الفرسان الثلاثة


أخبار بارزة, خاص 24 شباط, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

ثلاثةٌ من قادة “حزب الله”، والأصحّ ثلاثةٌ من الوجوه العابرة للطوائف والمناطق والاصطفافات، لا بل ثلاثةٌ من فرسان الديمقراطية الحديثة أتحفوا اللبنانيين مؤخراً بخطابٍ سياسيٍّ نوعيّ، صالحٍ كنموذجٍ يُدرّس في كلية لندن للعلوم السياسية أو كموضوعٍ لأطروحات الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن.

ثلاثةٌ طالعون من تجارب رائدة في مجال دعم المرأة وتمكينها لإثبات موقعها التشريعي. ثلاثةٌ من فقهاء الدستور. ثلاثةٌ ممن يحترمون خيارات الأكثرية النيابية ولو خالفت توجهاتهم. ثلاثةٌ مؤمنون بحرية التعبير إلى أقصى الحدود، وخير دليلٍ اتّخاذهم صفة الادّعاء الشخصيّ على المتّهمين بقتل: سمير قصير وجبران تويني ولقمان سليم ومحمد شطح… لكنّ العدالة في لبنان بطيئة. الحقّ على أمريكا وإسرائيل.

يبدو إني شطحت في امتداح خِصال السيد ابراهيم أمين السيّد (النائب السابق) وأخويه الشيخ نعيم قاووق والشيخ هاشم صفي الدين. غمرونا بلطائفهم ومحبتهم الجمة لإخوتهم اللبنانيين وتقديرهم للمجموعات الشبابية الساعية إلى تغييرٍ فعليٍّ في الخارطة السياسية وفي طرائق العمل السياسي.

تحار بمن تبدأ، وكلٌّ من الفرسان الثلاثة لديه من المخزون السياسي والوطني والنضالي ما يكفي لإغراق ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف ناخب بالوعي والمعرفة. والأهم هو الترفّع عن الصغائر والنظرة الإيجابية للخصوم.

الشيخ قاووق الواسع المعرفة عرف بالبداهة المتأصلة في كيانه وبطرقه أن “الأميركي والسّعودي يفرض الترشيحات واللوائح والهدف هو إشعال لبنان بفتنة أهلية ويريدون انتخابات تواجه المقاومة (الإسلامية)”. حتّى تاريخ 19 شباط 2022، تِسْعةُ لبنانيين تقدموا بترشيحاتهم، ولم تعلن رسمياً أيّ لائحة لِيُبنى على الشيء مقتضاه.

وبالمناسبة أيها الشيخ الجليل والنبيل، هناك من يعتبر الودائع السورية ماضياً وحاضراً فرضاً وواجباً. أنت ماذا تقول؟

ومن مأثورات الشيخ قاووق: “إن حضورنا القوي في الانتخابات سيوجه صفعة لسفارات التآمر وسيسقط أحلامها ورهاناتها”. بم تحلم سفارات التآمر يا ترى؟

ربما تحلم هذه السفارات اللعينة بلبنان مستقل وحيادي ومزدهر وعصري يحميه جيشه فقط. ثلثا اللبنانيين يشاركون السفارات أحلامهم. إقضِ عليهم شيخ. أو اصفعهم على خدودهم الصفر كي تتورّد.

أما الفارس الديمقراطي الثاني الشيخ هاشم صفي الدين، فاتهم المنظمات غير الحكومية بأنها مرتبطة بالسفارة الأميركية، وتعمل لتحقيق هدف واحد وواضح وهو “إنهاء المقاومة في لبنان من أجل اسرائيل”. لم يضع الشيخ صفي الدين في حسابه أن هذه المنظمات تعمل لإنهاء الميليشيا (بحسب ما نص اتفاق الطائف) من أجل الدولة.

ويأتيك ثالث فرسان الديمقراطية السيد ابراهيم أمين السيد أن “الانتخابات النيابية المقبلة هي بمثابة حرب تموز سياسية”، أي إذا انتصر حزب الله وحلفاؤه في حصد الأكثرية ينتصر لبنان (وأي انتصار!) وإذا خسر تربح إسرائيل وأمريكا. الموت لأمريكا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us