طوني المارديني لـ”هنا لبنان”: أنا أمثل قرى زغرتا في “شمال المواجهة”


أخبار بارزة, خاص, مباشر 22 نيسان, 2022

كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:

في ظلّ الانتخابات النيابية يحمل المرشحون في برامجهم الانتخابية تطلعات ونظرة مستقبلية لوطن الأرز. فالتنافس الحاصل بين ستة وعشرين لائحة موزعة على الدوائر الثلاث في الشمال، يجعل من هذه المنطقة محط أنظار الجميع. بيد أن دائرة الشمال الثالثة أي أقضية بشري، البترون، زغرتا والكورة؛ تتنافس فيها سبعة لوائح، من ضمنها لائحة “شمال المواجهة” التي تواجه الأحزاب السياسية والشعارات الرنانة المرفوعة والتاريخ النضالي للمرشحين.
المحامي طوني المارديني إحدى الشخصيات التي لها دورها التمثيلي المميز إضافة إلى تاريخها النضالي، لذا تواصل “هنا لبنان” مع المارديني فأوضح بدايةً أنه منذ الاستقلال ولغاية اليوم، كان هناك تهميش وإنكار ومنع لأي شخص من قضاء زغرتا للعب أي دورٍ سياسي. حيث كانت تعتمد وسائل غير ديموقراطية، من قمع وغيره، الأمر الذي أدى في المنتصف الثاني من السبعينات، وبعد مواجهة الواقع المذكور، إلى تهجير قسم كبير من أبناء قرى قضاء زغرتا لمدة تجاوزت الخمسة عشر عاماً.
وبالرغم من حصول ترشيحات لشخصيات من قضاء زغرتا، إلا أن الأمر كان يتم على لوائح من خارج زغرتا، دون أي تحالف مع تيارات سياسية وقوى ومرجعيات أساسية في زغرتا.
من هنا يعتبر المارديني أول مرشح من القضاء يتحالف مع مرجعية زغرتاوية أساسية وسيادية يقصد بها النائب المستقيل ميشال معوض. كما تكمن أهمية هذا الترشيح بإزالة الجدار الذي كان يفصل زغرتا عن الزاوية، مما شرّع الباب أمام أبناء القضاء ليكونوا شركاء حقيقيين وفعليين بصنع القرار في منطقة زغرتا الزاوية.
كما يعتبر هذا الترشيح بمثابة حدث تاريخي مفصلي طوى صفحةً من الماضي وأسّس لعلاقة جديدة بين زغرتا والزاوية. من هنا على أبناء الزاوية تعزيز خطوة ترشيح المارديني للانتخابات النيابية، ودعمها انسجاماً مع مطلبهم التاريخي بالمشاركة الفاعلة.
طوني المارديني مرشح مستقل على اللائحة التي تضم تحالف ميشال معوض، أي حركة الإستقلال، ومجد حرب وشمال الثورة والكتائب اللبنانية؛ وعلى الرغم من انتسابه بالماضي الى الكتائب اللبنانية، غير أنه ليس مرشحها اليوم.
وصف المارديني علاقته بالقوات اللبنانية بالجيدة ولا يشوبها أيّة شائبة لتاريخ اليوم، فلا خلاف شخصي مع الدكتور سمير جعجع وعقيلته ويكنّ لهما كل التقدير والإحترام. وعن سبب عدم ترشحه على لائحة القوات، أشار المارديني أن القوات رشحت في زغرتا شخصاً ليس منتسباً لها ولم يناضل يوماً في صفوفها، وهو جزء من الحراك المدني الذي كان يحمل شعار “كلن يعني كلن”. من هنا، اعتبر أن خيار القوات اللبنانية كان بعيداً عن توجه المحازبين والمناصرين وتهميشاً لأبناء الزاوية، مما دفعه إلى الترشح على لائحة أخرى.
وأكّد عدم ترشحه ضد القوات اللبنانية، كون لائحة “شمال المواجهة” تحمل نفس الشعارات السيادية التي ترفعها وتناضل من أجلها القوات اللبنانية.
كما أثنى المارديني على وطنية ميشال معوض الذي كان لسنوات طويلة خياراً للقوات اللبنانية؛ من هنا ترسخت علاقته معه، واجتمعا تحت مظلّة واحدة منتفضة على الواقع الذي نعيشه في لبنان. وقد أثبتت التجربة أن معوض لم يشارك بقرارات المنظومة ولم يغطِّ الفساد. وأضاف بأنّ خصوصية لائحة “شمال المواجهة” تكمن في احتوائها شخصيات لها تاريخ نضالي تحت خط السيادة والحرية والاستقلال ورفض السلاح غير الشرعي الذي غطّى الفساد، ودعا الناخبين للثقة بها لتغيير الواقع.

عند سؤاله عن القضاء وإذا كان يعتبره مسيّساً، أجاب المارديني بأن الواقع القضائي في لبنان واقعٌ يشكو منه الجميع بشكل عام، وهذه قناعة معممة وليست رأيه الشخصي. فهناك تعطيل لإنتاجية السلطة القضائية التي تعاني من التجاذبات السياسية والمحاصصة، بالإضافة إلى أنّ الشرذمة طالت الجسم القضائي فهو منشق اليوم بين مجلس القضاء الأعلى ونادي القضاة. لذا من أجل بناء وطن ونشر العدالة يجب التوصل إلى قانون يعزز سلطة قضائية مستقلة محايدة وشفافة، تبدأ بتشكيلات قضائية تعتمد على الكفاءة ونظافة الكف.

أما بالنسبة لسلاح حزب الله، فالحل يبدأ بمواجهة مرشحيه والعمل على عدم إيصالهم الى الندوة البرلمانية؛ ووضع استراتيجية دفاعية جدية تواكبها رعاية دولية كون هذا السلاح استخدم في الإقليم وأساء إلى علاقة لبنان بمحيطه العربي الذي يشكل رئته الاقتصادية التي ساهمت في النهوض بلبنان وإعماره، بالإضافة إلى استعماله في الداخل. كما أن العلاج الجدي يبدأ بالمواجهة المستمرة لهذا السلاح غير الشرعي الذي سَيطر على المؤسسات الرسمية مما أدى إلى خرابها بعدما احتكر قرار الحرب والسلم وعطّل عمل المجلس النيابي وانتخاب رئيس الجمهورية وشلّ الحكومات المتعاقبة.

وأضاف الذي يجمعنا في “شمال المواجهة” أكثر من الذي يفرقنا، وأي مرشح يفوز من اللائحة سيمثله ويعتبر نفسه هو الفائز، متخطياً العامل الشخصي والمنافسة بين المرشحين في ظلّ القانون النسبي.
وأشار إلى أن منطقة زغرتا تعيش حالة حرمان وبحاجة إلى إنماء. فالبنى التحتية سيّئة بدءًا من شبكات المياه غير الصالحة في معظمها، والطرقات التي هي بحالة مزرية، مشيراً إلى أن الزفت الانتخابي لا يحل المشكلة، شأنه في ذلك شأن التدخلات لدى الأجهزة الأمنية والقضائية تغطيةً للتجاوزات التي تسيء إلى المنطقة وتزيد حالتها تخلفاً. من هنا الحاجة إلى اعتماد لامركزية إدارية ومالية موسّعة للنهوض بالمناطق والخروج من الحالة البائسة التي تعاني منها، ممّا يساهم في بناء الوطن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us