العين على انتخابات فرنسا: هل تسحب لوبين “لقمة الفوز” من فم ماكرون؟


أخبار بارزة, خاص 23 نيسان, 2022

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

ساعات تفصلنا عن معرفة هوية ساكن الإليزيه، فرنسا تترقب وأوروبا قلبها مع المرشح إيمانويل ماكرون فيما فوز المرشحة اليمينية مارين لوبان لا يزال وارداً ولو أن آخر استطلاعات الرأي بعد المناظرة الانتخابية بين الطرفين أظهر تقدم ماكرون على لوبين وهو ما سينعكس بحسب خبراء على صناديق الاقتراع.

في السباق إلى الإليزيه، الوجوه نفسها كما كانت عليه قبل خمس سنوات وعلى الرغم من التشابه في المشهد العام غير أنه يختلف في التفاصيل مع طفرة التطورات المتسارعة في السنوات الأخيرة والجبهات المشتعلة حول العالم.

الشارع الفرنسي الذي تابع النقاش وتصدّرته العلاقة مع روسيا وانفصال فرنسا عن الاتحاد الأوروبي والحجاب برأيه زادت التجاذبات بين المرشحين من تردد الناخبين في الإدلاء بأصواتهم ما يهدد بمقاطعة قد ترتفع نسبتها عن الاستحقاقات السابقة وهنا تحذيرات من أن المقاطعة أو الاقتراع بورقة بيضاء سيضرّان بالرئيس ماكرون.

وتؤكد المعلومات لـ “هنا لبنان ” أن 59% بالمئة من الذين تابعوا المناظرة الأربعاء يعتقدون بأن ماكرون هو الذي فاز وبالتالي هو الاجدر بأن يكون رئيسًا للجمهورية الفرنسية وهذه النتائج تدعم استطلاعات سابقة كانت ترجح حظوظ ماكرون بالوصول ثانية إلى قصر الإليزيه.

ويرى الباحث والكاتب اللبناني المقيم في باريس فيصل جلول في حديث لـ “هنا لبنان” أن المناظرة ولو شكلت جائزة ترضية من الرأي العام للوبين حيث قيل أنّ أداءها كان أفضل من ذاك الذي تميزت به قبل خمس سنوات لكن هي جائزة لا قيمة كبيرة لها في نتائج الانتخابات فالهدف ليس تحسين الأداء بل الوصول إلى رئاسة الجمهورية.

ويقول جلول أن المناظرة بينت أنّ لكل من الطرفين برنامج مضاد راديكاليًّا للطرف الآخر على كل الأصعدة كما أن برنامج لوبين أقل واقعية من ماكرون هي تريد تغيير أمور في فرنسا من الصعب تحقيقها مع صعوبة دخولها في السوق واقتصاده أو تعديل النظام العالمي.

في المناظرة كانت لوبين أقل حدة مما كانت عليه في تلك التي حصلت قبل خمس سنوات ولو أن بعض العبارات قد سجلت حين اتهمها ماكرون بأنها بيئية يائسة فقالت له أنّه بيئي منافق وبالتالي عند هذا الحد كان الشتم معقولًا وغير مؤذ.

أما الخبير القانوني في المفوضية الأوروبية د. محي الدين الشحيمي فشدد في حديث لـ “هنا لبنان” على الأهمية الكبرى للمناظرة الانتخابية التي باتت تقليداً في النظام السياسي الفرنسي الذي يمتد لأربعين عاماً، فالمواجهة بين المرشحين حصرت الاختلافات والخلافات وكرست الانقسام العمودي بالرأي حول شكل الدولة الفرنسية مع تضمينها السياستين الداخلية والخارجية والخطط التكتيكية ومكانة فرنسا على الساحة الدولية.

وفي عرض لوقائع المناظرة، يرى الشحيمي أن لوبين لم تتغير ولو تمكنت من السيطرة على نفسها وضبط مصطلحاتها بما لا يشكل استفزازًا للمجتمع الفرنسي في سبيل كسبها لأصوات الناخبين لكن التهدئة في الظاهر عكست بركانًا دفينًا يهدر بالتطرف وهو ما اشتهر به خطّها السياسي.

لوبين جنحت نحو المواضيع المتعلقة بحاجة المواطن الفرنسي والتي تدغدغ مشاعره لجهة الحاجة الاقتصادية والضرائب وما يتعلق بالقيمة المضافة أضف إلى ذلك مواضيع الطاقة والطبابة والتأمينات الصحية لكنها سرعان ما عادت وثبتت إيديولوجياتها لجمع اليمينيين من حولها خصوصًا وأن اليمين قد خاض الاستحقاق بأكثر من مرشح وهي اليوم تحاول لم شمل اليمين الضائع وتقنعه بالعودة إلى يمينيته وهو ما يحقق لها استفادة جوهرية في الجولة الثانية من الاستحقاق الرئاسي.

أما عن المرشح الرئاسي إيمانويل ماكرون فبحسب الشحيمي كان أكثر رصانة من لوبين وهادئًا وهو يعمل على ملفاته بشكل منتج أكثر وكان قليل الإرباك وتكلم بصراحة حتى عن بعض الإخفاقات والأخطاء والظروف التي عاكسته وعاكست الجمهورية .

كما أن اليمين ينحو إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي ولو بشكل غير علني سعياً وراء فرنسية داخلية في مقابل دعم ماكرون فرنسا الأوروبية لا بل أوروبا الفرنسية لدعم الاتحاد الاوروبي وهناك اختلاف منهجي بين الخصمين حول هذا الأمر.

وتوقع الشحيمي مرحلة من الاضطراب في فرنسا بسبب الضياع في المناهج السياسية فالانقسام واضح في الحزب الجمهوري والتشتت يعصف بالاشتراكي كما اليمين واليسار وحزب الخضر أيضًا لكن مع ترجيح كفة أساسية ألا وهي أن اليمين لا يصب في مصلحة فرنسا.

ووفق ما هو مطروح يمكن التوصل إلى خلاصة مفادها أن الرئيس ماكرون سيخلف نفسه في الإليزيه وحظ لوبين ضئيل وعلى الرغم من ذلك يقول جلول إذا وصلت المقاطعة إلى 35 % قد تنجح لوبين سلباً ليس لتمثيلها الواسع بل لأنّ مؤيدي ماكرون لم يتوجهوا للإدلاء بأصواتهم وهذا الاحتمال يبقى ضئيلاً.

تبقى الإشارة إلى أن الرهان الفرنسي ليس على هذه الانتخابات بل على الانتخابات النيابية والتي من شأنها أن تقلب المعادلة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us