ملفّ “الحزب” بعهدة وليّ العهد السّعوديّ… عامٌ مصيريٌّ للعلاقات اللّبنانيّة-الخليجيّة!


أخبار بارزة, خاص, مباشر 3 كانون الثاني, 2022

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:

تفاؤلٌ حذرٌ بعودة المياه إلى مجاريها بين لبنان ودول الخليج بداية العام الجديد. فالسّعودية تنتظر من لبنان موقفًا رسميًّا واضحًا لترسم خارطة طريقها في الأشهر المقبلة. إما التّصعيد والتوجّه إلى مجلس الأمن، أو التهدئة شرط إيقاف نشاطات الحزب الخارجيّة “المشبوهة”.
في هذا الوقت تتخبّط السّاحة اللبنانية بين الرضوخ لطهران، أو الحذر من قرارات الرياض.

نقطة البداية لعودة العلاقات اللبنانيّة – السعوديّة مرهونةٌ بالملفّ اليمنيّ، فتوقُّف تدخّلات حزب الله في اليمن وسحب عناصره وإيقاف تعاونه مع العناصر الحوثيّة من خلال إرسال الطائرات المُسيّرة وإطلاق الصّواريخ الباليستية على السعودية من اليمن، أمرٌ يشكل أوّل خطوةٍ تجاه عودة لبنان إلى السّاحة الخليجيّة.

هذا ما أكّده الصّحافي والكاتب السياسي إبراهيم ريحان في حديثٍ لـ “هنا لبنان”، مضيفًا أنّه مطلوبٌ من لبنان الرسميّ موقفٌ واضحٌ حيال هذا الموضوع لكون بيانات وإدانات وزارة الخارجية غير كافية، لأنّها أقوالٌ لا أفعال.

السعودية من جهتها، تعتبر أنّ الحزب مشاركٌ بالحكومة، وبالتالي أيّ اعتداءٍ من قِبَله على المملكة، يشكل اعتداءً من لبنان الرسميّ طالما لا أفعال ولا خطوات جدية من قِبله. يؤكّد ريحان أنّ أولى خطوات الحلحلة تكون عبر حوارٍ وطنيٍّ يدعو إليه الرئيسان عون وميقاتي لبحث الملفّ واتّخاذ خطواتٍ تتجلّى في إيقاف تدخّلات الحزب الخارجيّة. ولكنّ علامات استفهامٍ عدّة تُطرح حول ما إذا كان الرئيس عون سيقوم بهذه الخطوة، وهل يُشارك حزب الله في هذا الحوار.

إلى ذلك، يشكّل الملفّ اليمنيّ الخطوة الأولى في تحسّن العلاقات الخليجية – الإيرانيّة وليس اللبنانيّة فقط. فالمتحدّث باسم التحالف وفي مؤتمرٍ صحافيٍّ له، لم يوصّف الحزب وكأنّه مشكلةٌ لبنانيّةٌ بل قال إنّه موجودٌ في العراق وسوريا واليمن وعلى البحر الأحمر، الأمر الذي يهدّد الملاحة البحريّة الدوليّة لكونه معبر تجارةٍ دوليّةٍ، ووصفه بأنّه مشكلةٌ عربيّةٌ بالدّرجة الأولى. فاليوم على القادة اللبنانيين التنبّه جيدًا في حال عدم اتّخاذ أيّ خطوات ملموسة، ستلجأ السعودية كخطوةٍ أولى إلى مجلس التّعاون الخليجيّ وجامعة الدول العربية وبالتالي مجلس الأمن، بحسب حديث ريحان.

أمّا توجه السعودية إلى مجلس الأمن فيعني التّصعيد، وبالتّالي يأخذ المجلس قرار إدانةٍ تجاه لبنان الرّسميّ، الأمر الذي يؤثّر على سمعته في المحافل الدولية ومع صندوق النقد والبنك الدولي لكون الأخير لن يموّل دولةً مدانةً لحمايتها ميليشيا تقاتل خارج حدودها. لذلك على الحزب أن يقدّم مصلحة لبنان على مصلحة إيران.

في غضون ذلك، تطرّق وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال جولته في الخليج إلى الملفّ الإيراني ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكلام وليّ العهد السعودي عن حزب الله يعني أنّ الملفّ أصبح على سلّم أولويّاته وبعهدته، ومطروحٌ على طاولة البحث، بحسب ريحان الذي أكّد أنّ هذا الملفّ أصبح يشكّل خطورةً على أمن السعوديين القومي.

ويذكّر ريحان في حديثه لـ “هنا لبنان” أنّه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تطرّق الملك عبد الله في خطابه إلى الوضع في لبنان، وبعدها شهدنا على انسحاب الجيش السوريّ من البلاد. فبعد أعوامٍ على الاغتيال، كلامُ الملك السعودي أمام مجلس الشّورى، مؤشّرٌ لا يقلّ أهميّةً عن خطاب الملك عبد الله عام 2005.

فطهران تملك قرار إيقاف نشاطات الحزب الخارجيّة، وليس بيروت، بحسب ريحان، وبالتّالي المطلوب من لبنان الرسمي أن يُقدِم على خطوةٍ تُريح الخليج لأنّ المملكة مع تغيير الطبقة السياسية الحاكمة بأكملها في لبنان.

أما عن التباين الواضح في المواقف بين التيّار الوطنيّ الحرّ وحزب الله، فيشير ريحان إلى أنّ الهدف منه انتخابيٌّ فقط، لإعادة كسب قاعدةٍ شعبيّةٍ وتعويض خسارة التيّار في الشّارع المسيحيّ، من خلال خطاباتٍ مُموّهة ضدّ سلاح الحزب، علمًا أنّ التيّار مرتبطٌ بتحالفٍ استراتيجيٍّ مع الحزب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us