أهالي مفقودي “قارب الموت” في مهمة البحث عن أولادهم: أين الدّولة؟


أخبار بارزة, خاص 27 نيسان, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :

مسلسل “قوارب الموت” لم ينته، أن تختار المجازفة بحياتك أفضل من البقاء في الجحيم، فإذا مرضت لا تستطيع شراء الدواء – إن وجد، فكيف لو دخلت المستشفى لإجراء عملية؟ فضحايا حادث قارب المهاجرين، الذي غرق أثناء محاولة الجيش اللبناني توقيفه قبالة السواحل اللبنانية وعلى متنه نحو 85 شخصاً لم يتخلوا عن عائلاتهم وحياتهم عن عبث.

سيف مرعب شقيق المفقودتين حنان ومهى مرعب يقول لـ “هنا لبنان” أن شقيقتيه قررتا المخاطرة بحياتهما للهروب من لبنان ياتجاه قبرص ومنه إلى إيطاليا بحثاً عن حياة كريمة لأولادهما، بعد أن باعتا كلّ ما تملكان من سيارة وأثاث منزل، لكي تسددا مبلغ 15 ألف دولار للمهرّب.

ويوضح سيف أن ما أوقف الرحلة ليس العوامل المناخية وإنما طراد عسكري بأمر من أحد الضباط ما أدى إلى غرق المركب.

ويتابع: “نحن اليوم لا نطالب بتحقيقات ولا بتعويضات بل بتحمّل الدولة اللّبنانية مسؤوليتها ومساعدتنا على انتشال جثامين الضحايا والبحث عن المفقودين في أسرع وقت، نحن نقوم بمهمة البحث عن الجثث في البحر بمفردنا”.

ويضيف: “من المعيب أن تبقى جثث موتانا غارقة في عرض البحر بعد أربعة أيام على الحادثة المأساوية. لا بد من التعامل مع جثث الضحايا الذين لقوا حتفهم على نحو يكفل احترامها ويصون كرامتها، ولكن دولتنا المصونة لم تحترم حتى الموتى، من هنا فإننا نمهل هذه السلطة الفاسدة بعض الوقت وننذرها بالبدء جدياً بعمليات البحث وإلا سننتقل إلى الخطوات التصعيدية من أجل تحقيق مطالبنا”.

من جهته يحمّل رئيس بلدية طرابلس رياض يمق الدولة اللبنانية مسؤولية غرق قارب المهاجرين الذين هربوا إلى المجهول بعد أن وصلوا إلى طريق مسدود دفعهم إلى مغادرة بلدهم بأية طريقة ومهما كان الثمن لتأمين حياة كريمة بدل حياة الذل والمعاناة التي تلاحقهم يومياً.

ويشدد على أنّ الشعب اللبناني وخصوصاً أبناء طرابلس والشمال يرزحون تحت وطأة الجوع والفقر والبطالة والحرمان، ما دفعهم إلى المخاطرة بحياتهم وسلوك طريق الهجرة غير الشرعية، في ظل غياب الدولة العاجزة عن تأمين أدنى متطلبات الحياة لهم ما جعهلم يختارون الخطر الشديد على البقاء في لبنان.

ولا يخفي يمق أن حادث غرق القارب والروايات المتداولة من شأنها زعزعة الاستقرار في طرابس وتهديد السلم الأهلي لذلك ندعو أبناء الشمال إلى التريث وانتظار التحقيقات حتى تكشف الجهات المعنية الملابسات وتحاسب المسؤولين عن مقتل الضحايا من الرجال والنساء والأطفال، داعياً إلى ضرورة ملاحقة وتفكيك شبكات الاتجار بنقل البشر بحراً ومحاسبتهم بجدية.

وفي الإطار يوضح مصدر عسكري أن التحقيقات في حادث غرق المركب في طرابلس ما زالت جارية، مشدداً على أنّه لا نستطيع الاعتماد فقط على الكلام المتداول بين الناس، وفي حال ثبت تورط أي شخص في هذه الحادثة المأساوية فسيحاسب بجدية.

ويوضح المصدر ومن خلال التحقيقات أن قائد المركب نفّذ مناورات للهروب بشكل أدّى إلى ارتطامه بزورق للجيش. كما أكد أن المهاجرين كانوا دون سترات نجاة على متن قارب لا يستوفي حتى معايير السلامة الأساسية.

ويشدد على أنه من واجبات الجيش اللبناني حماية الحدود البحرية ومنع مهربي البشر من ممارسة أعمالهم غير الشرعية، وهناك اتفاقات دولية على لبنان الالتزام بها واحترامها.

ويلفت إلى ضرورة وجود قضاء يحاسب كل المجرمين بما فيهم مهربي البشر الذين يتم توقيفهم لفترات قصيرة ليعودوا بعدها ويمارسوا إجرامهم وكأن شيئاً لم يكن تماماً كما حصل مع المهرب من آل دندشي، ويتساءل المصدر لماذا يترك القضاء هؤلاء المهربين؟

ورغم المحاولات المتكررة لظاهرة قوارب المهاجرين غير الشرعية المغادرة باتجاه السّواحل القبرصيّة ومنها إلى دولٍ أوروبية، يشير المصدر أن القوات البحريَّة اللبنانيَّة تمكنت بالرغم من حجم المهمات الملقاة على عاتقها من فرض سلطة الدولة “Law enforcement” على طول الشاطئ وفي المياه الإقليميَّة وذلك عبر دوريَّاتها المتواصلة التي قامت بتطبيق قوانين الدولة والقوانين العالمية على متن المراكب المبحرة والتي استطاعت حتى الآن ضبط أكثر من 30 مركبًا وتوقيف نحو 596 شخصًا وقامت بتسليمهم إلى السلطات المختصة.

ويؤكد أنه في الأسابيع القليلة الماضية وحدها تمَّ إحباط 3 عمليات تهريب أشخاص عبر البحر، وتمَّ تعقب المتاجرين والسماسرة الذين قاموا بتسهيل تلك الأعمال المخالفة للقوانين والأعراف الوطنيَّة والدوليَّة وتوقيفهم، وتسليمهم إلى القضاء المختص لينالوا العقوبات المنصوص عليها في القانون اللبناني. كما تجدر الإشارة هنا إلى أننا لا نواجه فقط مهربين لمهاجرين غير شرعيين بل نواجه أيضًا مهربي أسلحة ومخدَّرات ودخان وغيرها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us