حماسةٌ دوليّةٌ ترافق الانتخابات النيابيّة… شمس الدين لـ “هنا لبنان”: برودةٌ وعدم مبالاةٍ لدى الناخبين والمشهد يتبلور في الأسابيع المقبلة


أخبار بارزة, خاص 11 كانون الثاني, 2022

كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان” :

تكاد حماسة المجتمع الدولي لإجراء الانتخابات النيابية في لبنان تفوق أيّ حماسةٍ محليّةٍ، فمنذ البداية عكست المواقف الغربية هذا الأمر. وما إن حضر مسؤولون أجانب إلى بيروت حتى كانت استفساراتهم تنصبّ حول هذه المسألة بالذات، وأهمية ممارسة المواطنين حقّهم الديمقراطي.

لم يوفّروا مناسبةً إلّا وتحدثوا فيها عن هذا الاستحقاق، دون أن يعني ذلك فرض ضغوطٍ معينةٍ أو حتّى تبني مرشحين وبرامج.

ما من أدنى شكّ أنّ التغيير عبارةٌ تدغدغ مشاعر هؤلاء المسؤولين، إنّما تحت عنوان يتصل بقدرته على أن يعكس طموحات وآمال الشعب اللبناني.

لقد حمل عددٌ من السفراء الأجانب في لبنان هذا التأكيد أينما حلوا، في جولاتهم المتعددة على القيادات السياسية والروحية.

ومؤخّرًا أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال زيارته إلى بيروت، أنّ الانتخابات ستكون المفتاح وعلى الشعب اللبناني أن ينخرط بقوّةٍ في عملية اختيار كيفية تقدّم البلد.

ولا تخفي مصادر سياسية مطلعة تأكيدها لموقع “هنا لبنان” أنّ زيارات لمسؤولين أجانب إلى بيروت متوقّعة في فترة قريبة لاستطلاع الأوضاع والتشديد على أهمية إجراء الانتخابات في مواعيدها، وتشير إلى أن ما يحكى عن تطيير الانتخابات هو السؤال الأول الذي قد يطرح لا سيّما أن هذه الانتخابات تشكل الأساس في نجاح أجندة الأصلاح.

وتعتبر هذه المصادر أن الأيام المقبلة من شأنها أن تدفع بملف الانتخابات إلى أن يتصدر الأحاديث واللقاءات والاتصالات، فضلاً عن بلورة خريطة التحالفات بشكلٍ جدّيّ، مع العلم أن بعضها نُسِج وهناك من باشر اتصالات وجوجلة معينة وماكيناته الانتخابية شغّالة منذ فترة بعيدة.

وتوضح أنّ عين المجتمع الدولي على إتمام الانتخابات بنزاهة وعدالة وأهمية الالتزام بها قبل أيّ أمر آخر لأكثر من سبب يتعلق إجمالًا بالعمل على الإتيان بممثلين حقيقيين للشعب اللبناني. فالجميع يدرك ما حلّ بهذا الشعب جراء السياسات الخاطئة والإمعان بتقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة.

لكن الوقائع على الأرض تدلّ على أنّ اهتمامات المواطنين منصبّة على أمور أخرى وحماستهم للمشاركة في الانتخابات حتى الآن مفقودة.

ويقول الباحث في الدولية للمعلومات الأستاذ محمد شمس الدين لـ “هنا لبنان” أنّ المجتمع الدولي لا يزال عند دعمه لإجراء الانتخابات النيابية وعدم تأجيلها، والتصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين الدوليين تعكس ذلك، ويؤكد أن هذا الموقف لن يتبدل وإنّ التمويل لهذه الانتخابات من بعض المنظمات غير الحكومية قائم ومتواصل.

ويشير شمس الدين إلى أنه بالنسبة إلى الناخبين فإنه حتى الآن هناك برودة وعدم مبالاة، وبالطبع إذا ما تمت المقارنة مع الانتخابات ٦ ض النيابية في العام ٢٠١٨، فإن المعركة الانتخابية كانت قوية وتحضيراتها بدأت منذ سنة ونصف السنة، لافتًا إلى أن ما من حماسة شعبية مع العلم أن بعض الماكينات الانتخابية بدأت تعمل.

ويلاحظ أن غالبية الشعب اللبناني يتعاطى ببرودة مع الانتخابات، وحين يتم سؤاله عن الموضوع يرفض الإجابة، مشددًا على أن استطلاعات الرأي العام غير علمية ودقيقة وهذا ما تبين.

ويضيف: كان هناك ترقّب لموضوع التعديلات وقرار المجلس الدستوري، لكن منذ اليوم وبعد تقديم تصاريح الترشيح، لا بد من رصد المواقف الشعبية على أن تتبلور أكثر في الأسابيع المقبلة.

وردًّا على سؤال عن سبب البرودة لدى الناخبين، يشير شمس الدين إلى أن للناس أولويات اخرى، وبالتالي فإن الانتخابات ليست من أولوياتها مذكّرًا بأنه في العام ٢٠١٨ قامت اجتماعات وندوات وتحركات.

ويقول: الناس تسأل اليوم عن ارتفاع سعر الدولار وليس عن أي أمر آخر.

ويرجح حصول تراجع في نسبة الاقتراع عن الانتخابات الماضية التي سجلت ٤٩ بالمئة، وذلك ما لم تعمل الماكينات الانتخابية كما يجب.

إذًا الانتظار سيد الموقف، وقد يكون الشهر المقبل مفصليًّا لتحديد بوصلة الانتخابات وما إذا كان هذا الاستحقاق سيسلك طريقه نحو التنفيذ أم لا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us