موسم التزلّج يتأرجح بين الأبيض والأسود


أخبار بارزة, خاص 9 كانون الثاني, 2022

كتبت فانيسا مرعي لـ “هنا لبنان” :

منذ بدء جائحة كورونا، تعاني مراكز التزلّج والمتاجر التي تُعنى ببيع وتأجير اللّوازم والمعدّات الخاصّة بممارسة هذه الرّياضة، تراجعاً حاداً في أعمالها إثر الإقفال الذي شهدته البلاد سابقاً في إطار إجراءات مواجهة الجائحة. غير أنّ هذا العام شكّل انطلاقة جديدة للقطاع، ولو أنها ليست على قدر التمنيات، بحسب تعبير عدد من المعنيّين. في 26 كانون الأول الماضي، افتُتح موسم التزلّج وسط مخاوف من عدم نجاحه، لذا وضع العاملون في القطاع آمالهم في مجيء المغتربين من أجل إعادة تنشيطه. بالفعل، لم يخيّب المغتربون ظنّ من انتظرهم، فقد تمكّنوا، إلى جانب الميسورين المقيمين في لبنان، من إنقاذ القطاع وأوْجدوا له فسحة بيضاء وسط سواد التحديات التي واجهته في العامين الفائتيْن.

“لا حلّ أمامنا سوى الاستمرار، وما زلنا نقاوم للخروج من الأزمة من دون الإقفال رغم أن عملنا ليس طبيعياً”، يقول جوزيف طوق، صاحب مدرسة التزلج half half école de ski في منطقة الأرز، فهو الذي يعتمد بشكل أساسي على ما يكسبه من هذه المهنة ليعيل عائلته، يؤكد في حديث لـ “هنا لبنان”، أن الوضع ليس على أفضل حال، لأنّ العمل تراجع مقارنة مع السنين الماضية التي سبقت الأزمة.

يلاحظ طوق أنه خلال الموسم الحالي، شكّل المغتربون 90% من محبّي التزلّج الذين قصدوا المدرسة لممارسة هذه الرياضة خلال فترة الأعياد، أمّا المقيمون في لبنان فلم يأتِ منهم سوى الميسورين.

ويشكو طوق من أن بُعد المسافة، التي تربط منطقة الأرز بالعاصمة بيروت والعديد من المناطق، يؤثّر سلباً على نسبة الإقبال إلى مدرسة التزلّج. لكنّه في المقابل، يلفت إلى أن الأمر الإيجابيّ هو وجود نادي الضباط وعدد من الفنادق في المنطقة، ما يساهم في تنشيط الحركة لديه، شارحاً أنه لتحفيز الضباط على ممارسة هذه الرياضة، عمد إلى تقديم أسعار خاصة لهم تناسب قدراتهم الماديّة.

أمام هذا الواقع، لا يمكن إغفال التأثير السلبيّ الذي ارتدّ على عمل طوق وغيره من أصحاب مراكز التزلّج نتيجة التعبئة العامّة الحاليّة وما رافقها من إجراءات وقائية من فيروس كورونا بينها تمديد عطلة المدارس، إذ يشير إلى “أن مدرسة التزلّج كانت تستقبل خلال الموسم في السنوات الماضية، أي قبل الأزمة الصحيّة، ما يقارب 3 إلى 4 آلاف تلميذٍ يأتون ضمن رحلات تنظّمها مدارسهم، إلّا أن هذا المشهد غاب مع بداية الجائحة”.

من جهة أخرى، يتحدّث طوق عن التكاليف التي يتكبّدها لـ “إبقاء عمله على قيد الحياة” لجهة دفع ثمن المازوت بالدولار نقداً، وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على أسعار لوازم التزلّج والمعدّات الخاصّة به وصيانتها.

في منطقة كفردبيان، تُعدّ بعض منتجعات التزلّج أفضل حالًا، فقد وصفت المسؤولة الإعلامية في Mzaar ski resort نيكول واكيم، بداية الموسم بـ”النّاجحة”.

وقالت في حديث لـ “هنا لبنان” ” أن هناك إقبالاً جيّداً على المنتجع لممارسة هذه الرّياضة، حتى أننا نتوقّف أحياناً في الصباح عن بيع البطاقات، لأنّنا نصل إلى القدرة الاستيعابيّة القصوى والتي حدّدناها بين 1500 و2000 شخص بناءً على عدد المحطات التي نتمكنّ من فتحها، وقد اتُّخذ هذا الإجراء تفادياً للازدحام، تزامناً مع التزام تدابير الوقاية من كورونا”.

وفي الإطار، أكدت واكيم أن فترة الأعياد أيضاً شهدت أحياناً وصول أعداد المتزلّجين إلى 2000 في اليوم، معظمهم من اللّبنانيين المغتربين.

أمّا عن أسعار بطاقات التزلّج، فأوضحت أنها تتراوح بين 25$ و50$ وتُباع بالعملة الوطنية وفق سعر الصّرف في السوق الموازية.

وفي حديث مع صاحب متجر بيع وتأجير لوازم خاصّة برياضة التزلّج في فيطرون، أشار بدوره إلى أن “النسبة الأكبر ممّن ارتادوا المتجر تعود إلى المغتربين والسياح، فالقدرة الشرائية لدى معظم اللّبنانيّين المقيمين انخفضت إلى حدّ كبير”. وكغيره، شهد عمله تحسناً خلال الأعياد، إنما “ذلك لا يعني أن الوضع جيّد للغاية، فقد تراجع العمل بنحو 60 إلى 70% مقارنة مع السنوات الماضية أي قبل الأزمتين الصحيّة والاقتصاديّة”، على حدّ قوله، على الرغم من أنه خفّض الأسعار وكلفة تأجير اللّوازم للزبائن إلى ما يقارب النصف.

وأوضح أنه يستورد لوازم التزلّج بالعملة الصعبة، ما يضطرّه إلى بيعها للزبائن بالدولار أو وفق سعر الصّرف في السّوق السوداء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us