ناصر الدين: الصحة لا تعرف الطوائف ولا السياسة بل تعرف الإنسان

لبنان 13 أيلول, 2025

شدد وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين على ان “الصحة لا تعرف دينًا ولا منطقة ولا حزبًا، بل تعرف الإنسان”، وقال:”يسعدني اليوم أن أكون بين أهلي في البقاع، في هذا الصرح الاستشفائي العريق، في مستشفى بر الياس الحكومي، الذي لا يمكن وصفه بكلمات، لما يحمله من تاريخ، ومن دور أساسي في خدمة الناس والإنسانية”

كلام ناصر الدين جاء خلال احتفال اقيم لمناسبة توقيع وزير الصحة مرسوم تحويل مستشفى بر الياس الى مستشفى حكومي وإحالته الى مجلس الخدمة المدنية، وذلك بعد انتهاء مدة العقد الموقع مع منظمة “أطباء بلا حدود” وبعد اقفاله لمدة ثلاث سنوات، لتعود وتنتقل ملكيته الى وزارة الصحة العامة.

رافق الوزير ناصر الدين في الجولة المدير العام للوزارة الدكتور فادي سنان، رئيسة مصلحة الصحة في البقاع الدكتورة لارا براك ووفد من الوزارة، وكان في استقباله رئيس بلدية بر الياس الدكتور رضا الميس وأعضاء المجلس البلدي، وحضره النائبان ميشال ضاهر وسليم عون، النائبان السابقان الدكتور عاصم عراجي والدكتور محمد القرعاوي، مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، رئيس جمعية “قولنا والعمل” الشيخ احمد القطان، الشيخ وسام عنوز، الشيخ وليد اللويس، الشيخ زياد هيفا، الشيخ احمد اللويس، الأب ايليا عون، ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلون عن منظمات دولية وفعاليات.

وأضاف: “الأهم من المباني هو العلاقة الإنسانية والشراكة الصادقة التي بدأت بمبادرات فردية، وصولاً إلى دعم منظمة أطباء بلا حدود. واليوم، حان الوقت لتتحمل الدولة مسؤوليتها. وأنا كوزير صحة أمثّل الحكومة وأتحمّل هذه الأمانة، ولن أتأخر عن القيام بواجبي تجاه هذه المنطقة وأهلها.”

وأكد الوزير ناصر الدين أن” الحاجة لهذا المستشفى كبيرة، وأن هناك توافقاً سياسياً واجتماعياً واسعاً حول دعمه، لأن الصحة لا تحتمل الحسابات الضيّقة، ولا يمكن التقدّم في المناطق الطرفية من دون مستشفى حكومي فعّال”، مضيفا “لهذا السبب وقّعت على المرسوم، وأرسلناه إلى مجلس الخدمة المدنية بانتظار الموافقة، لنبدأ بإطلاق عقد مباشر مع المستشفى وتأمين سقف مالي معتبر، لأننا نؤمن أن المستشفى هو الأمل لكل مريض في هذه المنطقة.”

وفي ما يخص موازنة وزارة الصحة، قال: “رغم أن موازنة الصحة تُعدّ من الأكبر في الدولة، فإنها لا تزال غير كافية، وقد طلبت في موازنة 2026 أن تعود على الأقل إلى ما كانت عليه عام 2019، أي قبل الأزمة، لأن الحاجات اليوم أكبر بكثير، ولا يجوز تحميل الناس كلفة استشفاء أعلى بميزانية أقل بـ70 مليون دولار.”

وختم مشددا على أن “الصحة لا تعرف دينًا ولا منطقة ولا حزبًا، بل تعرف الإنسان فقط. ومن هذا المنطلق، نعاهدكم أن نستمر في سعينا لتقديم الأفضل، ونعمل يدًا بيد مع الجميع، لأننا نريد وطنًا يعيش فيه الجميع بكرامة.”

الميس

ورحب رئيس بلدية بر الياس يالوزير ناصر الدين وقال: “بر الياس، بلدة العطاء والصمود، التي تنتظر بفارغ الصبر افتتاح مستشفاها الحكومي، الذي شيّده أهلها ووهبوه لوزارة الصحة. ورغم تشغيله لاحقًا من قِبل منظمة “أطباء بلا حدود” لخمس سنوات، ثم توقفه، حُرم الأهالي من حق أساسي هو الصحة”.

وتابع: “معالي الوزير، إن إصداركم مرسوم إنشاء مؤسسة عامة لإدارة المستشفى خطوة جريئة ومحل تقدير كبير، لكنها تبقى بداية. ننتظر استكمال التجهيزات وتوفير الكوادر الطبية والإدارية ليعود هذا الصرح إلى دوره الطبيعي في خدمة الناس”.

