مقاومة أو إرهاب؟

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

واحد من الأسئلة المحرجة التي توجّه إلى المرشحين للإنتخابات النيابية:
“هل تعتبر “حزب الله” مقاومةً أو إرهاباً؟”
المرشحون العونيون والنازلون على لوائح “التيار” في كل الدوائر يجيبون: “أن المقاومة ضرورة وطنية إلى أن تصبح الدولة قادرة”، حتى يوم أمس كانت الدولة قاصرة. يتخطّى هؤلاء عمداً ما ورد في مشروع التيار الانتخابي لدورة العام 2005 (الطريق الآخر) وفيه أن دور المقاومة انتهى مع تحرير الجنوب في العام 2000.
العونيون السابقون، أو المنتفضون على “التيار”، أو المفترقون عنه رمزي كنج ونعيم عون وزياد عبس على تناغم “فكري” و”وطني” مع أخوة النضال، وها هو العبس، الركن الركين في لائحة “لوطني” يؤكد “أن تجربة المقاومة ناجحة لردع أي هجوم إسرائيلي على لبنان”. في المقابل تمنت المرشحة عن المقعد الأرثوذكسي، في دائرة بيروت الأولى، أسما أندراوس، في مقابلة أن يدلّها أحد على دولة فيها جيشان على أرض واحدة.

مقاومة أو إرهاب؟
الشيوعيون مربكون، فالحزب العلماني، من عهد خالد حدادة إلى عهد حنا غريب، أصبح من ملحقات “حزب الله”، كما “البعث” و”التوحيد العربي” و”الديمقراطي اللبناني”، والمرشحون الدائرون في فلك الشيوعي، لا يجرؤون على وسم “المقاومة الإسلامية” بالإرهاب، بما يتوافق مع تصنيفات الدول الأمبريالية. هل أستراليا ضمن منظومة الدول الأمبريالية؟ العلم عند الله وحنا غريب.

مقاومة أو إرهاب؟
سؤال صعب على ميشال المر. غيره يستعين بصديق قبل الإجابة. هو يستعين بمسيرة “جدّو إميل”.
الكاتب العدل السابق طوني الكريدي، إبن كسروان، ذكر في مقابلة نقلتها الـ “سي أن أن” أن المقاومة (الإسلامية) حاجة”. حاجة يا حاج؟ لن ينفع الكريدي التملّق للحزب لتعبيد طريقه إلى الندوة البرلمانية. فهو يحتاج إلى اثنين:
أعجوبة تحيي رفات أدونيس وعشتروت.
صدور فتوى عن جبران باسيل لمنحه أصوات التيار التفضيلية.
ويحتاج إلى قول ما قاله عن “حزب الله” الحليف والحبيب والأمل والمرتجى.

مقاومة أو إرهاب؟
صعب على المرشّح في دوائر “هيمنة” الحزب الإلهي التعبير عن حقيقة أفكاره، وصعب على أي لبناني حرّ وسيادي أن يحسم بين الصفتين.
وأسهل من الرد بإجابة، الرد على السؤال بأسئلة:
هل اغتيال حسين مروة (1987) ومصطفى جحا (1992)، مقاومة أو إرهاب؟
هل تفجير موكب رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والقضاء على رفاق الدرب وعلى العابرين قرب السان جورج في ذاك اليوم المشؤوم مقاومة أو إرهاب؟
هل قتل هاشم السلمان عمداً مقاومة أو إرهاب؟
هل محاصرة قرى سورية والمشاركة في حرب الدكتور بشار الأسد مقاومة أو إرهاب؟
هل تفجير مقر السفارة الأميركية في بيروت العام 1983 وبعده تفجيري المارينز الأميركيين والمظليين الفرنسيين مقاومة أو إرهاب؟
تفجير حافلة نقل ركاب في مطار بورغاس العام 2012 مقاومة أو إرهاب؟
هل إطلاق مسيرات، ضد المدن والمنشآت السعودية، لمصلحة الحوثيين، مقاومة أو إرهاب؟
هل المغامرة بمصالح لبنان الإقتصادية وتحويل لبنان إلى ورقة قوة إيرانية، مقاومة أو إرهاب؟
هل خطف لقمان سليم وتصفيته مقاومة أو إرهاب؟

قبل أن أكتب السطر الأخير، وقع نظري على تعريف طازج: “المقاومة أصبحت ديناً” وبالتالي بات حتمياً تغيير صيغة السؤال كي تصبح على هذا الشكل: هل تعتبر “حزب الله” مقاومة أو إرهاباً أو ديناً؟

مواضيع مماثلة للكاتب:

عرّاب الأب والابن… والمتن

كبتاغون وكوكا.. وماذا بعد؟

مفتي “الحزب” الممتاز