موازنة “التربية” مترهلة… إلى الإضراب در؟


أخبار بارزة, خاص 27 تشرين الأول, 2023
العام الدراسي

يبدو واضحاً أن هناك مخطط لتأجيل انفجار العام الدراسي فالأحداث الأمنية على الجبهة الجنوبية حالت دون التسرع باتخاذ القرار، والأساتذة في الوقت الحالي يراهنون على عامل الوقت ويعدون الطبخة على “نار هادئة”.

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

يتّخذ الإنفاق على التعليم حيّزاً هاماً على قائمة الدول المتقدمة، التي تدرك أنّ العلم هو السبيل لنهضة البلاد وتطوّرها. ولكن في لبنان تختلف المعادلة، فالواقع يكشف عن حقائق مقلقة بعد أن تراجعت موازنة وزارة التربية والتعليم إلى أدنى مستوى من الإنفاق تاريخياً، فهي اليوم تقدر بـ 4 % تقريباً فيما كانت تقدر بـ22% في السبعينات و11 % بين الأعوام 2000 و2015، الأمر الذي بات يشكل خطراً على مستقبل التعليم في لبنان ويهدد آلاف الطلاب بفقدان مقاعدهم الدراسية.

فالموازانات العامة التي أعدتها وزارة المال في الأعوام الأخيرة وتحديداً موازنتي العام 2023 و2024، تفتقر للخطط وللرؤى الواضحة الخاصة بالتربية والتعليم، وهو ما يضع العام الدراسي الحالي على المحك ويهدد انطلاقته.

وأصبح تلامذة “الرسمي” نتيجة لذلك يعيشون “كل يوم بيومه” فلا شيء يضمن لهم استمرارية التعليم أو إعلان الإضراب العام، أما أولياء الأمور فيبقى همّهم الوحيد معرفة: “بكرا مدرسة أو إضراب”. فهل تعلن روابط التعليم الرسمي الإضراب قريباً؟

يوضح رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ “مخصصات الموازنة المالية لوزارة التربية ضئيلة جداً ولا ترقى إلى مستوى الطموح ولا إلى تحقيق الاحتياجات، فهي تتعرض للاستنزاف، وقد أثبتت الموازنة كل التوقعات بأن الدولة اللبنانية لا تولي أي أهمية لقطاع التربية والتعليم بل وضعته ضمن آخر أولوياتها بعد أن خصصت له أدنى نسبة نفقات في الموازنة”.

ويتساءل: “كيف ينادون بضرورة دعم المدرسة الرسمية وهم يضعون إنفاقاً استنسابياً لها؟”

ويؤكد جواد أن “مشكلة كبيرة ستواجه القطاع، والأساتذة معنيون بالدرجة الأولى وسيكون لهم ردهم المناسب من خلال التحركات المطلبية النضالية التي سيقومون بها في هذا الإطار”.

ويضيف: “حصار المعنيين لن يكون عبر الإضرابات، بل سنتجه لوسائل أخرى ربما تكون أكثر جدوى كالاعتصامات واللقاءات مع المسؤولين لطرح وجهات نظرنا، لأن أيّ تحرك تحت عنوان “إضراب” سيخسّرنا المدرسة الرسمية”.

ويتابع: “في ظل الظروف الأمنية التي يمر بها لبنان وإقفال العديد من المدارس لن يكون لدينا أيّ تحرك في الوقت الحالي، إلّا في حال أرادوا سرقة الموازنة عبر إقرارها، نحن لا نعول على خيارات الدولة، وسنبقى نناضل كي نحصّل حقوقنا بأيدينا”.

ويختم حديثه بالقول: “لن نستسلم للأمر الواقع، الظروف فرضت علينا أن نلعب دور المراقب بسبب أحداث الجنوب، هدفنا المحافظة على استمرار المدرسة الرسمية كما نعمل على تجهيز مدارسنا لإيواء النازحين الذين يبحثون عن مكان يأويهم”.

يبدو واضحاً أن هناك مخطط لتأجيل انفجار العام الدراسي فالأحداث الأمنية على الجبهة الجنوبية حالت دون التسرع باتخاذ القرار، والأساتذة في الوقت الحالي يراهنون على عامل الوقت ويعدون الطبخة على “نار هادئة” حتى يحين الأوان فإمّا أن يتحركوا فرادى أو أن يعلنوه إضراباً مفتوحاً نهاية العام الجاري، بحسب ما علم موقعنا من مصادر مطلعة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us