المسابح والشاليهات في لبنان “للبرجوازيين”… والقطاع السياحي يلفظ أنفاسه الأخيرة


أخبار بارزة, خاص 24 نيسان, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :

من يراقب أسعار دخولية المسابح وإيجارات الشاليهات في لبنان لهذا الموسم يحسب أن الأمور تسير على ما يرام، فلا همّ معيشي يثقل حياة المواطن “ولا من يحزنون”، ومع بداية موسم الصيف بدأ الإقبال على الحجوزات في بعض المنتجعات السياحية كما نشطت حركة رواد المسابح في جو يعكس توجه اللبنانيين إلى السياحة الداخلية وأيضاً المغتربين الذين بدوأ حجوزاتهم ولو كانت “خجولة” لقضاء عطلة صيفية بأرخص الأسعار بالنسبة إليهم بعد أن “اغتال” الدولار العملة الوطنية.
كيف يبدو مشهد الإقبال على المسابح والشاليهات لهذا الموسم، هل الحركة طبيعية؟ ماذا عن الأسعار “النار”، وهل يحافظ القطاع السياحي على استمراريته؟

لم تترك الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان قطاعاً إلا وضربته أكان مالياً أم سياحياً، وبعد أكثر من عامين على الخسائر المتتالية و”الاحتضار” ها هو القطاع السياحي يعلّق آمالاً كبيرة على موسم الصيف هذا العام خصوصاً وأن السياحة باتت اليوم الأمل الوحيد أمام اللبنانيين لإدخال الـ “فرش دولار” إلى البلاد.
وفي جولة سريعة على بعض المنتجعات السياحية والمسابح في مناطق بيروت والدامور وجبيل، رصد موقع “هنا لبنان” التفاوت اللافت في الأسعار فمنها من سعّر بالليرة اللبنانية فيما البعض الآخر اعتمد التسعير بالدولار لمواكبة المستجدات المالية في ظل أزمة اقتصادية مستمرة قد تزيد الوضع تعقيداً في أية لحظة ولضمان عدم الوقوع بالخسائر، حيث اعتبر أصحاب هذه المؤسسات أن التسعير بـ “الأخضر” يحميهم ويضمن استمراريتهم.
وفي بيروت مثلاً تتراوح أسعار إيجارات الشاليهات بين 7 آلاف دولار لتصل إلى 20 ألف دولار عن ثلاثة أشهر حسب الفئة المصنفة ضمنها والخدمات التي تقدمها، أما في الدامور فالأسعار تتراوح ما بين 4000 و10000 دولار وكذلك الحال بالنسبة لمنطقة جبيل.
أما بالنسبة لتسعيرة دخولية المسابح فقفزت بشكل صاروخي وارتفعت بأكثر من ثلاث أضعاف مقارنة مع العام الماضي، قسم كبير سعّر بطاقات الدخول خلال منتصف الأسبوع للكبار بين 250 و350 ألف ليرة وللصغار بين 200 و300 ألف ليرة، لتصل في عطلة نهاية الأسبوع إلى 500 ألفاً.

أسعار مبدئية حددتها بعض المنتجعات السياحية والمسابح وهي قابلة للتعديل وفقاً للتطورات التي قد تطرأ على بلد غارق بالأزمات.
وفي الإطار، أكد الأمين العام للمؤسسات السياحية البحرية في لبنان فؤاد فرنجيه أنه ومع بداية كل موسم يبدأ الحديث عن الأسعار المرتفعة لإيجارات الشاليهات ودخولية المسابح كما يبدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتدوال هذه الأخبار، ولكن على المواطن أن يدرك بأن هذه الزيادات لها مبرراتها وأسبابها، مشيراً إلى أنّ أصحاب المنتجعات باتوا عاجزين عن تحملّ التكاليف المرتفعة والغلاء الفاحش، ويعدون للمئة قبل رفع التعرفة، لأنهم يعرفون تماماً أن الناس هذه الأيام تفضل صرف ما في جيبها على المأكولات والأمور الأساسية بسبب تدهور قدرتها الشرائية، ولكن لضمان استمرارية القطاع لا بد من زيادة الأسعار.
ولا يخفي فرنجية التحديات التي تواجه القيميين على المنتجعات السياحية والمقاومة من أجل الصمود للمحافظة على هذا القطاع لما له من أثر في إغناء السياحة الصيفية وتفعيل الدورة الإقتصادية في لبنان.
ويتابع: “المنتجعات الخاصة تعاني الأمرين ونحن نعمل باللحم الحي وننازع من أجل عدم إقفال مؤسساتنا، كما نواجه العديد من المشاكل وأبرزها أزمة الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات التي تفرض علينا أيضاً رفع أسعارنا بسبب اعتمادنا على المولدات الخاصة. ما يوقعنا في خسارة مستمرة لأن مصاريفنا التشغيليّة من الصيانة إلى المحروقات باتت “بالفريش دولار”.
أما بالنسبة للحجوزات سواء الداخلية أم على صعيد المغتربين فيؤكد فرنجية أنها مازالت خجولة آملاً أن يشهد القطاع مزيداً من الحركة حتى يعود إلى عهد استقطاب السياح.
ويختم: “رغم أن التسعيرات تختلف بحسب فئة المنتجع والخدمات المقدمة يبقى للزبون حرية اختيار المكان الذي يتناسب مع إمكانياته المادية. وعلى أصحاب المنتجعات الحفاظ على التوازن بين القدرة الشرائية للمواطن والتكاليف التي يتكبدونها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us