البحث جارٍ عن دور بطولة


أخبار بارزة, خاص 1 تموز, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

أربعة أشهر ويُغادر السيد رئيس الجمهورية المسرح السياسي تاركاً وراءه تاريخاً من الأوهام والإنكسارات والتخبّط والآمال المعلّقة. في المنطق العوني، أو اللامنطق، فالعماد ميشال عون لم ينهزم. لم يفشل. لم ينكسر. ثلاثية جديدة تشبه الإعلانات الترويجية لأفلام الغرب الأميركي: الحصان لا يتعب. البطل لا يموت. المسدس “ما بيفضى”. في الفيلم اللبناني الطويل “إلتعن أبو سنسفيل الشعب” في ستة أعوام والرئيس على حاله، يحارب على غير جهة، لا يتعب من المعارك. لكنه “يقوّس” وقرفان!

الوقت ينفد. مع كل دقيقة يبقى فيها الحاكم في مصرف لبنان يزداد منسوب الغضب عند الرئيس. الغضب يودي إلى الإنفجار. سيغادر السيد الرئيس على الأرجح مساء 31 تشرين الأول ويكمل رياض سلامة ولايته حتى شهر أيار 2023. واحد من شروط رئيس الجمهورية لتسهيل تشكيل حكومة العهد الأخيرة، تعهّد الرئيس ميقاتي بـ “قبع” سلامة، عدو العهد الرقم واحد. يقول العارفون هذا الأمر غير واقعي، فمسار تغييره يبدأ من عند وزير المال المؤتمر بأوامر الرئيس نبيه بري، هذا في حال توافرت شروط إبعاده وحتى الآن كل ما يُساق ضده من دعاوى وافتراءات قابل للنقض. يهم الرئيس كثيراً إيهام الرأي العام أنه قطع رأس “الحرامي” وأعاد للمودعين المال السليب.

الوقت ينفد. لا انتصارات في اليد. كلها على الشجرة. القصر ينتظر التدقيق الجنائي في أيلول، على أبعد تقدير، لتحقيق إنجاز يُعتد به. مهما تأخّر التدقيق… جايي.

شركة ألفاريز آند مارسال آند عون ستكشف ارتكابات فظيعة. كل ليلة هناك من يصلي مسبحة الوردية لينصر الرئيس في معركة التدقيق الجنائي كما انتصر في كل معاركه. ولا يستخفنّ أحد بمعركة الميثاقية!

الوقت ينفد. دخل لبنان منظومة الدول المنتجة للنفط منذ 29 شهراً، يوم شغّل الرئيس بنفسه معدّات الإستكشاف في البلوك رقم 4. جاءت السفينة. رحلت السفينة. وحتى الساعة لم يتم سحب سعة جرّة غاز من حقوله ولا تمكّن من سحب ليتر بنزين خام. ولم يبسط سلطته البحرية على حقل قانا. ولم يعرف طعم “البَسط” والإنشراح حتى في منتجع المسيلحة.

تشكيل الحكومة آخر معارك السيد رئيس الجمهورية في ما تبقى له من أشهر الولاية. وأول نقطة خسرها عون في المنازلة الكبرى مع عملاق المسرح نجيب ميقاتي، لا الريحاني، كانت بتسريب التشكيلة إلى الإعلام. مصادر القصر نفت المسؤولية عن التسريب “ليس من عادة دوائر القصر اعتماد هذا الأسلوب وإن ما تريد بعبدا قوله أو نشره توزعه بالطرق الرسمية ووفقاً للأصول”. هذا ما جاء في النفي. فات المسرِّب (وهو برتبة مستشار) وضع رئيس الجمهورية علامات استفهام وإشارات بخط يده على النسخة المسرّبة.

حتى في مسرحية التسريب لم ينجح العهد. الوقت ينفد. وما يزال البحث جارياً عن دور بطولة يستجلب تصفيق الجمهور.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us