مشروع هدّام للبنان.. هل يدرك الحليف المسيحي لـ”الحزب” ما يصنعه؟


أخبار بارزة, خاص, مباشر 24 كانون الأول, 2021

كتبت ريما داغر لـ “هنا لبنان” :

لا عجب بأن يفعل الحزب ما يفعله في لبنان تلبية لمرجعيّته الطائفيّة، الدينيّة في إيران. ولكن السؤال الذي يُطرح، ما الذي يجعل الأطراف الأخرى، خاصة “المسيحيّة” منها، تلبّي رغبات الحزب وتعمل على تنفيذ مشروع هدّام للكيان اللبناني؟

لم يعد يُخفى على أحد اليوم هيمنة إيران على لبنان، وضرب مفاصله كافة عبر التحكّم بها من قِبل ذراعها المسيطرة: “حزب الله”.
كما لم يعد من الضروري التذكير بخطة إيران الرامية إلى تنفيذ مشروعها التوسعي لتحقيق “الجمهورية الإسلامية” وضمّ لبنان إليها.
إضافة إلى أن لبنان، يشكّل مركزاً جيوستراتيجياً عبر موقعه الجغرافي القريب من “إسرائيل”، ما يجعله ورقة تستخدمها إيران في التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن برنامجها النووي.
وفي إطار آخر، ففي بلدٍ يتحكّم به نظامه الطائفي ويتجذّر في أركانه كلبنان، يكون الانتماء للطائفة مقدّساً، يتخطّى الوطن والمواطنة التي تعلو فوق أي اعتبار آخر، وتسعى إلى تأمين حقوق وفرض واجبات متساوية بين جميع الأفراد بغض النظر عن انتماءاتهم.
ومن هذا المنطلق الطائفي، ومن ناحية تعلّق كلّ طائفة في لبنان بجذورها الذاتيّة، لا عجب بأن يفعل الحزب ما يفعله في لبنان تلبية لمرجعيّته الطائفية، الدينيّة في إيران وتنفيذاً لمخطّطها التوسعي الذي يمتدّ من إيران حتى البحر المتوسط ضمن ما يسمّى بـ “الهلال الشيعي”. وهنا، الحق يُعطى للحزب ضمن واقع أليم، طائفي متخلّف لا اعتبار فيه لا لوطن ولا ولمواطن.
فالحزب الذي أسّسته إيران في لبنان منذ العام 1982، ودرّبت أفراده مجموعة من الحرس الثوري الإيراني، اكتسب شرعية عبر مقاومته لـ”إسرائيل”، وقد تحوّل مع الوقت إلى دولة داخل الدولة، مبيّناً هدفه الاستراتيجي الحقيقي في السيطرة على لبنان وضمّه إلى ولاية الفقيه المرتبط بها سياسياً وعقائدياً.
ولكن السؤال الذي يُطرح: ما الذي يجعل الأطراف الأخرى، خاصة “المسيحيّة” منها، تلبّي رغبات الحزب وتعمل على تنفيذ مشروع هدّام للكيان اللبناني؟
ربما السلطة التي لطالما سعى إليها عشّاق الكراسي هي السبب. ومنها يتحقّق النفوذ والوصول إلى خدمات تؤمّن الثراء الفاحش ضمن فسادٍ داخليٍّ مستشرٍ.
وهؤلاء لا مانع لديهم من الوصول على حساب المبادئ والضمير والقانون.
وبالواقع، إن الحليف المسيحي لحزب الله، قد أمّن لنفسه مصلحة داخلية في الوصول إلى مراكز ومرافق حصل فيها على النفوذ للتحكّم والسيطرة. وفي المقابل، تأمّن لحزب الله الغطاء الداخلي المسيحي، إضافة إلى الغطاء الشيعي الذي يملكه، من أجل تسهيل تنفيذ مشروعه الخارجي، الإقليمي في السيطرة التامّة على لبنان بسهولة أكثر ومن دون عقبات داخلية تُؤثر على مشروعه الأوسع.
واللافت أن هذا الحليف “المسيحي” لا يدخل أبداً في مواجهة مباشرة مع الحزب، أو يعترضه بجديّة وحزم، لا بل هو مستمرّ في الارتهان له بالرغم من الحديث عن بعض الخلافات التي لا تستقيم مع ما قد تحقّق من تحالف.
وفي عملية حسابية بسيطة، نجد أن الحزب هو الرابح الوحيد في ما يحصل والفائز بجائزة ولاية الفقيه، بعيداً حتى عن المكوّن الشيعي اللبناني. لأن الهيكل الذي يُهدم يطال رؤوس جميع من تحته، بكلّ طوائفهم وبجميع انتماءاتهم. والدولة التي تنهار، تنهار أمام جميع الحاضرين، وتتفكّك وتُفكّك أبناءها وتحرمهم أمنهم وعيشهم ومستقبلهم.
ولا يبقى في النهاية إلا أصحاب بعض الثروات التي حصلوا عليها بفعل الفساد، لكنّهم لن يستطيعوا التمتّع بها في بلدٍ لم يعد لهم بعد الآن، بل أصبح غريباً عنهم، ومُلكاً لحلفاء إيران المتواجدين في بقعة جغرافيّة تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us