“غادة أيوب” لـ “هنا لبنان”: “اليوم عادت كرامة جزين وعاد الحقّ لأصحابه”


أخبار بارزة, خاص 20 أيار, 2022

كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:

انتهت معركة الانتخابات النيابيّة تاركةً خلفها نتائج صادمة في بعض الدوائر. تحليلات كثيرة سمعناها ومساعٍ كبيرة تُبذل للتفاوض بهدف خسارة البعض للأكثريّة النيابيّة. لكنّ الركيزة الّتي لا يمكن التشكيك بها هي إرادة التغيير لدى الشعب اللّبنانيّ.
في دائرة الجنوب الأولى قرّر المقترعون تغيير المعادلات فلا أحد كان يتوقّع خسارة التيار الوطني الحرّ وحزب اللّه وحركة أمل. فالخسارة الديمقراطيّة السلميّة تجلّت بنتائج صناديق الإقتراع، وأعطت الدكتورة غادة أيوب المرشّحة عن المقعد الكاثوليكي لقب سعادة النائب. لتصبح الدكتورة الجامعيّة والناشطة الإجتماعيّة مُمثّلة لإرادة الشعب داخل المجلس النيابيّ.
وفي حديثٍ لـ “هنا لبنان” اعتبرت غادة أيوب التي حصلت على 7953 صوت تفضيليّ، أنّ المعادلة ليست بالأرقام ولا بمن حصل على أكبر عدد من الأصوات التفضيليّة بل بإرادة الناس بالتغيير. ثقة أهل جزين بها وبالخطّ السياديّ الّذي تتّبعه هي حليفة القوات اللّبنانيّة جعلهم يقترعون لها.
أبناء المنطقة أرادوا التغيير واستطاعوا تحقيق الفرق والفوز ومحاسبة النهج الّذي كان موجودًا بالماضي. فمحاسبة الشعب للنواب في ظلّ الانهيار الاقتصادي الحاصل أتت من خلال نتائج الانتخابات، ممّا يُظهر وعي أهل جزين. هذه الثقة ترتّب علينا أن نبقى على قدر المسؤوليّة لتحقيق قُدراتنا أمام الشعب ونستطيع سياسياً وتشريعياً أن نبقى على قدر المسؤوليّة.
بالمقابل يسعى بعض الفائزين في دائرة صيدا – جزين كعبد الرحمن البزري وأسامة سعد وشربل مسعد وغيرهم إلى تشكيل كتلة جنوبيّة بهدف توحيد مطالب أهل الجنوب، غير أنّ أحداً لم يتواصل مع غادة أيوب ودعوتها للإجتماع هي الّتي كرّرت مرّة جديدة تحالفها مع القوات اللّبنانيّة وإنضمامها إلى التكتّل. فعلاقة أيوب بالقوات تتميّز بالمبادئ والثوابت والخطّ السياديّ نفسه. وأشارت أنّه علينا أن نكون جميعًا داخل المجلس النيابيّ أشبه بمجموعة سياديّة وقوّة ضاغطة نتعاون على نفس المبادئ.
أشارت أيوب أنّ لا أحد ينكر وجود حزب اللّه وحلفائه فنحن موجودون مع بعضنا لكن ندعوهم ونطالبهم بالعودة إلى وطنيتهم ولبنانيتهم والإنسحاب من المعارك والدول؛ تدخّلهم يؤذي المصلحة اللّبنانيّة الّذين هم شركاء فيها، ممّا يؤثّر بشكل مباشر على مصالح لبنان الإقتصاديّة والعلاقات الديبلوماسيّة. لا تستطيع أن تكون جالساً على نفس طاولة الحوار مع أفراد يستقوون بسلاحهم ويضعون شروطهم وفي حال لم ترض بها يطيح الحوار لتعود وتعيش بالدويلة.
وأضافت السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح الجيش اللّبنانيّ، ولا يجب على أحد أن يستقوي بسلاحه ويهيمن على مؤسسات الدولة ويعطّل القضاء ويتحكّم به لمصلحته الشخصيّة ويخلق فراغًا رئاسيًّا بالدولة في حال لم يرضَ عن إسم رئيس الجمهوريّة … هذه التصرّفات هي التي نرفضها. نحن نسعى لأن نكون ضمن دولة واحدة تحمينا، دولة قانون ومؤسسات نتعايش فيها أجمعين مسلمين ومسيحيين.