وختم:”نؤمن بصدق نواياكم ونتعهد، كبلدية وأهالٍ، بأن نكون شركاء وداعمين في تحقيق هذا الهدف. شكرًا لكل من ساهم منذ التأسيس حتى اليوم، مؤمنين أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا”.

عراجي

اما النائب السابق الدكتور عاصم عراجي فقد شكر لمنظمة “اطباء بلا حدود” جهودها في تحويل هذا المستشفى الى صرح مجهز بأحدث المعدات والتقنيات، متوجها الى رئيس المنظمة جوليان رايكمان وقال: “لقد تابعنا مراحل نمو هذا المستشفى بدءا من الوزير وائل بو فاعور مرورا بكل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الصحة مشكورين وكانت جهود كبيرة للوزير حمد حسن الذي كان له جهوده في فتح قسم كورونا والتي كانت تستقطب المرضى من كافة المناطق في البقاع”.

وطالب عراجي ب”حجز وتخصيص قسم من موازنة 2026 لمستشفى بر الياس أقله لتشغيل قسم الطوارئ والأشعة”.

الغزاوي

بدوره، المفتي الغزاوي رحب بخطوة عودة الحياة الى مستشفى بر الياس وتوجه الى الوزير ناصر الدين وقال: ” أود اليوم أن أدعوكم وكأنكم تعيشون حياة باسم وطننا، ذلك الوطن الذي لطالما حلم به الناس، ولا يزالون يأملون أن يتحقق، هذا العهد وأنتم جزء منه، عهد يعكس عظمة الرئيس والدولة، الدولة التي أرادت أن تبثّ الحياة في مؤسساتها وإداراتها، هذا ما نراه كل يوم من خلال إحياء الروح في المؤسسات، حيث نلمس رغبة الدولة ليس فقط في الصمود، بل أيضًا في تجهيز مؤسساتها العسكرية لتتمكن من مواجهة التحديات اليومية”.

وتابع: “نحن مؤتمنون اليوم على حياة جديدة في وطننا. نريد أن تكون الأحزاب جزءًا من القرار داخل الوطن، لا خارجه. وإذا كان القرار يصدر من العاصمة، كما قال المفتي الراحل الشيخ خليل الميس، فنحن مؤتمنون على قرار دولتنا. وإذا كان القرار يُتخذ عبر المؤسسات، فنريد للدولة أن تكون حاضرة فعليًا في مجتمعنا”.

وأردف: “المستشفيات الخاصة في منطقتنا مشكورة، فقد حملت الكثير، وقفت إلى جانب الدولة، والدولة أيضًا وقفت إلى جانبها. لكن هناك أشخاص لم تعد هذه المستشفيات قادرة على احتضانهم، ولا حتى المبادرات الفردية يمكنها أن تساندهم. وعندما يجد المواطن الدولة حاضرة، كأم لا ترد أحدًا، يشعر بالأمان”.

وختم: “باسم هذا المجتمع، نشكركم على حضوركم كدولة، ونشكركم على البدء بهذا العمل الذي بدأتموه بالتوقيع على المرسوم. ونتطلع إلى العمل الذي سيُعيد الروح إلى منطقتنا من خلال مستشفى برالياس، ليكون البداية، والوسط، والطريق الذي نسلكه”.

بعدها جال الوزير ناصر الدين والوفد المرافق والحضور داخل مستشفى ومستوصف بر الياس.

يذكر ان المستشفى المذكور لا يحتاج إلى أي تجهيزات، وهو صرح متكامل. ويضم 48 سريراً داخلياً موزّعة بين غرفتَي عزل وغرفتين فرديتين و22 غرفة مزدوجة، إضافة إلى محطتَي تمريض. كما يضم قسماً للعناية المركّزة من ست غرف. أمّا قسم العمليات الجراحية، فيضمّ غرفتين مجهّزتين بأحدث التقنيات وغرفة إنعاش مجهّزة، وطاقته الاستيعابية تصل إلى 250 عملية شهرياً ضمن الدوام الرسمي. أما قسم المختبر، فيوفّر فحوص الدم والكيمياء الجافة والتجلّط بدقة عالية. كما يحتوي قسم التصوير الطبي على أجهزة تصوير بالأشعة الروتينية والموجات فوق الصوتية «Ultrasound».

ويمتد المستشفى على مساحة 5000 متر مربّع، ويضم في طابقه الأرضي قسماً للطوارئ، وآخر للعيادات الخارجية، إضافة إلى قسم تعقيم مركزي مجهّز بجهازَيْ «Autoclave».

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us