تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كبديل للعلاج النفسي البشري

تكنولوجيا 20 حزيران, 2025

حذر عدد من خبراء الصحة النفسية من الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي كبديل للأطباء النفسيين، مشددين على أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى عواقب خطيرة على الصحة النفسية والخصوصية الفردية.

وفي هذا السياق، صرّحت الدكتورة يكاتيرينا أورلوفا، نائبة مدير معهد علم النفس السريري والعمل الاجتماعي بجامعة بيروغوفسكي، لصحيفة “غازيتا.رو” الروسية، أن بعض المختصين بدأوا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل حالات المرضى النفسيين، وهو ما اعتبرته خطوة محفوفة بالمخاطر.

ومن أبرز المخاوف التي أثارتها أورلوفا، مسألة الخصوصية، موضحة أن “البيانات الحساسة التي يشاركها المرضى – كالمشاعر العميقة والتجارب الصادمة – مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، قد تقع في أيدي جهات غير موثوقة أو تُستغل من قبل شركات تسعى للربح على حساب المستخدمين. وحتى لو كانت البيانات مجهولة الهوية، فقد تُعاد هندستها للكشف عن هوية الشخص الحقيقي”.

وأكدت أورلوفا أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك القدرة على تقديم دعم نفسي حقيقي، لأنه يفتقر إلى التعاطف وفهم الإشارات غير اللفظية، ما يجعله غير قادر على استيعاب التعقيدات العاطفية للمريض. وتساءلت: “ماذا لو أخفق الذكاء الاصطناعي في ملاحظة علامات الانهيار النفسي لدى المستخدم؟ أو – الأسوأ – قدّم له نصيحة غير مناسبة تؤدي إلى نتائج كارثية؟ من يتحمل حينها المسؤولية؟”

كما نبهت إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز، إذ تعتمد في تدريبها على بيانات من صنع البشر، ما يجعلها عرضة لإعادة إنتاج الصور النمطية أو التمييز تجاه مجموعات معينة أو اضطرابات نفسية معينة.

واختتمت أورلوفا تحذيرها بالتأكيد على خطر شائع بدأ يظهر، وهو أن بعض الأشخاص قد يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعويض الطبيب النفسي تماماً، مما يدفعهم لتأجيل زيارة مختص نفسي حتى في حالات قد تكون حرجة، ما يزيد من احتمالات تدهور حالتهم النفسية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us