التمديد لقائد الجيش… سقطة غير مسبوقة لباسيل رافقتها خلافات وإستقالات برتقالية!


خاص 19 كانون الأول, 2023

وحده النائب باسيل كان الخاسر الأكبر، على الرغم من تبجّحه الدائم بالانتصارات “الوهمية”، التي يصدّقها وحيداً


كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

قبل التمديد بساعات قليلة لقائد الجيش العماد جوزف عون، كتب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، عبر حسابه على منصّة “إكس”: “عم اتفرّج عليهم وابتسم، حدا همّه يغيظني، وحدا بدّو يرضيني، حدا بيعرف انه معي حق، بس ما لازم اربح، وحدا بيعرف انه ما لازم اخسر، بس ما بيسوى هلقد اربح، انا بكل الأحوال ربحت”.

هذه الثقة بالنفس والعنجهية المتواصلة سقطت بالضربة القاضية، بعد ظهر يوم الجمعة الماضي في ساحة النجمة، فسجلّت نقطة إيجابية للمجلس النيابي بعد إقرار التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، وعلى رأسهم قائد الجيش، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، بعد تعذّر انعقاد الجلسة الحكومية، تحت حجة أنّ العسكريين المتقاعدين قطعوا الطرقات المؤدية إلى مداخل مقرّ الحكومة، فيما الحقيقة ساطعة وظهرت إلى العلن، فكل شيء كان مدروساً ومخطّطاً له، والدوافع السياسية أحالت الجلسة إلى اليوم الثلاثاء 19 الجاري.

إلى ذلك ووسط هذا السيناريو الذي حُبك بطريقة “مبكّلة”، من قبل بعض الأطراف السياسية المعروفة في حنكتها السياسية، وحده النائب باسيل كان الخاسر الأكبر، وبطريقة غير مسبوقة، على الرغم من تبجّحه الدائم بالانتصارات “الوهمية”، التي يصدقها وحده إلى جانب العونيين، لكن هذه المرة كان المرمى البرتقالي مليئاً بالسقطات، التي أتت من الحليف الأصفر ومن تحت الطاولة، وبالتضامن والتكافل مع خصوم باسيل وما أكثرهم…

ميشال عون وخيبة الأمل من حارة حريك

في السياق لم يكن خروج نواب كتلة ” الوفاء للمقاومة” من الجلسة، على “قدر المطلوب” من باسيل ومن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، الذي دخل على خط حارة حريك، وطلب مساعدة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله” لأنو الدق محشور”، لكن كل هذا لم يشفع فعاد عون خائباً أكثر من باسيل، الأمر الذي شكّل مفاجأة لدى العونيين، لأنّ طلب الرئيس عون مرّ من دون تلبية، ما أدى إلى ردّة فعل غاضبة ترجمتها مواقع التواصل الاجتماعي، على مدى أيام وما زالت حاضرة، ضمن عنوان عريض بأن “لا ثقة على الإطلاق” مع الحليف، وقد إجتاحت هذه الأفكار جميع مواقع التواصل، التي جاء ردّها على كل من ساهم بالتمديد، واضعةً اللوم على الجميع، لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري تصدّر قائمة واضعي الخطة المدروسة مع حزب الله، وإلا لكان الأخير طلب من حلفائه عدم تأمين النصاب المطلوب. إضافة إلى الدور الذي لعبه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والقوات اللبنانية التي وضعت جهودها بقوة، كذلك رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي سار على خط الوساطة التي تولاها النائب علي حسن خليل، بتكليف من الرئيس بري، كما أن تلبية فرنجية لدعوة قائد الجيش إلى العشاء في منزله ليل الخميس الماضي، غسلت القلوب وأزالت التوتر السائد، ووضعت العلاقة ضمن الأطر الصحيحة، بين الجنرال جوزف عون وفرنجية، فربح الأول تأييد التمديد في اليوم الثاني من النائب طوني فرنجية.

باسيل يبكي على الأطلال

في غضون ذلك، أنقذ هذا السيناريو أيضاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إذ جنّبه الطعن بقرار الحكومة، ليصبح الطعن المرتقب من قبل “التيار” من نصيب ساحة النجمة.

وفي هذا الإطار يشير مصدر قضائي لـ “هنا لبنان” إلى أنّ الطعن سيسقط ولن يُقبل، لأنّ القانون شمل الضباط من رتبة لواء وعماد، وراعى مبدأ الشمولية، وفي حال قُبل الطعن وأشكّ بذلك، على مجلس الوزراء أن يجتمع ويعيّن رئيساً للأركان. فيما النتيجة أنّ الكل رابح باستثناء باسيل، الذي بات وحيداً ينادي الأطلال فيبكي عليها، مقابل تسجيل إنتصار لافت للقوات اللبنانية، لأنها أول من طرح التمديد للجنرال عون.

إستقالات عونية من بلدة العيشية

في السياق لم تلقَ مواقف باسيل التصعيدية ضدّ قائد الجيش ترحيباً ولا تأييداً، حتى داخل تكتل “لبنان القوي”، الذي رفض عدد من نوابه طريقة تعاطي باسيل مع العماد عون، والاتهامات التي وجهّها إليه. فيما هو يحافظ على آخر مؤسسة من ركائز الدولة، كما شهدت كواليس النواب العونيين وفق معلومات “هنا لبنان” لقاءات غاضبة، وسط طرح بعض الأفكار التي بقيت بعيدة عن سمع باسيل، مفادها استعداد بعضهم لانتخاب قائد الجيش، أو ترشيح اسم آخر من “التيار” كالنائب إبراهيم كنعان أو النائب آلان عون، لكن هذه الأفكار بقيت طيّ الكتمان، إلى أن يحين موعد طرحها في العلن.

ولم تغب هذه النتائج السلبية عن صفوف “التيار الوطني الحر”، إذ سُجلّت سلسلة إستقالات على خلفيتها، أبرزها من المنتسبين إلى “التيار” من بلدة العيشية في جزين، مسقط رأس الجنرال عون، وخصوصاً من آل نصر وفرحات وعون، بعد الهجوم والكلام المشين بحق قائد المؤسسة العسكرية، فعلى عكس ما يشتهي باسيل، ذلك الهجوم أطلق العنان لتأييد واسع من قبل كل اللبنانيين للجنرال عون، الذي وعلى ما يبدو تتوالى انتصاراته يوماً بعد يوم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us