بين تطييرها والسير بها: هل يخوض الحريري غمار الانتخابات النّيابيّة؟


أخبار بارزة, خاص 20 كانون الثاني, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :

مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في لبنان، ترتفع وتيرة التّخوّف من حصول الإشكالات الأمنية التي تعكّر صفو العملية الديموقراطية، والتي يمكنها أن تتفاعل فتؤدي إلى وضعٍ متفجّرٍ في ظلّ وجود السلاح الفردي لدى غالبية الأحزاب والمواطنين.

كلّ الترجيحات قابلةٌ لأن تكون واقعاً بما فيها موعد الانتخابات، فكيف لبلدٍ متهالكٍ سياسياً وأمنياً واقتصادياً أن ينظّم استحقاقاً انتخابياً؟ وهل سيغرق اللّبنانيون في ورشة المعارك الانتخابية، أم ينجح الأفرقاء السياسيون في تعطيلها إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسيّة؟

المحلّل السّياسي أمين قموريّة يوضح لـ “هنا لبنان” أنّ كل الأفرقاء السياسيين ليس لديهم مصلحة بإجراء الانتخابات النيابية، فتيار المستقبل يعلم أن حصتة ستتراجع بالكتلة النيابية، كذلك الأمر بالنسبة للتيار الوطني الحر، وأيضاً بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي، ولكن عملياً إجراء الانتخابات ليس مطلباً محلياً، بل هناك ضغوطات دولية كبيرة من أجل إبقائها على موعدها، إذ يرى المجتمع الدولي أن انتخابات 2022 جوهرية لنجاح أجندة الإصلاح، وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين في لبنان.

ويتابع: “لا أحد من الأفرقاء السياسيين في لبنان يستطيع القول أنه مع تأجيل أو “تطيير” الانتخابات، ولكن حادث أمني ضخم أو عملية اغتيال كبيرة قد تؤجلها”.

ويضيف: “مبدئياً نستطيع القول بأن الانتخابات جارية في موعدها المحدّد، لأن التّخوف من العقوبات الأجنبيّة سيدفع كل الأفرقاء إلى السير قدماً بالانتخابات ولو لم تكن راضية عن نتائجها”.

وعن الميزانية الكبيرة التي تتطلبها الانتخابات يقول قمورية، الأوروبيين والأمم المتحدة على استعداد لتحمّل كل نفقات وتكاليف الانتخابات ولا مشكلة في الميزانيّة.

ويشير إلى رهانٍ كبيرٍ على هذه الانتخابات إذ من شأنها تعزيز الأكثريّة النّيابية من جهة إلى جهة أخرى، وبالتالي لن تعود لصالح حزب الله كما هي اليوم بنظر الغرب، علماً أن الأكثرية النيابية اليوم تتغير بطريقة متسارعة وفقاً للموضوع المطروح.

ويؤكد أن الانتخابات النيابية قد تطير إن حدث انفجارٌ أمنيٌّ ما، و معها تطير الانتخابات الرئاسية ما ينذر بوضعٍ خطيرٍ شبيهٍ بما حدث في التسعينات أي ما قبل اتفاق الطائف.

أما بالنسبة للحديث عن تسلّل داعش إلى طرابس فيقول: “أعتقد أن هناك تضخيم للأمور، بحيث تستغل هذه القضيّة لصالح من ليس لديهم مصلحة في إجراء الانتخابات، من الممكن أن يتمّ تحميل “داعش” مسؤولية حدث ما قد يحصل قبل الانتخابات، ولكن لا أعتقد أن موضوع “داعش” سيلغي الاستحقاق الانتخابي”.

وفي سؤال عن احتمالية خوض سعد الحريري غمار الانتخابات النيابية، يوضح أنّ كل المؤشرات تدل على أنّ الحريري لا يريد خوض الانتخابات قبل الحصول على موافقة وضمانة سعودية.

وهنا يطرح قمورية سؤاله: في حال لم يترشح الحريري للانتخابات هل يمكن أن يكون هناك أكثرية نيابية لمصلحة 14 آذار وحلفاء أميركا في هذا البلد؟ الجواب: عدم ترشح الحريري سيخيّب ظنّ الأميركيين والأوروبيين بنتائج الانتخابات، لذلك هناك احتمال كبير جداً بأن تتفاوض أميركا والسعودية لتتّفق على تأمين غطاء يسمح لسعد الحريري المشاركة بالانتخابات، لأنّ عدم مشاركته سيغير الكثير من السيناريوهات.

ويلفت قموريّة إلى أن تيار المستقبل لايزال يشكّل القوة الأساسية على الساحة السّنية، ولا منافس حقيقي له رغم تراجع حصتة النيابية في أكثر من منطقة.

كما يتطابق رأي المحلّل السّياسي جوني منيّر مع رأي قموريّة، حيث يرى أنّ سنة 2022 ستكون سنة حسم الخيارات، وهناك استثناء واحد كي تطير معها الانتخابات النيابية وهو أن يحصل حدث أمني كبير يهز لبنان، عدا ذلك فإن الانتخابات النّيابيّة حاصلة.

ولا يخفي تخوفه من وقوع أحداثٍ فرديةٍ لتعكير أجواء الانتخابات.

وفيما يتعلّق بموضوع عدم جاهزيّة الأحزاب، مادياً ومعنوياً للانتخابات، بعد تدهور الأوضاع، وتحميلها مسؤولية الكوارث التي حلّت باللبنانيين أمام الرأي العام محلياً ودولياً، يقول منيّر: “المجتمع الدّولي وخصوصاً الاتّحاد الأوروبي مستعدّ لتغطية كل ثغرات التّفاصيل اللّوجستيّة وتمويل الانتخابات النيابية.

أمّا فيما يخصّ ترشّح الحريري للانتخابات فيشير إلى أنّ السعودية منعت الحريري أو تمنّت عليه عدم التّرشح للانتاخابات النّيابية، ولكن الأكيد أن تيار المستقبل بدأ استعدادته للانتخابات على أن يتولى الرئيس فؤاد السنيورة عن قرب كل تفاصيلها.

وبالنسبة للأخبار المتداولة عن تغلغل داعش في الشّارع الطرابلسي، يوضح منيّر أنّ كلمة تغلغل كبيرة جداً، هناك بعض الأشخاص يلتحقون بـ “داعش” في سوريا والعراق أما في لبنان فالأمر مختلف ولا يوجد تغلغل بالمعنى الحقيقي، وكل ما يشاع هو تهويل وتضخيم للمعلومات.

ووفق المصادر الأمنية لا مجال لتكرار أحداث العام 2015، من الممكن ظهور بعض الذئاب المفترسة التي قد تتحرك بطريقة منفردة للقيام ببعض الأعمال المخلّة بالأمن، ولكن عين الأجهزة الأمنية تتعقبهم للتّصدي لهم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us