الشّتم كواجبٍ أخلاقيّ


أخبار بارزة, خاص 19 كانون الثاني, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

يأخذ “الممانعون” في لبنان، و”حزب الله” بشكلٍ أخصّ، على الحكم والحكومة والديبلوماسية اللبنانية، وعلى الغالبية الساحقة من أهل السنة والدروز والمسيحيين، قياداتٍ وفعاليات ورؤساء أحزاب، وقوفهم الصريح إلى جانب السّعودية، مرةً إثر مقابلة وزير الخارجية السابق شربل وهبة على قناة “الحرّة” في أيار الماضي، ومرةً بعد بثّ مقابلةٍ للوزير جورج قرداحي، قبل توزيره، والتي كشف فيها عن ضحالةٍ مدهشة ووصوليةٍ متأصّلة، ومرةً بعد هجومٍ غير مسبوقٍ للسيد حسن نصرالله على المملكة وخادم الحرمين الشريفين بالذات، وفي كلّ مرةٍ تتعرّض السعودية لاعتداءاتٍ بالمسيّرات الإيرانية المنطلقة من صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين أو لإطلاق صواريخ.

وتشنّ “الممانعة” في لبنان، وأدواتها، حملاتٍ منظّمةً، ضدّ الكويت والبحرين، لأسبابٍ “إيرانية” لا علاقة للبنان بها. وتهاجم “الممانعة” بحقدٍ موصوف، الإمارات العربية المتحدة، وذلك قبل “التطبيع” وبعده على خلفيّة تشدّدها في تتبّع خلايا الإرهاب.

وفي الأمس، وبعد إطلاق المسيّرات الإيرانية على أبو ظبي، طلع من عندنا “غرٌّ” ممانعٌ قليل الأدب مغرّداً على تويتر، مستعيناً بأدبيات والده ومستقوياً به كاتباً: “كتلة الزجاج والرذيلة تهتز #اليمن_يؤدّب_الإمارات”.

كان الفتى مبتهجاً وشامتاً بسقوط ضحايا أبرياء والتسبب بخسائر بشرية وحرائق.

تعتبر “الممانعة” في لبنان، المُستتبعة بكليتها، للحرس الثوري الإيراني والخاضعة طوعاً لمزاج الوليّ الفقيه، أنّ من حقّها الوقوف مع مستضعفي الأمّة الإسلامية أينما كانوا، وأنها مكلّفةٌ شرعاً دعم الكفاح الفلسطينيّ المسلّح، وإن لامها لائمٌ على تهوّرها واعترض حليفٌ أو شريكٌ على تفريطها بعلاقات لبنان بالدول الخليجية والعربية الشقيقة، يطلع من صفوفها من يقول: ولماذا لا تقوم القيامة عند تعرّض بعض الشخصيات والأحزاب والقوى اللبنانية لسوريا ويتمّ التهجّم على رئيسها بشّار الأسد؟

الجواب واضح:

لأنّ سوريا دولةٌ ديكتاتوريةٌ فاقدةٌ للشرعية العربية والدولية إلى حدٍّ كبير.

لأنّ سوريا احتلّت لبنان طوال ثلاثين عاماً بطريقةٍ مباشرةٍ ولزّمت حزب الله تكملة هيمنتها على القرار اللبناني المستقلّ والحرّ.

ولأنّ سوريا اغتالت مباشرةً وبالواسطة: كمال جنبلاط، بشير الجميّل، محمد شقير، حسن خالد، رينيه معوّض، ورفيق الحريري ونخبة من قادة الرأي والكلمة.

ولأنّ سوريا، على الرغم من وجود سفيرها علي عبد الكريم علي في اليرزة، لا ولم تعترف يوماً بسيادة لبنان.

ولأنّ سوريا تستعمل نازحيها ورقة ضغطٍ على لبنان.

ولأنّ سوريا أخفت وعذّبت مئات اللبنانيين في أقبية صيدنايا وتدمر والمزّة.

ولأنّ سورية، مثل إيران، تعتبر لبنان مجرّد ورقةٍ أقليميةٍ وساحةً مفتوحةً لصواريخ وإيديولوجيات ولم تقدّم لشعبها سوى البؤس والحصار!

ولو ارتكبت المملكة العربية السّعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان ما ارتكبته سوريا وعاملت اللبنانيين كما عاملهم النظام السوري، لكان شتمها واجبًا أخلاقيًّا!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us