أولاد الحرام والسيد الرئيس


كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

“الله ينجّيك يا ابني من ولاد الحرام”… تلك كانت دعوة أمي الدّائمة لي، ولما سألتها مرة “من تقصدين بأولاد الحرام؟” كان جوابها: “يللي بيقوّلوك شي ما قلتو، وبيتهموك بشي ما عملتو..ِ.” رحمك الله يا أمي، كم أتذكر دعوتك تلك في هذه الأيام.

أما كان السيد الرئيس بغنى عن هذه التغريدة وعهده صار في الهزيع الأخير والعمر كذلك؟
أما كان بغنى عن استحضار تعاليم أمه الفاضلة؟

من هم هؤلاء أولاد الحرام؟ وما القول الّذي “قوّلوك” إيّاه ولم تقله؟ وأنت سيدي الرئيس تقول الشيء وعكسه. في القصر دزّينتا مستشارين، فهل فيهم من يذكّرك بما قلته، وليس في الأمر عيباً، فالشاعر جورج شكّور كان في أمسيات سعيد عقل يجلس في الصّفوف الأمامية، وكم من مرّةٍ أنقذ عقل من وهن الذاكرة، وهو يلقي قصيدةً قديمةً من دون الاستناد إلى ديوانٍ أو ورقةٍ مطبوعة.
أولاد الحرام قالوا، جزافاً، أنّ الرئيس حذّرهم من ولاية الفقيه ذات يوم.
وأولاد الحرام قالوا إنّ السيّد رئيس الجمهورية سيسلّم البلد أفضل ممّا استلمه.
وأولاد الحرام نسبوا إليك هذا القول: “لا يحقّ لرئيس الجمهورية بحصّة وزارية خارج كتلته النيابية”.
وأولاد الحرام قالوا “أنّ الوقت من ذهب”، لكن بعد سنتين ونصف من التعطيل في انتظار غودو.
وأولاد الحرام نسبوا إلى عون قوله: “أنّ “حزب الله” من صُنع سوريا، فهي تدرّب مقاتليه وتمدّهم بالأسلحة”. ونسبوا إليه تلك العبارة الواردة في صحيفة لوموند “حزب الله الذي يتحدّى كلّ يوم سلطة الدولة ويشكّل نوعًا من الاحتلال الأجنبي”.
وفي موضوع الحزب أيضًا، “قوّلوا” الجنرال (2002) دعوته لحزب الله “أن يصفّي وضعه العسكري وينضمّ إلى الحظيرة السياسيّة اللبنانيّة”.
وفي السنة نفسها، وفي محاولةٍ لدقّ الإسفين بين المقاومة الإسلامية وحليفها الأقوى مسيحيًّا، قوّلوا الجنرال: “حزب الله كيان مستقلّ ضمن الكيان اللبناني. فهو يشتغل سياسة والدولة تلحق به”. عيب هالحكي.
وأولاد الحرام نسبوا إلى الجنرال زوراً وصف أحد خصومه بأنّه “أوطى من بطن السقاية”. مش معقول يقول هيك!
كما كذبوا بشأن ما قاله عن الضابط الطيّار الشهيد سامر حنّا.
وأولاد الحرام من ممتهني الإشاعات نسبوا إلى السيد رئيس الجمهورية في شهر آب من العام 2018 عبارة لم يقلها: “لا الليرة في خطر ولا لبنان على طريق الإفلاس” برحمة ستي ما قال شي.
وفي باب الأفعال عيب أن يُتّهم الجنرال عون بافتعال حربين تدميريّتين، والقيام ببعض التحويلات البسيطة في العام 1989 (يمكن مراجعة كتاب الياس الهراوي / الصفحة 201 و202) وفي حلّ مجلس النواب، وفي قبول هبات الرئيس صدام حسين المالية، وفي تغذية الحقد على بطريرك الاستقلال الثاني وفي تجهيل قتلة رفيق الحريري ومنع إقرار قانون المحكمة في مجلس النواب وفي الانقلاب على تفاهم معراب.

السيّد رئيس الجمهورية، في الأقوال لم يقوّلك أحد ما لم تقله، لا ابن حرام ولا ابن مولود بالحلال. في الأفعال لم تُتّهم بأمرٍ لم تفعله. ويؤخذ عليك فقط أنّك فعلت ما لم يكن يجب أن تفعله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us