مرضى السرطان في لبنان يواجهون الموت… أين الدواء؟!


أخبار بارزة, خاص, مباشر 29 كانون الثاني, 2022

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان” :

الدموع التي تشّق طريقها بين كلمات رنا (اسم مستعار) كفيلة بترجمة الذلّ الذي يعيشه مريض السرطان في لبنان.
الأمر لا يتوقف عند حدود الدواء تقول، فمن الجلوس على كرسي أكل الدهر عليه وشرب لتلقي العلاج والأسرة أمامك فارغة، إلى التغطية الصحية والصور الشعاعية والأجهزة المعطلة لجماعة الضمان الاجتماعي والجاهزة لجماعة “الكاش”، هناك رحلة انتظار طويلة واصطفاف بالطوابير للاستفادة من الحملات المجانية وتوفير القليل من المال، ما يجعل المريض يتمنى الموت ألف مرة.
وفي هذه المعركة الشرسة، يبقى الدواء السلاح الوحيد فهناك المسألة بالفعل حياة أو موت، وإزاء هذا الواقع، تزدحم الوعود التي سمعها مرضى السرطان ومفادها بأنّ الأزمة ستحل، لكن الأمور لا تبدو سهلة على أرض الواقع فالأدوية في السوق متوفرّة بـ “القطارة”.

وزير الصحة العامة فراس أبيض وفي حديث إلى “هنا لبنان” أكد أنّ ما تم التوصل إليه لا يتعدى “الحلحلة” آملاً في أن يسلك ملف الأدوية طريقه نحو الحلول النهائية ويتمكن كل مريض من الحصول على ما يلزمه وفي الوقت المناسب.

وعلى طريق الحلحلة التي تحدث عنها الوزير، وبعد أسابيع على انقطاع عدد كبير من الأدوية وفقدانها من على رفوف الصيدليات، أعلنت نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات عن طرح أولى شحنات أدوية الأمراض المستعصية في السوق ونشرت جدولاً ضمنته كل التفاصيل.

ويقول نقيب مستوردي الأدوية والمستودعات كريم جبارة في حديث إلى “هنا لبنان” إن الاتصالات التي أجريت شملت أكثر من مصدر وشركة بغية تأمين الأدوية التي تم توزيع ما وصل منها، والدفعة الثانية تنتظر انتهاء الإجراءات لطرحها في السوق خلال أيام تليها دفعات لاحقة.
وكانت النقابة قد أوضحت في بيان أن وزارة الصحة العامة هي الجهة التي حدّدت كميات الأدوية المذكورة في الموافقات المسبقة من ضمن المبلغ الشهري المخصّص للدعم، وهي التي سوف تحدّد الكميات التي ستتوجه مباشرة إلى مخزن الكرنتينا، وتلك التي سيتمّ توزيعها على المستشفيات والصيدليات، وذلك بحسب سلّم الأولويات الذي تحدّده مشددةً على أن جدول المواعيد الذي نشرته سارٍ طالما لم يطرأ أي تغيير على جداول أو عمليات الشحن العالمية.

ولأن الشحنات تُشكّل جزءاً من الاحتياجات، كانت للسوق السوداء حصة وهي لم ترحم قطاعاً واحداً وهنا ينقل بعض مرضى السرطان عبر “هنا لبنان” معاناتهم مع عبارة “بعد ما إجانا الدوا” في بعض الصيدليات، و”أكيد في” حين “يتكلم الفريش دولار”.
وزير الصحة ليس بعيداً من هذه الشكاوى التي تصل إلى الوزارة في هذا الشأن يشدد على أن الشكاوى التي تصل إلى الوزارة يتم تحويلها إلى القضاء مباشرة لمتابعتها وإتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها مثمناً التعاون القائم مع نقابة الصيادلة في هذا المجال لا سيما وأن الأمر يرتبط ارتباطا وثيقاً بسمعة القطاع.
ورداً على سؤال، أكد أبيض أن الأدوية والمستلزمات الطبية لن يطالها “الدولار الجمركي” وهذا الأمر خضع لنقاش مستفيض داخل الجلسات كما أعلن عن استمرار الدعم لأدوية الأمراض المستعصية والسرطانية ويشمل بعض أدوية الأمراض المزمنة.
ووسط كل هذه المعاناة، تتوقع منظمة الصحة العالمية أن ترتفع حالات الإصابة بالسرطان بنسبة 60 بالمئة في شرق المتوسط خلال العقدين المقبلين ويحتل لبنان وفق أرقام المنظمة، المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بالسرطان، قياساً بعدد السكان إذ أن هناك 242 إصابة بين كل 600 ألف لبناني سنوياً.
وكان تقرير سابق للمنظمة، قد ذكر أن 17 ألف لبناني أصيبوا بالسرطان خلال عام 2018 فقط، وزادت معاناتهم مع اشتداد الأزمة الاقتصادية، إذ بدأت أصناف عديدة من الأدوية تنفد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar