وما أدراكم ما أهمية الورقة البيضاء!


أخبار بارزة, خاص 14 شباط, 2022

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:

خلافاً للقوانين الانتخابية السابقة والتي كانت تحتسبُ الورقة البيضاء من ضمن الأوراق الباطلة والملغاة مثلها مثل الأوراق التي كانت تتضمن أخطاء، تبرز أهمية هذه الورقة في القانون النسبي المعتمد لإجراء انتخابات 2022.

المادة ١٠٣ من قانون الانتخابات الجديد الذي يحمل رقم ٤٤/٢٠١٧، تعتبر “الأوراق التي لم تتضمن أي اقتراع للائحة أو للأصوات التفضيلية، أوراقاً بيضاء، وتُحتسب من ضمن عدد أصوات المقترعين المحتسبين”.

إذًا، يعمدُ بعض الناخبين إلى عدم المشاركة في الانتخابات، أو إلى وضع ورقة بيضاء، كتعبير عن موقف اعتراضي، من دون أن يعلم هؤلاء أنهم يُقدّمون خدمة عبر موقفهم هذا. ففي صالح مَنْ يكون الاقتراع بورقة بيضاء؟

احتساب الورقة البيضاء كتصويتٍ صحيح، خطوةٌ مهمة لكونها تظهّر الرأي المعارض لدى الناخب، إضافة إلى أن احتسابَها مرتبطٌ مباشرةً بتحديدِ الحاصل الانتخابي في القانون الحالي.

مصادر قانونية تعتبر لـ “هنا لبنان” أن حملة الأوراق البيضاء غير ناجحة لأن لوائح قوى المعارضة أو “الثورة” ستشارك حتما في الانتخابات، وبالتالي فإن المساهمة برفع الحاصل الانتخابي من خلال الورقة البيضاء يقلل حتماً فرص لوائح المعارضة من تأمين الحاصل الانتخابي، والتأهل. وبالتالي لوائح السلطة لن يصعب عليها تأمين الحاصل بسبب تحالفاتها السياسية المدروسة.

إلى ذلك، وفي حال حصلت لوائح قوى المعارضة على الحاصل وتأهلت إلى المرحلة التي يتم فيها تحديد عدد المقاعد لكل لائحة انطلاقاً من الحاصل الانتخابي ممكن أن تُخسر الأوراق البيضاء لوائح المعارضة بعض الأصوات، التي ربما تكون بحاجة إليها للحصول على مقعد إضافي لدى احتساب الكسور.

فتعبير المواطن عن رفضه للمنظومة السياسية الحالية أو للوائح الموجودة، من الأفضل أن يتجسد بالامتناع عن التصويت أو الحضور، لكي لا يؤثر صوتهم بورقة بيضاء سلبًا على اللوائح الأخرى وخصوصاً قوى المعارضة، أو يشتت الأصوات، أو عليهم أن يوجهوا رأيهم الاعتراضي من خلال العمل على تشكيل لوائح أخرى تشبههم.

في عملية حسابية بسيطة، عند احتساب النتائج يتم احتساب الأوراق البيضاء مع عدد الأوراق الصحيحة.

فلو اقترع مثلاً في دائرة انتخابية 100 ألف ناخب، وكان بينهم 5 آلاف ورقة ملغاة، بسبب الأخطاء التي يرتكبها الناخبون، وكانت هناك 15 ألف ورقة بيضاء مثلاً، وكان عدد نواب الدائرة 5 نواب، فعندها سيكون الحاصل الانتخابي: 5/95000 = 18 ألف صوت.

لا بد من الإشارة إلى أن الحاصل الانتخابي يستخرج من خلال قسمة أصوات المقترعين الصحيحة (أي من دون الأوراق الملغاة ومع الورقة البيضاء) على عدد المقاعد في الدائرة الواحدة.

لو لم يقترع هؤلاء بورقة بيضاء، وامتنعوا عن التصويت، لكان عدد الناخبين 80 ألفًا، وبالتالي يكون الحاصل الانتخابي 16 ألف صوت.

وبعد استبعاد كل لائحة لم تؤمن الحاصل، أي كل لائحة لم تحصل على 18 ألف صوت، فسيتم استبعادها، وعدم تخصيصها بمقعد نيابي، لكونها لم تجمع حاصلًا انتخابيًّا.

أما في حال امتناع أصحاب الورقة البيضاء عن الاقتراع كانت ستحصل هذه اللائحة على مقعد، كونها حصلت على أكثر من الحاصل الانتخابي (16 ألفًا). ويتم إسقاط مجموع الأصوات التي حصلت عليها اللوائح التي يتم استبعادها، ويُعاد احتساب الحاصل الانتخابي من جديد.

فلهذا السبب تشجع الأحزاب الكبيرة المشاركة بكثافة في الانتخابات ولو بورقة بيضاء بهدف رفع الحاصل الانتخابي للدائرة، وتحرم في الوقت نفسه اللوائح الصغرى من تحقيق الفوز.

تستخلص من ذلك، أن لوائح السلطة والأحزاب الكبيرة هي الجهة المستفيدة أولاً من ارتفاع الحاصل الانتخابي حينما يتم التصويت بالورقة البيضاء، في حين ستقل حظوظ الأحزاب الصغيرة لدى الاقتراع بالورقة البيضاء وارتفاع الحاصل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us