معركة “موت أو حياة” هندسية لعزل القوات؟


خاص 16 نيسان, 2024

فيما كانت “القوات اللبنانية” تلملم جرحها بعد عملية خطف الشهيد باسكال سليمان وقتله، والتي تزامنت مع الأسبوع الأخير للانتخابات، شنّ أمين عام أحزاب “الممانعة” أوسع هجوم على حزبي القوات والكتائب لتعبئة الجمهور ضدّهما، ما أثّر سلبًا على حماسة المهندسين المستقلين الذين تجنبوا “المخاطرة” بالتصويت للمرشح المدعوم من قبلهما

كتب بشارة خير الله لـ “هنا لبنان”:

من تابع انتخابات نقابة المهندسين ونتائجها وجد نفسه أمام معركة “موت أو حياة” خاضها “حزب الله” لعزل “القوات اللبنانية” في الانتخابات النقابية.. معركة صبّت نتائجها في خانة “التيار الوطني الحر” الذي خسر مسيحيًا وفاز شيعيًا وبالتالي نقابيًا، بسبب “البلوك” الشيعي الذي صبّ جام غضبه في صندوق الاقتراع، وهو الذي يبحث عن أيّ انتصار في ظل الضربات الإسرائيلية المتتالية على مواقعه وعلى مواقع أرباب عمله في إيران.
وفيما كانت “القوات اللبنانية” تلملم جرحها بعد عملية خطف الشهيد باسكال سليمان وقتله، والتي تزامنت مع الأسبوع الأخير للانتخابات وما كان يفترض أن يجري من اتصالات بين الحلفاء لحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات الحليفة، شنّ أمين عام أحزاب “الممانعة” السيد حسن نصرالله أوسع هجوم على حزبي “القوات والكتائب” لتعبئة الجمهور ضدّهما، ما أثّر سلبًا على حماسة المهندسين المستقلين الذين تجنبوا “المخاطرة” بالتصويت للمرشح المدعوم من حزبي “القوات اللبنانية” والكتائب اللبنانية”..
فالمهندس المسيحي المسيّس صوّت بقناعة تامّة للمشروع السيادي الذي تقوده الأحزاب السيادية والمهندس الشيعي المؤدلج صوّت بقوة التكليف الشرعي لعدم إسقاط جبران باسيل أمام “صهاينة الداخل” كما كان يقول أحد المهندسين الممانعين لترغيب رفاقه بالتصويت لمرشح التيار الوطني الحر بعد ترهيبهم.
وفيما لم تظهر الحماسة الدرزية للمرشح المدعوم من القوات، بدا الصوت السني مشتتًا.. وعليه فازت القوات والكتائب بغالبية مسيحية معتبرة، وخسرت المقعد النقابي أمام غالبية شيعية مؤدلجة، ظنت نفسها “تنتصر على إسرائيل”.
وفي قراءة معمقة للنتيجة، يتبين أنّ فريق 8 آذار استعاد عافيته التحالفية فيما لم ينجح فريق 14 آذار بعد في لملمة صفوفه، لعوامل عدة أبرزها ضياع الصوت السنّي الوازن على اعتبار أنّ المعركة ليست معركته.
وما ينسحب على نقابة المهندسين قد ينسحب أيضًا على أيّ استحقاق.. الأحزاب السيادية تتصدر مسيحيًا و”حزب الله” يعوّض خسارة التيار بأصوات شيعية..
من هنا باتت الضرورة ملحّة لرصّ الصفوف السيادية وعدم السماح لخلافات غير عقائدية أن تمنح الفوز لفريق عقيدته الوحيدة خطف القرار اللبناني وجعله رهينة الحسابات الإقليمية ونتائج الحروب العبثية.
يحقّ لجبران باسيل أن يفرح بفوزه النقابي، ويحق للفريق المسيحي السيادي أن يعتدّ بالرقم المسيحي المتصاعد في اتجاه هندسة بناء الدولة بالرغم من كل محاولات العزل..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us