أعراض الجرعة الثالثة للقاح كورونا تثير الجدل… ومستشفيات أضحت “مسالخ بشرية”


أخبار بارزة, خاص 6 كانون الثاني, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :

آلام في الصدر، شعورٌ بضيق التّنفس، خفقان أو تذبذب في ضربات القلب، إنخفاضٌ أو ارتفاعٌ حاد في ضغط الدم والتهابات رئوية، هذه الآثار الجانبية الخطيرة لبعض الحالات التي رُصدت لدى متلقّي الجرعة الثالثة من لقاح كورونا والذين استدعت حالتهم دخول المستشفى بحسب كلام عام عن أعراض الجرعة.

عند مدخل الصرح الصحي الضخم الذي يعجّ بالمرضى في منطقة الطريق الجديدة تبدأ مغامرة عبد. س 71 عاماً بعد أن تلقى الجرعة الثالثة من لقاح كورونا قبل أسبوعين، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم بدأت حالته تزيد سوءًا بحسب ما قالته العائلة.

في اليوم التالي من تلقيه اللّقاح شعر عبد بضيقٍ في التنفس، بدأت تزداد حدّته تدريجياً إلى أن وصل إلى مرحلة الاختناق، وعلى أثرها تم نقله إلى قسم الطوارىء في إحدى المستشفيات، حيث وضع له المسعفون الأوكسيجين مع إجراء بعض الفحوصات الطبية، دون أن تتمكّن العائلة من معرفة نتائجها سوى “أنّ المريض معو التهاب رئوي وممكن يكون من لقاح كورونا”، بحسب مسعف “عابر”.

وبقي المريض في الطوارئ لمدة يومين حيث وضع على مقربة من القسم المجهز لاستقبال مرضى الكورونا دون إعطائه العلاج المناسب.

وعندما ساءت حالة المريض أصرت العائلة على التواصل مع طبيب الطوارئ الذي اطّلع على الفحوصات، وبعد 4 ساعات من الأخذ والرّد، تنصّل المسعفون من إعطاء المعلومات الصحيحة عنه، ليبقى همهم الوحيد إلزام المريض بدفع مبلغ مسبق عن كلّ يوم يمضيه داخل القسم.

وقد شبهت العائلة ما شاهدته في قسم الطوارئ في تلك المستشفى “بالمسلخ البشري” لما رصدته من إهمال وتقصير لناحية استقبال المرضى وعدد الأسرّة وفرق العمل. علماً أنّ مهام غرفة الطوارئ هي توفير العناية الفورية للمرضى خشية من أن يؤدي أي تأخير في العلاج إلى معاناة مفرطة أو تهديد للحياة. كما وبإمكان المرضى الذهاب إلى هذا القسم في أي وقت من الأوقات ودون موعد مسبق. وفي معظم دول العالم يلزم القانون أقسام الطوارئ بفحص أي إنسان يحتاج إلى العناية الطبية ويعاقب المخالفين.

مجموعة حوادث حصلت في الآونة الأخيرة ونقلها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي داخل أقسام الطوارئ، ومعظمها تمحور حول التقصير في التعاون مع المرضى وعدم تأمين الإسعافات الطبية لهم، فمن المسؤول عن الإهمال الطبي وانعدام المسؤولية التي تهدّد حياة وصحة الناس في المستشفيات؟ وهل حقّاً الجرعة الثالثة من لقاح كورونا تؤدي إلى مضاعفات وأعراض جانبية خطيرة قد تتسبب بالوفاة؟

نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون يؤكد لـ “هنا لبنان” أنّ النّقابة تتابع كل المخالفات التي يتمّ ارتكابها داخل المستشفيات شرط حصولها على شكوى خطية من المشتكي، ومن ثمّ تبدأ مهامها لإزالة الشوائب التي تعترض العمل الطبي والاستشفائي.

في المقابل، يشير رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح “كورونا” د. عبد الرحمن البزري إلى أنّ الأعراض الجانبيّة للجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد-19، مماثلة في الغالب، مع اختلافات طفيفة، للأعراض الناتجة عن تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، وهي تتراوح عموماً بين الألم في الذراع والتعب والصداع، ما يؤكد سلامة جرعات اللقاح الإضافية على عكس ما يشاع.

ويشدّد على أنّ الجرعة الثالثة لا تتسبّب بأيّ عوارض خطيرة، هناك 16% من الناس تلقوها ولم نتبلغ حتى الآن عن أي حالات دخلت المستشفى.

ويقول البزري: “في لبنان حملة ضد التّطعيم لمحاربة اللّقاح وهي إحدى أسباب انتشار كورونا ومتحوراتها، داعياً المواطنين إلى ضرورة تلقي اللقاح في ظل ارتفاع الإصابات بالفيروس”.

ويدعو إلى تطبيق الإجراءات الوقائية للحدّ من انتشار الفيروس، وإلى ضرورة التلقيح للفئات العمرية كافّة، لأنّ التحصّن باللقاحات هو أكثر من ضرورة، فالإحصاءات تشير إلى أنّ 85 % من المرضى المصابين الذين احتاجوا دخول المستشفى هم من غير الملقحين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us