الحيوانات الأليفة، أهميّتها وفوائدها الصحيّة


أخبار بارزة, خاص 30 كانون الثاني, 2022

كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان” :

الحيوانات الأليفة اسم يطلق على أيّ حيوانٍ يمكن أن يقتنيه الناس في بيوتهم دون خوفٍ من الأذى، واعتباره مصدرًا للسرور والطمأنينة. والحيوانات الأليفة هي الحيوانات التي يربّيها الإنسان سواء في المنزل أو المزرعة بهدف الرزق أو التسلية. وتعود عمليّة الإحتفاظ بهذه الحيوانات إلى العصور القديمة، كما أنّ علاقة المتعة تعتبر متبادلةً بين الإنسان والحيوانات؛ ومن هنا يمكن وصف هذه العلاقة بأنّها تكافليّة تعود بالفائدة على الحيوان الأليف والإنسان. ويُعتقد أنّ الكلب كان أوّل حيوانٍ استأنسه الإنسان. وتختلف الغاية من تربية الحيوانات من شخصٍ لآخر، فالبعض يريدها فقط من أجل التسلية والشعور بالرفقة، والبعض يربّيها للحراسة، أو الصيد، أو رعي وحراسة الماشية، أو لصيد الحشرات والجرذان، أو للإستمتاع بجمال الحيوان، أو لإشراكه في السباقات. ولا تخلو أحداث التاريخ من استخدام الحيوانات الأليفة كمصدرٍ للغذاء حينما تغدو مصادره الأخرى شحيحة.

والكثير من الأشخاص يحبون تربية الحيوانات الأليفة. ويشعرون بالفرح والسرور أثناء الإعتناء بها. ويعود هذا الشعور الجميل إلى عددٍ من الأسباب العلميّة والصحيّة والنفسيّة. لذا قرّرنا في هذا المقال أن نقدّم للقرّاء الأعزّاء موضوع تربية الحيوانات الأليفة في المنزل ونفصّل فيه أهمّ فوائد تربيتها وأفضل الحيوانات الأليفة للتربية في المنزل، إضافةً إلى كيفيّة التعامل معها، وغير ذلك من المعلومات التي تهمّ القرّاء.

 

أشهر الحيوانات الأليفة

هناك أنواع كثيرة من الحيوانات الأليفة المحبّب تبنيها وتربيتها في المنزل، نذكر بعضًا منها:

القطط:

– تعتبر القطط من أحسن الحيوانات الملائمة للتربية المنزليّة، وبالأخصّ للأشخاص الذين يغادرون البيت لفترةٍ طويلةٍ من الوقت؛ وذلك لأنّ القطط كائنات مستقلّة تعتمد على نفسها في قضاء ما تحتاج ولا تسبّب فوضى في مكانها، ويكفي ترك الطعام والشراب الكافي لها يوميًّا.

– من الضروري تنظيف صندوق الرمل الخاصّ بفضلاتها يوميًا.

– وإذا قامت بالمشاغبة والخدش، فيجب أن نعلم أنّها منزعجة.

– لذا لا بدّ من تعليم الصغار الموجودين في البيت التعامل معها بلطف، وأنّه لا ينبغي أن نحبسها.

– كما يجب الإنتباه إلى الإنتظام في تطعيمها الشهري الخاصّ بها.

– لتربية القطط في البيت فوائد كثيرة، مثل تنظيف المنزل من الحشرات والقوارض والعقارب المؤذية.

الكلاب:

– يحبّ الكثير من الناس تربية الكلاب في البيت. عند شرائها لا بدّ أن نعرف إلى أيّ الأنواع تنتمي؛ لأنّ ثمّة أنواع كثيرة للكلاب، وتختلف شخصيّة كلّ واحدٍ عن غيره.

