مدى تأثر العلاقات الروسيّة – اللبنانيّة من جرّاء الموقف اللبناني


أخبار بارزة, خاص 4 آذار, 2022

كتبت ريما داغر لـ “هنا لبنان”:

بعد ساعاتٍ من بداية الحرب الروسيّة على أوكرانيا في 24 شباط 2022، أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بياناً استنكرت فيه ما أسمته بـ “اجتياح الأراضي الأوكرانيّة” ودعت روسيا إلى سحب قوّاتها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض.

وعلى إثر هذا البيان، أصدرت السفارة الروسية في لبنان ردّاً على موقف وزارة الخارجيّة اللبنانية أعربت فيه عن دهشتها للموقف اللبناني، ومخالفة سياسة النأي بالنفس التي يجب على لبنان اتّباعها. كما أكّدت حينها رئاسة الجمهوريّة أنّها لم تكن على علمٍ بما سيصدره وزير الخارجيّة في بيانه وهي رافضة لمضمونه.

ولكنّ سياسة النأي بالنفس التي تحدّثت عنها السفارة الروسية لم يطبّقها لبنان يوماً خاصة منذ سيطرة “حزب الله” على قراره السياسي، واتّخاذه قرارات الحرب والسلم التي أدخلت لبنان في وحول حروب المنطقة وتداعياتها السلبيّة والمدمّرة عليه.

وإنّه لمن المؤكد أن لبنان المنهك اليوم، هو بغنى عن اتّخاذ موقف في حربٍ كهذه، وهو في موقع لا يسمح له بالدخول بمزيدٍ من المشاكل والصراعات ودعم طرفٍ ومناهضة آخر.

وبعد البلبلة التي أحدثها البيان الصادر عن وزير الخارجيّة عبدالله بو حبيب، جاءت آراء المراقبين والمحلّلين السياسيّين لتؤكّد على أن موقف بو حبيب لا يعبّر عن موقف موحّد للدولة اللبنانيّة، بما أنّه لم يصدر عن مجلس الوزراء، وربّما لأنّه يشكّل مفاجأة بما أنّه يبدو غريباً عن الاصطفاف السياسي لـ”حزب الله” الذي هو حتماً مع الجانب الروسي، ما جعل بو حبيب يؤكّد بعدها أنّه ما كان ليتّخذ موقفه هذا إلّا بعد إشارة من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي.

ولكن، وفي ظلّ هذه المستجدات، كيف ستتأثر، وإلى أي مدى، علاقة لبنان الخارجية بروسيا؟

في آخر مؤتمرٍ صحفيٍّ له عقده بتاريخ 26 شباط 2022 في مقرّ السفارة الروسيّة في بيروت، أشار السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، أن علاقة روسيا بلبنان “لن تتأثر كثيراً” من جرّاء الموقف الصادر عن وزارة الخارجية اللبنانية.

وفي التعليق على هذا الموضوع، يشير الدكتور مازن جبور، المحاضر في العلوم السياسيّة والعلاقات الدولية “أن روسيا تعلم جيداً بأن الطرف الأقوى في لبنان المتمثّل بحزب الله لا يوافق على هذا البيان، وهذا ما أكّده نائب حزب الله حسن فضل الله حين صرّح بأن ما صدر عن وزارة الخارجية لا يعبّر عن موقف الشعب اللبناني ولا عن موقف الدولة. إضافة إلى أنّه من الواضح أنّ البيان يأتي ضمن التموضع الجديد الذي يتّخذه رئيس الجمهورية وتيّاره في محاولة منه لإرضاء أميركا وترطيب الأجواء معها، من أجل رفع العقوبات عن جبران باسيل، واستكمالاً للخطوة التي بدأت عبر التنازلات في ترسيم الحدود البحريّة”.

إذاً، يظهر أن بيان وزارة الخارجيّة اللبنانيّة في موقفها الشاجب لاعتداء روسيا على الأرض الأوكرانية لن يؤثر على العلاقات الروسية – اللبنانية، خاصة وأن لبنان في موقف الضعيف سياسيّاً واقتصاديّاً، وهو يظهر انقساماً حادّاً في الاصطفاف السياسي ما يجعله غير مجدٍ في مواقفه الصادرة عن هيئاته الشرعية، طالما أنّ قوى الأمر الواقع المسيطرة عليه تؤيّد وتخدم المحور الذي يتناسب وحروب روسيا في سوريا وفي كل أرض تقرّر غزوها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us