غنى شهوان بطلة لبنانية تتخطى العقبات المحلية والعالمية في لعبة الباركور


أخبار بارزة, خاص 18 أيار, 2022

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

“أحب الباركور لأنه يجعلني أشعر وكأن العالم منطقة ألعاب كبيرة، يشعرك وكأنك طفل صغير طيلة عمرك، قادر على القفز بروح التحدي والمغامرة لديك” هكذا تعبر غنى شهوان البطلة اللبنانية في لعبة الباركور عن غرامها باللعبة بعد أيام من رفعها علم لبنان في المسابقة الدولية للعبة “الباركور” (حركات الوَثب) التي استضافتها لوس أنجيلوس في الولايات المتحدة بمشاركة 20 رياضياً موزعين بين 12 للذكور و8 للإناث، تم اختيارهم بناء على التصفيات النهائية.
وتكشف شهوان في حديث لـ “هنا لبنان”: “عندما أُواجه حركة صعبة أستمر في التدرب عليها حتى يتذكر جسمي كيف أقوم بها في اللحظات المطلوب إنجازها على أكمل وجه”، متوجهة إلى الفتيات اللبنانيات تحديداً بالقول: “هذه اللعبة تكسبكن القدرة على فعل ما تشأن في هذا العالم، دون أن يقف شخص أو عائق في طريقكن، ويحول دون تحقيق طموحاتكن”.
هذا التحفيز ليس متأتيًّا من فراغ، فقد تعلمت ابنة الـ 25 ربيعاً من اللعبة أساليب تخطي المصاعب والعقبات في الحياة، بفضل مساعدتها على دفع جسدها إلى أبعد من حدوده ما يعطيها الشعور بالحرية الذي قلما تجده في بقية الرياضات، ميزات لم تعد محلية الطابع في تفاعلها “مجتمع هذه اللعبة عالمي ومؤيد وداعم لبعضه البعض وكأنهم عائلة واحدة كبيرة، على عكس مجتمع كل رياضة من الرياضات العالمية والأولمبية” وفق تعبيرها.
وتُعد الباركور، طريقة حديثة وفريدة من نوعها، في تخطي العقبات التي تتنوع بين الحواجز والموانع، تجعل لاعبها يدخل الإثارة في نفوس مشاهديه أثناء خوضه غمارها فهو يثب من الصخور إلى فروع الشجر إلى القضبان الحديدية وحتى الجدران…..
مصابة بكوعها وقدمها، خاضت شهوان المسابقة المصنفة كإحدى أبرز ثلاث مسابقات “باركور” في العالم، وما لبثت خلال يومين أن فرضت نفسها متحدية بقوة منافستها في المسابقة، بفعل إرادتها الحقيقية والتدريبات المكثفة التي خضعت لها بشكل يومي على يد المدربين زاهر زيادة وألفرد مخايل.
وانتقالاً الى مسيرة شهوان الرياضية نجد أن الانطلاقة كانت برياضة الجمباز في عمر الـ 9 سنوات وهي رياضة تشبه كثيراً رياضة الباركور، وتتابع “بعدها اضطررت إلى التوقف في عمر الـ 18 بسبب دراستي الجامعية، لكن ما لبثت أن باشرت العمل كمدربة للجمباز في نادي team adrenaline في الضبية، وراق لي ما يتعلمه الطلاب في صفوف الباركور”.
وذات يوم قرر النادي إجراء ورشة عمل للنساء في اللعبة على الرغم من أنها حكرٌ على الرجال، وآنذاك اكتسبت شهوان مجموعة من الفنون المتعلقة بـ “الباركور” مؤكدة “منذ ذلك الحين أُغرمت بها، فالتحقت بالتمارين وأكملت مع المدرب زيادة الذي لا يزال مدربي حتى اليوم”.
واللافت في التدريبات التي خاضتها شهوان في هذه المشاركة التي تعد الأولى على نطاق دولي أنها لم تتردد في المشاركة في المسابقات اللبنانية في فئة الرجال نظراً لعدم وجود فتيات يلعبن هذه اللعبة، سعياً لتحقيق طموحها وهو التواجد كممثلة للبنان في المسابقة التي نظمتها إحدى الأكاديميات الأمريكية.
لا تتوقفوا عن التدريب، نصيحة توجهها لمن يتدرب على اللعبة حالياً في لبنان “على الرغم من قلة عددكم قاتلوا وثابروا حتى آخر نفس ففي حال كنتم ترون السعادة في أمر ما، ليس من الضروري أن تأخذوا رأي أو رضا الناس والمجتمع كي تستمروا به” مؤكدة أن أي لاعب يعمل كما يجب ويعطي اللعبة حقها ووقتها فسيكون قادرًا على الوصول إلى أعلى المستويات المحلية والعالمية.
أما كلمة الباركور بالعربية فتعني “الوَثَابة”، وهي مجموعة حركات الوَثَب يكون الغرض منها الانتقال من النقطة “أ” إلى النقطة “ب” بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسة، وذلك باستخدام القدرات البدنية في لعبة غير اتحادية ولا أولمبية في لبنان وتضيف “حتى عالميًّا اللعبة غير معترف لها تحت نطاق اتحاد، وهي أقرب إلى لعبة شوارع ولهذه الأسباب هي غير معروفة لدى كل الناس، كونها لعبة حرة “.
وفي الختام تهدي شهوان إنجازها العالمي لكل شخص أو شعب لديه حلم أو هدف يسعى إلى تحقيقه، مشددة على أنه مهما تعددت الصعوبات والمصاعب أنت قادر على تحقيقه خصوصاً للشعب اللبناني لأن الظرف الذي يمر به هو ظرف صعب ومعقد للغاية على الجميع، رافضة أن يكون هذا الإنجاز فرديًّا “هو إنجاز جماعي شارك فيه المدربون الثلاثة الذين سهروا وتعبوا معي وقدموا لي كل الدعم اللازم وهم زيادة ومخايل والياس سويدي”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us