من هم أسياد البلد يا حاج؟


أخبار بارزة, خاص, مباشر 12 كانون الثاني, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

بدا النائب محمد رعد وهو يصرّح ببطءٍ في بعبدا، بعد لقائه السيد الرئيس ويشدّ على الكلمات، كما لو أنّه يفكّ بصعوبة “عزقات” دولاب “مبنشر”، أو أنه يعاني “عسر هضم” نتيجة التهامه “ترويقة غمّة” قبل صعوده إلى بيت الشعب للتشاور.

وبدا، كما عهده المشاهدون معتدّاً بنفسه، “كنفوشاً”، متشاوفاً، متغطرساً، سمجاً، دعيّاً، متكبّراً، صلفاً، سامّاً، مستقوياً، “دبشاً”، مغروراً، واثقاً من امتلاكه هذه الصفات.

اقتصر تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الإسلامية على دقيقتين، وتضمن 121 كلمة مرصوفة ومختارة بدقة شدد فيها على معاني الحوار وأهميته في “زمن الضيق والشدة والضغط والمزايدات”، ليصل إلى خلاصة مفادها: “هذا البلد هو بلدنا ونحن معنيون بالحفاظ عليه وعدم أخذه إلى الهاوية، ومن يعمره بعد الهاوية هو نحن وليس أحد غيرنا، وكل غيرنا سيبقى خارج البلد ونبقى نحن، المواطنون اللبنانيون فقط أسياد هذا البلد”.

في تصريح رعد المقتضب والمستفِز، توريات وإيحاءات وغمز ورسائل مشفرة وغموض متعمد غير بنّاء، تلقّاها خصومه، وهم ليسوا “حبتين”، بشيء من الحذر والاستهجان، فمقصده بـ “المواطنون اللبنانيون”، هم السائرون في خطه، والمهتدون بهدي المقاومة الإسلامية الآخذة البلد، بالتعاون والتنسيق مع المنظومة الحاكمة، إلى الهاوية التي تعتبر مصيف جهنم.

مواطنو الحاج بكلمتين هم أشرف الناس.

وضوح هوية الـ “نحن” يقابله غموض في تحديد الـ “غير”.

أهم مواطنون لبنانيون عملاء لأميركا والسعودية؟ أو هم انعزاليون؟ (أي سياديون)؟ أو هم أشباح؟ أو هم فارون من جهنم؟ أو هم أجانب وعيونهم زرق؟

قبل نحو الشهر، أثار كلام للشيخ نعيم قاسم موجات غضب، إذ قال في حفل العباءة الزينبية: “نحن مع لبنان الذي يريد مستقبل أجياله، ويكون سيداً مستقلاً ويكون قوياً، فهذا لبنان الذي أصبح له سمعة في العالم بسبب المقاومة وبسبب الانتصارات، هذا هو لبنان الذي نريده، فمن أراد الالتحاق به ومن لم يرد فليبحث عن حلّ آخر”،

بتبسيطٍ أكثر من لا يريد لبنان المقاومة الإسلامية فليرٍنا عرض كتفيه.

لا تختلف أدبيات الشيخ عن أدبيات الحاج. ولا يختلفان في تصريف أفعال القوة والتفوّق وحصرية الذكاء،

ولكلٍّ منهما كاريزماه.

بعد أيام على خطبة الشيخ نعيم، أصدر تصحيحاً ونفى أن يكون عنى في كلامه أنّ على الآخر البحث عن وطنٍ آخر أو أنه ليس مواطناً، الحلّ الآخر قد يكون حواراً أو أدلة معاكسة، أو موقفاً مدعّماً بخطوات عملية… وهو أبعد ما يكون عن فرز المواطنين، فلا يحقّ لأحدٍ مهما علا شأنه أن يطلب من مواطن لبناني أن يخرج من هذا الوطن. فلبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وحق الاختلاف محفوظ.

الشيخ نعيم أوضح، واللبنانيون بانتظار توضيح من الحاج محمد بشأن “أسياد البلد” وتوصيف لـ “المواطنين”.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us