لبنان يقدّم الساعة.. والشعب اللبنانيّ يرجع ألف سنةٍ إلى الوراء


أخبار بارزة, خاص 25 آذار, 2022

كتبت رنا الأمين لـ “هنا لبنان”:

أصدر مجلس الوزراء تعميمًا ذكّر فيه بوجوب تقديم السّاعة ساعةً واحدةً اعتباراً من منتصف ليل السبت – الأحد المقبل لبدء العمل بالتوقيت الصيفي.

وبالعودة إلى تاريخ البدء بالعمل بالتّوقيت الصيفي Daylight Saving (DLS)، فقد كان الأميركي بنجامين فرانكلين أوّل من طرح الفكرة عام 1784 كطريقةٍ لحفظ الطّاقة والاقتصاد في استخدام الشّموع في حينها والاستفادة من ضوء الصّباح. وكانت ألمانيا أوّل دولةٍ عملت به وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1916، ومن بعدها بريطانيا بهدف حفظ الفحم خلال الحرب.

أمّا لبنان فقد طبّق العمل بالتّوقيت الصّيفي لفتراتٍ متقطّعة بين عامَيْ 1920-1923، و1957-1961، و1972-1978، ومنذ العام 1984 وحتّى اليوم.

والجدير بالذّكر أنّ هذا النّظام ليس معتمدًا في أكثر الدّول العربية والعالمية، فعدد الدّول الّتي تطبّق العمل بالتوقيت الصّيفي لا يتجاوز الـ 70 دولة.

السّؤال الّذي يتبادر إلى أذهاننا كلبنانيين في كلّ عام: لماذا نقدّم ساعاتنا ونؤخّرها؟

إن كان الغرض من ذلك حفظ الطّاقة، فنحن أصبحنا نعيش بلا كهرباء، ربّما يحالفنا الحظّ ونحصل على ساعة كهرباء واحدة في ساعات يومنا الأربعة والعشرين! أمّا المولّد فقد صار ترفًا لا ينعم به كثيرون.

وأمّا إذا كان الغرض زيادة الإنتاج، فقد أكّدت الأزمة الاقتصادية الّتي نرزح تحت وطأتها المؤكّد، أنّنا دولةٌ استهلاكيّةٌ غير منتجة وعدد العاطلين عن العمل يفوق العاملين فأيُّ إنتاجٍ سنزيد في هذه الساعة؟

نحن وللأسف، نعيش في دولةٍ اختارت اعتماد التّوقيت الصيفي، فتقدّم الساعة ساعةً إلى الأمام بينما نرجع ألف سنةٍ إلى الوراء، ولا زال المسؤولون يتقاذفون الاتّهامات بالفساد والكلّ يرمي المسؤوليّة على الآخر من “ما خلّونا” إلى “الفساد والقضاء، الملفّات الكاملة”… فالكلّ حارب الفساد والكلّ حاول أن ينجز شيئًا ليخدم هذا الشعب “المعتّر” الّذي لم ينل شيئًا في النهاية، وها هو في العام 2022 يخبز خبزه على موقدٍ من حطب، ويسخّن عليها المياه للاستحمام، ويغسل ثيابه في “طشت”، ويركب “التوكتوك”، ويسهر على ضوء الشموع سهرات بعيدة عن الرومانسية!

قد قالها يومًا زياد الرحباني، وصدق زياد:

“لشو بيلعبوا فيها للساعة؟ إنو شو في ورانا نحنا ليش؟… كل سنة بتقدموا الساعة ساعة وبتأخرونا عشر سنين لورا بنفس الوقت…”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us