وللسيّد الرّئيس أرانبه


أخبار بارزة, خاص 28 كانون الأول, 2021

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

ما أشبه الأمس بالبارحة، أسطوانةٌ تدور وتدور وتدور، لم يتغيّر شيءٌ سوى الصوت. كأنّ كلمة الأمس المتلفزة صدىً لكلمةٍ سابقة. كلمةٌ وقوفاً وكلمةٌ جلوساً في بلدٍ أعوج.

في 21 تشرين الأوّل من العام الماضي وجّه “بيّ الكل” رسالةً إلى أبنائه، بدت كما لو أنّ الرئيس يفكّر بصوتٍ عالٍ ويطرح معضلاتٍ وأسئلةً أمام الشعب “المحروق سلّافه” بدلاً من اقتراح الحلول وتقديم الإجابات.

سأل عون يومذاك: “أين نحن وأين موقع لبنان وما هي السياسات التي علينا أن ننتهج بإزاء التغيّرات والتفاهمات المحوريّة الكبرى؟ كي لا يكون لبنان متلقّياً وغير فاعل فيما نشهده، فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى؟”، بلع الرئيس ريقه وانتقل إلى سؤالٍ أكثر استعصاءً: “أين الخطط الإنمائية القطاعية التي وضعها مؤتمر CEDRE ومن تقاعس عن تنفيذها؟”، أكان يتوقّع الرئيس إجابةً من إحدى المشاهدات على هذا النحو: “الخطط بدرفة الخزانة تحت قمصان النوم، وشو السؤال التاني “بريزيدان”؟

في ذاك اليوم التشريني، سأل السيد الرئيس أيضاً: “ما هي الحال الاجتماعية لشعبنا في ظلّ غياب منظومة الحماية الاجتماعية الشاملة المعروفة بضمان الشيخوخة؟”، أطال الله بعمر الرئيس إميل لحود قعد في بعبدا تسعة أعوام وغادر وهو يهجس بضمان الشيخوخة ووسيط الجمهورية ويردد فقرات من خطاب القسم كأنه “يسمّع” مقتطفات من Fables de La Fontaine.

انتظر اللبنانيون أن يفجّر أبوهم مساء الإثنين قنبلةً من العيار الثقيل، ويقلب الطاولات والكراسي واللوحات و”اللمباديرات”، ويفاجئهم بقرارات خطيرة. توقّعوا أن تحقّق كلمة الرئيس نسبة مشاهدة تفوق ما تحقّقه عادة مقابلات ميشال حايك. خاب أملهم باستثناء سليم عون فاض أملاً. القنبلة الموعودة في الواقع أقل من “فتيشة”. حمّل السيّد الرئيس في كلمته الرتيبة المنظومةَ الفاسدة مسؤولية التعطيل والعرقلة وشلل الأطفال والتفكك العضوي والإنحلال الأخلاقي وضرب خطة التعافي على قفاها ومحاولة القضاء على القضاء.

عماد المنظومة، كما استُشفّ من كلمة الرئيس، رئيس مجلس النواب نبيه بري وشركاء الثلاثين عاماً من خارج دائرة الأنقياء الأطهار أولاد التيّار.

وتشبّها بـ “دولة” الرئيس الساحر، أخرج السيد الرئيس من كمّيه بضعة أرانب وأطلقها لإلهاء الناس قليلاً: منها أرنب الإستراتيجية الدفاعية، وقد يكون أبكر قليلاً في إطلاقه، وأرنب اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، العزيزة على قلوب المسيحيين وأنسبائهم في الوطن والمهجر. كما هيّأ المنصة لصهره الخلّاق لإطلاق صواريخه المسمومة في بداية سنة الأرانب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us