– يفضّل الكثيرون تربية الكلاب في المنزل، وذلك لتمتّعها بالعديد من الصفات المحبّبة، مثل الإخلاص لصاحبها، إذ يعتبر الكلب أكثر مخلوقٍ مخلصٍ على الكرة الأرضيّة، إضافةً إلى أنّ قلوب الكلاب تطفح بالحبّ والمشاعر والطاقة، فهي أشبه بالطفل البريء، لذلك يجب أن نهتمّ بها ونمضي الوقت معها، إضافةً إلى ضرورة الخروج معها للتنزّه بين حينٍ وآخر. ويجب أن نسهر على نظافتها وندرّبها على قضاء حاجتها في مكانٍ خاصٍّ لها، إذ إنّها لا تنظّف نفسها بنفسها كما تفعل القطط.

 

تأثير تربية الحيوانات الأليفة على الصحّة النفسيّة والجسديّة

فضلًا عن الألفة والصحبة والإستئناس التي يشعر بها مرّبو الحيوانات الأليفة، فقد أكّدت الدراسات أنّ لتربية هذه الحيوانات، وخصوصًا القطط والكلاب، فوائد جمّة على الصحّة النفسيّة والجسديّة، فعلى سبيل المثال، الكلاب قادرة على فهم الكثير من الكلمات التي نستخدمها، وعلى تفسير نبرة صوتنا ولغة جسدنا. وإنّ الأشخاص الذين لديهم حيوانات أليفة غالبًا ما يتمتّعون بأكبر قدرٍ من الفوائد الصحيّة. وليس من الضروري أن يكون الحيوان الأليف كلبًا أو قطًّا، فمشاهدة الأسماك في حوض ماء، يمكن أن تساعدنا على تقليل تشنّج العضلات وخفض معدّل النبض، وقد أظهرت الأبحاث أنّ:

– أصحاب الحيوانات الأليفة أقلّ عرضةً للإصابة بالكآبة من أولئك الذين ليس لديهم حيوانات أليفة.

– يعاني الأشخاص الذين ليس لديهم حيوانات أليفة من انخفاض ضغط الدّم في المواقف العصيبة مقارنةً بالأشخاص الذين يربون حيواناتٍ أليفة.

– قد يؤدّي اللّعب مع كلبٍ أو قطّةٍ إلى رفع مستويات السيروتونين (عبارة عن مادّةٍ كيميائيّةٍ تنتج في الجسم الهرمون، كما أنّها ناقل عصبيّ تتبادله النهايات العصبيّة في الدماغ) والدوبامين (مادّة عضويّة لها تأثيرات عديدة على الدماغ بشكلٍ خاصّ، وعلى الجسد بشكلٍ عامّ).

– أصحاب هذه الحيوانات لديهم مستويات أقلّ من الدهون الثلاثيّة (عبارة عن نوعٍ من أنواع الدهون الموجودة في الدّم، تريغليسيريد).

– يعيش مرضى القلب مع الحيوانات الأليفة لفترةٍ أطول من الذين لا يعانون منه.

– يقوم الأشخاص الذين يقتنون هذه الحيوانات، الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنةً بزياراتٍ أقلّ بنسبة 30 بالمئة لأطبّائهم مقارنةً بمن ليس لديهم هذه الحيوانات.

– يمكن أن تساعدنا رعاية حيوانٍ أليفٍ في إجراء تغيّراتٍ صحيّةٍ في نمط حياتنا.

– إنّ أخذ الكلب في نزهةٍ على الأقدام أو الجري السريع يعدّ أسلوبًا ممتعًا يعادل التمارين اليوميّة الصحيّة في جدول حياتنا اليوميّة.

– قد تساعدنا رفقة الكلب في تجنّب المرض، وتضيف سنواتٍ إلى أعمارنا.

– قد تساعدنا هذه الحيوانات إجتماعيًا، فنكوّن صداقاتٍ جديدةً ومفيدة.

– إنّ رفقة حيوانٍ أليفٍ قد توفّر لنا الراحة وتساعد في تخفيف قلقنا وتعزيز الثقة بأنفسنا والتخلّص من قلقنا وتوتّرنا.

– تقلّل هذه الحيوانات من احتماليّة الإصابة بأمراض الحساسيّة، كالربو مثلًا.

– تعتبر هذه الحيوانات ذات فائدةٍ كبرى للمصابين بالتوحّد (هو اضطراب في النموّ يؤدّي إلى صعوباتٍ في التواصل والسلوك الإجتماعي لدى الشخص، وضعف التركيز أو النشاط الزائد).

– تشجّع على ممارسة الرياضة، وذلك؛ لأنّ أصحابها يفضّلون الخروج للتنزّه معها، وقد يصبح هذا جزءًا من حياتهم اليوميّة حيث تحفّز هذه الحيوانات أصحابها للخروج من البيت، حتّى لو كان الطقس باردًا.

– تعلّم النظافة العامّة؛ لأنّ الحيوانات الأليفة بحاجةٍ للنظافة الدائمة سواء كانت كلابًا أو هررة، أو أسماكاً، أو طيورًا، واهتمام الولد بنظافة الحيوانات التي يربّيها قد ينمّي لديه شعورًا بالحفاظ على نظافته بشكلٍ مستمرّ، كما أنّها تعوّده على حسّ المسؤوليّة والرحمة.

 

الكلاب والقطط أهمّ من الأطفال في ألمانيا

الكلاب والقطط جزء من طبيعة المجتمع الألماني. فهي تتبوّأ مركز الصدارة في أحاديث الألمان.

وإنّ الحاجة في ألمانيا تتزايد لإقتناء الكلاب، خاصّةً من جانب المسنّات. ويفضّل الكثير منهنّ الكلب ذا الحجم الصغير…

كشفت أحدث دراسة أنّ 12 مليون ألمانيّ لديهم قطّة أو أكثر، بينما تحتلّ الكلاب المركز الثاني بين الحيوانات الأليفة. وترجع دراسة ذلك إلى قدرة القطط على امتصاص التوتّر لدى الناس، عند ملاعبتها وملامستها.

وتنتشر في ألمانيا دُور لرعاية القطط والكلاب والحيوانات الأليفة. وتتوفّر هناك مآوٍ جديدة للحيوانات التي مات أصحابها، أو تلك الضالّة. وتسمح دُور الرعاية لكلّ من يجد حيوانًا ضالًّا أن يجلبه إليها. وتعدّ بيانات هويّةٍ لها، توضّح فيها اسم الحيوان وعمره وتاريخ دخوله إلى الدار. وبما أنّها تشكّل مآوٍ مؤقّتةً للحيوانات، تعمد دُور الرعاية إلى الإعلان من حينٍ لآخر عن قططٍ صغيرة، متواجدةٍ لديها، عبر برامج التلفزيون العائليّة، كي تسمح لأُسرٍ بتبنّيها… وغالبًا ما تستخدم العاطفة في الإعلان عن حيوانات دُور الرعاية؛ فتتّخذ إعلانات الصحف والجدران والمحلّات التجاريّة، أسلوب الشفقة، مثل “أنقذوا هذا القطّ” أو “أنا بحاجةٍ إلى عائلة”، أو “لا تتركني وحيدًا”.

إذاً، فالعلاقة بين الألمان وحيواناتهم الأليفة، تتخطّى المألوف، لتصبح علاقةً وجوديّة. فهم لا يعيشون من دونها أبدًا، بل إنّ البعض يعتبرها بمثابة أطفاله، وأصدقائه، وكلّ ثروته في الحياة.

 

مصوّر وخبير في تربية القطط

يقول أحد الخبراء بتربية القطط: “إنّ ولعه بالقطط وعشقه لها جاء من خلال التصوير”، حيث وظّف خبرته بالتركيز عليها؛ وعبّر بشكلٍ جليٍّ أنّه يركّز في تصويرها على زوايا وأبعادٍ مختلفةٍ من خلال أدقّ التفاصيل في حركاتها العفويّة التي أحبّها، وواظب على متابعة حياته المهنيّة في حقل تربيتها والعناية بها. وأشار إلى أنّه استثمر عدسة آلة التصوير في التقاط أبدع الصور. وحصل على تقييم أفضل مربّي حيواناتٍ أليفةٍ من المنظّمة العالميّة للقطط ولأعماله التي يقدّمها للمواطنين، والمتعلّقة بأصول تربية الحيوانات الأليفة. وأعرب عن مقدار سروره بحيازته على هذا النوع من شهادات التقدير، مشيدًا بأنّه يجمع بين فنّ التصوير وتربية الهررة. ويعتقد أنّ رعاية الحيوانات من أهمّ الأعمال التي يتمنّى أن يتعلّمها الكثيرون الذين يتابعونه.

ويصرّح هذا الخبير والمصوّر: “منذ أن قرأت عن قدرة القطط على مساعدة الإنسان على التخلّص من الإكتئاب ومنحه الشعور بالرضا، قرّرت حينها أن أبتاع قطّة، ومع صداقتي لها، استطعت أن أحوّل شعوري من الكآبة إلى الإبتهاج، وازداد شغفي وحبّي لهذا الحيوان الأليف”. ثمّ يحدّثنا عن رعاية القطط الخاصّة، وعن أطعمتها التي تحفظ صحّتها، ويقول: “إنّ ثمّة أطعمة تضرّها وتجعلها شرسة، كالبصل والثوم، واللّحوم النّيئة، والزبيب، والعنب، والمانغو، والفاكهة التي تحتوي على كميّاتٍ من السكريّات. وأضاف أنّ تقديم الحلوى والبوظة والبيض النيء، والعظام والأطعمة المشبّعة بالدهون تجعلها أكثر شراسةً وعدوانيّة، وعلينا عند ابتياعنا هرّةً صغيرةً أن نؤمّن لها التدفئة في مكان نومها.

وفيما يخصّ إطعام هذا الحيوان الأليف يقول: “عندما يكون صغيرًا يحتاج كلّ ساعتين إلى الطعام، وبإمكاننا أن نستعمل بيبرونة الرضاعة، ونضع فيها الحليب ونرضعه مثل الأطفال، ويمكننا استشارة الطبيب البيطريّ. ويتمّ تقديم الطعام لهذه القطط بدءًا من عمر 45 يومًا، وحينما تبلغ الشهرين، يمكننا أن نعاملها ونعتني بطعامها معاملة القطط الكبيرة”.

وخلاصة الكلام، لقد ترك هذا الخبير مجال الطيران، واتّجه لتربية القطط، بعدما تحوّل من هواية تصويرها، إلى تربيتها وتبيان أجمل ما يميّزها، وقد تطور عمله إلى أن غدا من أهمّ وأشهر مربّي القطط ومصوّريها في البلاد العربيّة.

 

موضة اقتناء القطط والكلاب في لبنان

إنّ موضة اقتناء الحيوانات الأليفة وتربيتها في لبنان هي حديثة العهد، وقد انطلقت باقتناء الأسماك والطيور، وتطوّرت لاحقاً إلى ارتفاع الطلب على الهررة، قبل أن تحلّ الكلاب في الطليعة.

ويلاحَظ عموماً هذا “الحب” الاستثنائي للحيوانات الأليفة في لبنان، يعبّر عنه مقتنو الكلاب والقطط، عبر اصطحابها دوريّاً لقص شعرها، أو تلقيحها، أو عرضها على طبيبٍ بيطري.

وبالتوازي، تطوّرت خدمات المؤسّسات والمحالّ المتخصّصة ببيع مستلزمات القطط والكلاب لتلبّي حاجة الحيوانات إلى طعامٍ خاصٍّ وعنايةٍ طبيّة، إضافةً إلى النظافة.

ورغم الأزمة الاقتصاديّة المستفحلة في لبنان، يبقى اقتناء هذه الحيوانات الأليفة والعناية بها مزدهراً، وإن باتت “أرباح” المؤسّسات ذات العلاقة أدنى بكثيرٍ من السابق.

فقد عصف الدولار بأسعار الموادّ الغذائيّة والكماليّات التي تؤمّنها المؤسّسات للحيوانات الأليفة، فتضاعفت أسعارها بما لا يقلّ عن سبع مرّات، كسائر المنتجات المستوردة. لكنّ ارتفاع سعر خدمات الحيوانات وغذائها، لم يؤدِّ إلى تراجع مبيعاتها، وإن أقبل البعض على شراء نوعيّاتٍ أقلّ كلفة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us