بيفاني “الصامت” عن الانهيار… هل يحاضر بالتعافي؟!


أخبار بارزة, خاص 6 حزيران, 2022

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

في عزّ الانهيار الاقتصادي والمالي الذي نعيشه، يحاول الجميع تحييد نفسه عن المسؤولية وكأن المواطن هو من حكم على نفسه بالإعدام الاجتماعي والمالي، وأهل السلطة ومن توالوا على الحكم والمناصب في الإدارات والمؤسسات براء! لا بل يأخذون المبادرة في المحاضرات عن كيفية إدارة الأزمات وأسس بناء بنية اقتصادية صلبة.

وبرز في الأيام الأخيرة امتعاض ممزوج باستغراب كيف أن جامعة القديس يوسف تستضيف المدير العام السابق لوزارة المال آلان بيفاني كمتحدّث أساسيّ في مناسبتين مختلفتين إلى جانب شخصيّات أخرى، وهو أحد أبرز الوجوه التي شاركت في سلوك الهندسات المالية طريقها نحو الإقرار.

بعيدا من اختصاص بيفاني ودراساته التي تابعها وانشغالاته ومناصبه التي شغلها، النقمة عليه سببها توليه منصب المدير العام لوزارة المالية على مدى عشرين عاماً ومشاركته في وضع الموازنات والمصادقة عليها وهو من أشرف أيضاً على إعداد سلسلة الرتب والرواتب التي ظهر الخلل الكبير في أرقامها عند التطبيق وكلها عوامل ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بما نعيشه اليوم.

لا بل أكثر من ذلك، بعد عشرين عاماً قضاها كمدير عام لوزارة المال، تتلاقى مصادر اقتصادية عدة في مقاربتها بأن بيفاني بادر إلى الاستقالة على مشارف مرحلة الانهيارات الاجتماعية – الاقتصادية لأنه لم يكن يُريد أن يكون داخل المركب لعلمه المسبق كما يبدو بما سيحصل.

وتأكيداً على امتلاكه للمعلومات، تذكر المصادر بالإفادة المهمة التي أدلى بها أمام القضاء مع معلومات ومستندات ساهمت في توسع القاضية غادة عون بالتحقيق.

ولنذهب أكثر، في دراسة اقتصادية له تتناول الأزمة في لبنان، أشار بيفاني إلى أن لبنان يواجه أزمة متعددة الوجوه والأشكال وهذه الأزمة ليست وليدة سياسات خاطئة فحسب، بل هي بسبب إصرار السياسيين على إفراغ لبنان من أمواله. ويرى فيها أن الفساد السياسي شكل أول حلقة في التسبب بالانهيار، ويعود تاريخ بدء الفساد السياسي إلى حقبة التسعينيات.

إذاً، يقول متابعون: بيفاني المواكب للمسار الاقتصادي والمالي العام منذ سنوات، التزم الصمت وحين كان يجب أن يكشف المستور ويقلب الطاولة بادر إلى الاستقالة واليوم يذهب باتجاه تعويم نفسه وإبداء الحرص على الخيارات المالية والاقتصادية.

هذه المرة هو بيفاني، ولكنه حتماً ليس الوحيد، وفي زحمة المعاناة سهام وجع المواطن لن توفر أحداً وعين المواطن تراقب كل من توالى على السلطة في بلد أقل ما يقال في مسؤوليه أنهم يعيشون حالة فصام..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us