حركة الملاحة: عدد المسافرين صعودًا وربح المكاتب هبوطا!


أخبار بارزة, خاص 11 كانون الثاني, 2022

كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان” :

تماماً كما وضع البلاد، تدهورت غالبية القطاعات الخدماتية بسبب الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار وعدم تطبيق خطة اقتصادية متكاملة لإنقاذ البلاد.

ومن أولى نتائج الانهيار: موجةُ “هجرة” لبنانية كبرى عكستها أرقامٌ مرتفعة لعدد المسافرين اللبنانيين عبر مطار بيروت لامست في العام 2021 الـ 70%، بنسبة أعلى من العام 2020 الذي شهد تراجعًا حاداً في حركة الملاحة الجوية نظراً لانتشار جائحة كورونا وإقفال المطارات حول العالم. وكنتيجةٍ للعدد الكبير من المسافرين، ارتفعت نسبة بيع حقائب السفر بشكل ملحوظ، مما ساهم بتحريك الدورة الاقتصادية.

“البيع ارتفع هذا العام نظراً للعدد الكبير من المسافرين الذين يشترون الحقائب بغية السفر، ولاحظنا أن معظم المسافرين هم من فئة الشباب الذين يرغبون بالهجرة بهدف تأمين مستقبلهم”، هذا ما قاله أحدُ مالكي محال بيع حقائب السفر لـ “هنا لبنان”، حيث أوضح أن أسعارها ترتفع تزامناً مع ارتفاع سعر صرف الدولار، فهي أصلًا تستورد وتسعّر بالدولار، والزبون يدفع ثمنها إمّا بالدولار “الفريش” وإما بالليرة اللبنانية على سعر الصرف في السوق السوداء.

إلى مكاتب السفريات ننتقل، وقد تأثرت حركتُها سلباً بطبيعة الحال، بحسب ما أفاد به نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ “هنا لبنان”، موضحاً أنّ “التراجع في حركة مكاتب السفر تراوحت نسبتُه ما بين ٨٠ إلى ٨٥ % عام 2020 بفعل انخفاض حركة الملاحة الجوية العالمية وإقفال معظم مطارات العالم. أما مقارنة بالعام 2020، فقد ارتفعت نسبة أشغال المكاتب السياحية بنسبة 15 إلى 20% لعام 2021 ، مع عودة حركة الملاحة العالمية إلى مستوياتها الطبيعية في ظل تراجع حدة جائحة كورونا وازدياد نسبة الهجرة من لبنان”.

وأضاف عبود أنّ “المردود المالي للمكاتب السياحية تراجع بشكل كبير، فقد وصل في العام 2018 إلى الـ68 مليون دولار، ليعود الرقم لينخفض إلى نحو ٥ مليون دولار في العام 2020. أما في العام 2021 فعاود تسجيل ارتفاع قارب الـ 13 مليون دولار مع عودة حركة الملاحة الجوية العالمية إلى طبيعتها”.

ولدى سؤال النقيب عبود عن وضع القطاع السياحي لفت إلى أن: “١٥٪؜ من المكاتب السياحية أغلقت في السنوات الأخيرة، والمكاتب المستمرة بالعمل لا تعمل بهدف تحقيق الأرباح الطائلة بل من أجل ضمان استمراريتها، مشيراً إلى انخفاض عدد العاملين في القطاع السياحي إلى أكثر من النصف بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية”.

أسبابٌ عدة يمكن إضافتها إلى تراجع عمل مكاتب السفريات، أبرزها إمكانية حجز بطاقات السفر مباشرةً عبر مواقع شركات الطيران، وعدم المرور بمكاتب السفر توفيراً للمال والوقت، لأنه عادة ما تكون بطاقاتُ السفر المطروحة على مواقع الشركات أقل سعراً من تلك التي تُباع في مكاتب السفر.

إذاً حركةٌ بلا بركة تُسجّل على المستوى السياحي مع ارتفاع عدد المسافرين وانخفاض نسبة أرباح المكاتب السياحية. فهل سيصمد هذا القطاع بوجه المطبات الصحية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us