$ شهرياً كحد أقصى. كذلك، ذوو الطبقة المخمليّة اتجهوا إلى استئجار شقق فخمة في مناطق مصنّفة ويدفعون إيجارات مرتفعة نسبياً.
وأضاف: “لكن بعد ثورة 17 تشرين، تبدّل واقع الإيجارات في لبنان، تزامناً مع ارتفاع الدولار وعدم استقرار الليرة ما دفع بعض اللبنانيين لشراء أكثر من شقّة سكنيّة للحفاظ على قيمة أموالهم.”
أمّا حالياً، فرأى سجعان أنه مهما بلغ راتب الشاب اللبناني، أصبح من الصعب أن يشتري شقّة في ظلّ غياب الإسكان. وبالتالي ازداد الطلب على الإيجار من جديد، وطبعاً بالفريش دولار، ما رفع معدلّ الإيجارات الشهريّة إلى ما بين 400 و600$. أما في مناطق مصنّفة كمناطق سياحية فوصلت الإيجارات إلى 1000 و 1200$ شهرياً. وهذا الواقع على الأرجح سيستمر إلى فترة طويلة، إلى حين انتهاء الأزمة، وعودة الاستثمارات الخارجيّة إلى لبنان، ومعاودة مؤسّسة الإسكان إعطاء قروض طويلة الأمد إلى الشباب.

هجوم غير مسبوق على استئجار شقق في المتن وكسروان خوفاً من الحرب
في سياق آخر، أعلن سجعان أنّ الحرب الفلسطينيّة دفعت أعداداً هائلة من سكّان الضاحية الجنوبيّة وسكّان الجنوب إلى استئجار شقق سكنيّة خوفاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم، وذلك في حال انخرط لبنان في الحرب. ما رفع الطلب على شقق في المتن وجونية والبترون وجبيل وأعالي كسروان إضافة إلى مناطق الجبل. وبالتالي لوحظ ارتفاع كبير في معدّل الإيجار الشهري حتى للشقق الصغيرة والمتواضعة. وأكّد سجعان أنّه في حال اندلعت الحرب في لبنان، فإنّ هذا الطلب على الاستئجار سيتضاعف أكثر وسترتفع معه الإيجارات. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الطلب الذي قد يفوق العرض حتى، هو مؤقّت ومرهون بمدى استمرار هذه الحرب المفترضة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us