عن مطالبتها بتطبيق اتّفاق الطائف، رغم أنّ هناك جهة تعتبره أضعف المسيحيين وصلاحيات رئيس الجمهورية بالتحديد، أشارت أيوب أنّ لا أحد يضعف الآخر في حال لم يُرد الفرد إضعاف نفسه وتقديم تنازلات. هذه الفترة ليست مرحلة تعديل الدستور لدينا في لبنان أزمة أكبر بكثير، ففي ظلّها لا يمكن لا تغيير نظام ولا تعديل للدستور.
استِضافة القوات اللّبنانيّة ومرشّحيها في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وجولتهم فيها كان له معانٍ كثيرة بحسب أيوب فهذا يعبّر عن دعم الإمارات للخطّ السيادي والإنتهاء من منظومة التي تهدد مؤسسات الدولة، من هنا كان الدفع لكل المغتربين للتصويت لإنقاذ لبنان وما تبقّى منه.
أيوب أجرت عدّة لقاءات “أونلاين” مع الجاليات اللّبنانيّة في أميركا، فرنسا وأستراليا وتفاءلت بحماسة المغتربين ورغبتهم بالتغيير، وعبّرت عن سعادتها بدعمهم لها. وأصواتهم بحسب أيوب كان لها صدى إيجابيّ حيث أثرت على نتائج الإنتخابات، كون المغترب هو ضمير لبنان ولا أحد يستطيع التأثير عليه لا بخدمات ولا بمال إنتخابيّ، فهو الصوت الحرّ الّذي أعطى ثقته سواء للقوات أو لخط تغيير آخر كمجموعات الثورة.
مع فوز غادة أيوب إستردّت جزين كرامتها وعنفوانها فهي منطقة سياديّة يتواجد فيها منذ التاريخ رجالات فكر وثقافة وسياسة مميّزين. “منذ اثني وثلاثين عاماً يسمّوننا مسيحيّي الأطراف” بحسب أيوب، “نحن اليوم مهمّشون لا أحد يطالب بحقوقنا ويعرض مشاكلنا لذا نحن بحاجة للدولة بكلّ مقوّماتها؛ بدءاً من سيادة واحترام للقانون مروراً بحقّنا لدخول أرضنا دون إذن من أحد حتّى إننا نفتقد حريّة التعبير عن مواقفنا. وذلك كلّه نتيجة عدم وصول صوت الحقّ، أمّا اليوم عادت كرامة جزين وعاد الحقّ لأصحابه”.
مشاريع كثيرة ستعمل عليها أيّوب، كإقرار اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة الّذي سينعش جزين كما كلّ المناطق الأخرى. ومع إقراره سيوضع حجر الأساس لإنماء المنطقة. خلال جولاتها لاحظت غياب الشباب وغياب الروح عن المنطقة، فقسم من بيوتها لم يعد مسكوناً من هنا أتى وصفها لجزين بالكهل العجوز. هاجس أيوب الأول إعادة تثبيت الشباب بأرضه والعمل على إعادة تعلّقه بها لإعادة الإستثمار فيها بالإضافة إلى تأمين فرص عمل لهم وتأمين الإنماء للمنطقة من خلال مستشفيات ومدارس…
ستعمل أيوب أيضاً على مشاريع قوانين متعلّقة بإستقلالية القضاء من خلال أجهزة رقابة، فبلا عدالة وبلا قضاء مستقلّ لا نستطيع بناء وطن. اليوم الجيش الّلبنانيّ والقوى الأمنية وما تبقى من قضاء هم أملنا المتبقّي في ظلّ انهيار مؤسسات الدولة واحدة تل والأخرى.
إلى زميلاتها بالمجلس تمنّت أيوب أن يكنَّ على قدر المسؤولية وأن يعملوا لمصلحة لبنان ويمثّلنَ المرأة المناضلة في بيتها وعملها وحزبها خير تمثيل. ورغم تواجد فقط 8 نساء بالمجلس لكنّ الفرصة اليوم أتت دون كوتا نسائية لذا علينا أن نظهر الفرق رغم عددنا الضئيل.
في النهاية اعتبرت غادة أيوب أنّ اليوم بدأ العمل الجدّي لبناء دولة مع انتهاء الإنتخابات، هي الّتي تمدّ يدها لكلّ الأفرقاء سواء في صيدا أو جزين كونها تريد أن تكون اليد التي تجمع ولا تفرّق لأنّ خير المنطقة وإنماءها هو أساس بالنسبة لها. غير أنّ شرطها الوحيد هو إحترام جميع الأفرقاء لسيادة لبنان وحياده وحماية حرّيته فهي لا تتخلّى عن هذه المبادئ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us