في عيد الأم… قصصٌ لم تُحكَ


كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:

في عيد الأمّهات، وخلف جدران منازلهن، آلاف القصص المروية وغير المروية.
هناك الأمّ التي خسرت ولدها بسبب الاستشهاد، ومن خسرت سندها بسبب الغربة، فأصبح السند المادي لها فقط، والتي فقدت ولدها في الحرب ولا تزال أخباره مقطوعة حتى الآن.
خلف جدران المنازل، قصص أمهات حاربْنَ، ولعبْنَ دور الأم والأب لتأمين حياة كريمة لأولادهِنّ، وهذه حال “حياة”، الزوجة التي فقدت زوجها منذ عشر سنوات، تاركًا لها مسؤولية تربية ولدين على عاتقها. روت حياة لـ “هنا لبنان”، معاناة “الأرملة” في لبنان، والتي لا يرحمها المجتمع بحسب قولها، حتى ولو أعطت وضحّت في سبيل أولادها. فقد واجهت حياة كمًّا كبيرًا من الانتقادات، إذ أنّها بعدما ربّت أولادها وأعطتهم كلّ ما هم بحاجة إليه، قرّرت أن تكمل حياتها وقالت: “بعد ١٥ عامًا من التعب والسهر ولعب دور الأم والأب والذي كان أمرًا مرهقًا، وبعد أن زوّجتُ أولادي، قرّرت أن أكمل حياتي التي بذلت أجمل أيامي فيها لتربيتهم، وقررت الزواج، ويا للجريمة التي فعلتها!”
وأضافت حياة، أنّها واجهت الرفض من أخذ خطوة الزواج حتّى من قبل أولادها، الذين رفضوا أن يدخل رجلٌ غير والدهم حياة أمّهم، وما كان من حياة إلّا أن احترمت رأي ولديها، وأكملت حياتها في وحدتها بعدما وجد كلٌّ منهم طريقه!

من حياة، الأم الأرملة التي أفنت أيامها في سبيل أولادها والمجتمع، ننتقل إلى حالة تشبه آلاف الحالات، وهي حالة “ريما”، وهي أمٌّ متزوّجة من أجنبيّ، تحلم بإعطاء الجنسية اللبنانية لأولادها. “يقول لي الجميع، ما فائدة إعطاء الجنسية اللبنانية لأولادك، وهم لديهم جنسية أخرى؟ وهذا أكثر ما يزعجني! لأنّني أريد أن أعزّز حس الانتماء إلى لبنان لدى أولادي من خلال إعطائهم الجنسية، وهذا حقٌّ طبيعي لي!”، هذا ما روته ريما لـ “هنا لبنان”، عند سؤالها عن أهمية إعطاء أولادها الجنسية اللبنانية!

وحالة أخرى تضاف إلى الحالات التي لا تُعَدّ ولا تُحصى في لبنان والتي تُعدّ السبب الأول لتشتت العائلة، وهو الطلاق ومسألة الحضانة.
وهذه حال أمّ فضّلت عدم الكشف عن هويتها، عانت الكثير لتكسب حضانة طفلتها البالغة من العمر سنتين، ولكن حدّث ولا حرج.
“كنت أبكي أمام بيت القاضي الروحي، وأنتظره كي يخرج من منزله لأتوسّل إليه بأن يسمح لي برؤية ابنتي، ولكن لم يفلح الأمر والآن أخذها والدها إلى بلد آخر وهي لا تعرفني”.

إذًا في عيد الأم، في هذه الظروف الصعبة، علينا ألا ننسى الامهات اللواتي تتعذبن لحضانة أولادهن، ولإعطاء جنسيتهن لهم أو حتى اللواتي تضحين ولكن دون جدوى!
لمتى سيبقى القانون عقبةً وعائقًا أمام المرأة اللبنانية والأم خاصّةً؟ وهل سينصفها يومًا ما؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us