إلى ميشال مكتّف وعنه ومن أجله…


أخبار بارزة, خاص 19 آذار, 2022

كتب ناشر منصّة “هنا لبنان” طارق كرم:

هل يقرأ الموتى يا ميشال؟ هل يسمعون ويشعرون؟ وهل يُنصَفون، بعد الرحيل؟

يا قلباً أبيض مثل الثلج الذي سقط عليه. كم يُؤلم أن تغيب ابتسامتك الهادئة والصّاخبة في آن. لقد كنتَ مَثلًا لي ولكثيرين في المثابرة والنجاح، وفي حبّ الحياة التي استحقَقْتَها، والّتي كانت تليق بك.

جمَعَتنا همومٌ كثيرة، كما جمَعَتنا غالباً رؤيةٌ واحدةٌ لوطنٍ جميل، يعيش أبناؤه باستقرارٍ، ويتخرّجون من مدارس وجامعاتٍ تليق بتاريخ وطنهم. وطنٌ لا يستقوي فيه لبنانيٌّ على آخر، ولا يحمل فيه لبنانيٌّ سلاحاً على آخر.

كم حلمنا يا ميشال وكم أصابتنا الخيبات، وكم خسرنا من رفاق. وها أنت تلتقي بـ “بيار” بعد غياب. أتخيّلك تعانقه، وتروي له عن حال الوطن. أتخيّلك تشرح له لماذا وصلنا إلى هنا، ومن المسؤول، ومن تنازل، ولمن…

كم ظلموك يا ميشال. وكم شوّهوا صورتك أعداء النجاح وأعداء الوطن. هؤلاء الجهلة لا يعرفون أنّ ما من اقتصادٍ حرّ من دون شركات شحن أموال. ولا يعرف هؤلاء الأغبياء أنّنا لا نأكل ولا نشرب ولا نلبس من دون شحن أموال.

ويا ليتنا نملك القدرة على القول، كما السيّد المسيح، “لا يدرون ماذا يفعلون”. يدرون، يا ميشال، يدرون، ولا نغفر لهم، خصوصاً بعد رحيلك الأليم.

وظلمك أيضاً قضاء الغفلة الذي يُدار من السياسيّين. قضاءٌ يتجاوز القيم ويضرب المبادئ، ويقتل النفوس. قضاءٌ سلّم الوطن للقدر، وسنُسلّمه يوماً إلى مزبلة التاريخ.

وكم ظلمك البعض أيضاً بعد غيابك، وقد تسابقوا ليقولوا فيك كلاماً جميلاً. كلامٌ تأخّر كثيراً. يا ليتهم قالوه، قبل أن يخونك القلب.

ثقيلٌ غيابك يا صديقي، في جُمعتك العظيمة. سأخبّئ الضحكات التي ضحكناها معاً. وسأجمع الأحلام التي تبعثرت. وسأجمع بقايا وطن، لن نتخلّى عنه، وسنتمسّك به، وسنقاوم من يشوّه صورته، إلى أن نلتقي في أحضان يسوع، حيث تراقبنا اليوم، بابتسامتك الجميلة.

وداعاً يا “أبو الميش وتاري الأوادم هيك عا غفلة بيفلّوا…”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar