“إسرائيل” قدوة…في زمن الكورونا

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

في الماضي القريب، يمم كثير من اللبنانيين القطر القبرصي الشقيق، لعقد زيجات مدنية، ضمن رحلات منظّمة لهذه الغاية، من كل الفئات الإجتماعية، لاستحالة عقد مثل هذه الزيجات في لبنان، مع إستثناء وحيد في عهد الوزير مروان شربل، ومن لا يذكر قصة خلود ونضال؟
لم تتمكن أي حكومة في 84 عاماً، ولم يستطع أي عهد، ولم يُقدِم أي مجلس نيابي على تحديث أو تفعيل أو تعديل القرار الرقم 60 ل.ر لعام 1936 الذي ينص بصريح العبارة، أنه “يخضع…الذين لا ينتمون لطائفة ما للقانون المدني في الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية” (المادة 10). ويكرر القانون في المادة 14 منه “أن الطوائف التابعة للحق العادي تنظم شؤونها وتديرها بحرية ضمن حدود القوانين المدنية”
وبالتالي بقيت قبرص، للخارجين عن “الإلزامات” الطائفية والشرعية والعازمين على الزواج مدنياً، مقصداً، واليوم تتحوّل دولة الإمارات العربية المتحدة محجاً للبنانيين الخائفين على حياتهم، ممن لم يطاولهم الفقر أو الحظر، فيسافرون لأيام يتلقون لقاح فيروس كورونا ويعودون إلى بيروت لنشر صورهم على إنستاغرام وشكر الهيئات الصحية الإماراتية على الرعاية. الوليد الحلّاني (حامل إسم مالك روتانا) نال جرعة أولى والعقبى للثانية، الرئيس الحريري تلقى الجرعتين في الإمارات وأثلج القلوب الخائفة عليه، ووئام وهاب تلقى اللقاح الصيني في الإمارات وطمأن محبيه أنه لم يشعر بعوارض جانبية وسمير صفير ( ملحن العهد) سبقهم وتلقى جرعة بالسعودية وزف الخبر المفرح إلى عشّاق فنه.
أما الكيان الغاصب، الذي وعدنا السيد نصرالله أن نهايته أزفت في العام 2008، فاحتل، عدا الأرض والبحر، المرتبة الثالثة في العالم من حيث إجمالي عدد الجرعات (مليون جرعة) التي أعطاها لشعبه، خلف الصين (4.5 مليون) والولايات المتحدة (2.79 مليون) مطلع الشهر الحالي، كما أنه عُدّ الأول عالمياً في معدّل توزيع اللقاح. رباه إنتصرنا على “العدو الصهيوني” مرات ومرات وها هو الكوفيد 19 وسلالاته العاطلة يهزموننا. وغصبا عنّا، نقارب الواقع كما هو:
صار الجار العدو قدوة في التعامل الإنساني، فيما نحن روّاد الحضارة، فئران مذعورة في محاجرها تحكمها التماسيح.

مواضيع مماثلة للكاتب:

إيران والممانعة: دروس في الحرية

عرّاب الأب والابن… والمتن

كبتاغون وكوكا.. وماذا بعد؟