مرشح السيد لرئاسة الجمهورية: كرويات دمه إيرانية!


أخبار بارزة, خاص 29 آب, 2022

كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

دخل “حزب الله” رسمياً مرحلة البحث في مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية. وخلال الأسبوع الماضي، وجّه رسالة مزدوجة لمن يعنيه الأمر. في هذه الرسالة التي أوصلتها وسائل إعلام مقرّبة من الحزب إلى دوائر قصر بعبدا تبلغه فيها أن على الرئيس ميشال عون مغادرة القصر بحلول 31 تشرين الأول المقبل. كما في هذه الرسالة، بلاغ من رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”، أي كتلة الحزب النيابية، محمد رعد حول مواصفات رئيس الجمهورية المقبل الذي يريده الحزب أن يحل مكان الرئيس عون.

قد يكون الكلام في العموميات، هو الطريقة المفضلة في الجدل السياسي كي يبقي أصحابه أوراقهم مستورة قبل الكشف عنها في الوقت المناسب. لكن “حزب الله” وفي اللقاءات التي يطرح فيها أفكاره بعيداً عن النشر، لا يكتم المواصفات التي يريدها في رئيس الجمهورية المقبل، على غرار ما حصل في اللقاء الشهير بين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووفد الحزب القيادي الذي ضم المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا في11 الجاري.

المعلن في اللقاء، ما ذكرته مصادر إعلامية قريبة من الحزب، أن جنبلاط ركز على ملف الانتخابات الرئاسية، داعياً إلى إنتخاب رئيس “يمثل الحد الأدنى من التوافق ولا يكون إستفزازياً لأحد، وهو ما أيده وفد الحزب”. وأوضحت المصادر أن وفد “حزب الله” اعتبر أن “الأمر بحاجة إلى التشاور بين الأطراف الأساسية والتفكير سوياً، خصوصاً في ظل الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على لبنان”.

أما غير المعلن في اللقاء، والذي لم تقله هذه المصادر، فهو ما قالته مصادر أخرى لاحقاً، وهو أن جنبلاط خلال تبادل أطراف الحديث حول من تنطبق عليه صفة “اللا استفزازي” من الشخصيات المارونية المؤهلة لتبوء منصب رئيس الجمهورية خلفاً للرئيس عون، أورد على سبيل المثال اسم الدكتور جهاد أزعور والوزير السابق ناصيف حتي، فما كان من المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله إلا أن سارع إلى التعليق على ما اقترحه جنبلاط بالقول أن الاسمين اللذين أوردهما زعيم الاشتراكي يتميزان بـ “شبهة” العلاقات مع الأميركيين. عندئذ سعى جنبلاط إلى إحتواء الموقف فذهب بدلاً من مساجلة المعاون السياسي للأمين العام لـ “حزب الله” حول “أميركية” أزعور وحتي، إلى ممازحة ضيفه، قائلاً: “يا ليت يكون لنا رئيس جمهورية على علاقة مع الأميركيين كي يساعدنا على الخروج من أزماتنا.”

ما يجب توضيحه أن الدكتور أزعور، هو حالياً مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي. أما الدكتور حتي، فهو المتحدث سابقاً باسم جامعة الدول العربية. وكل من الرجلين لديه سيرة علمية ومهنية في الوطن وخارجه.

ما هو رئيس الجمهورية المقبل الذي يهوي إليه فؤاد “حزب الله؟” تجيب على ذلك كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيانها الصادر بعد اجتماعها الدوري، برئاسة النائب رعد، قائلة: “نأمل أن يتمّ انتخاب الرئيس الجديد للجمهوريّة ضمن المهلة الدستوريّة المحدّدة، ونذكّر الجميع بمسؤولياتهم الوطنيّة لإنجاز هذا الاستحقاق في ضوء رؤية سياديّة تحفظ منعة لبنان وتكرّس قدرته على رفض التبعيّة وعلى التزام القرار الوطني المعبّر عن مصلحة شعبه وتطلعاته”.

و لاحقاً، أطل رعد بتصريح قال فيه: “رئيس الجمهورية اللبنانية هو الذي يوقع الإتفاقات والمعني بالتفاوض مع الآخرين، إما أن يكون لدينا رئيس قوي يلتزم فعلاً بالسيادة الوطنية ويدافع عنها ويضحي من أجلها وإما أن يكون لدينا رئيس مبرمج من أجل أن يوقع إتفاقات مع الذين يريدون أن ينتقصوا من سيادتنا وهذا هو أفق المعركة الرئاسية ونأخذها من هذا البعد وليس من بعد تسمية فلان أو فلان”.

ماذا نفهم من بيان كتلة “حزب الله” النيابية، ومن تصريح رئيس الكتلة؟ هناك عبارة “رؤية سيادية” في البيان. كما أن هناك عبارة “رئيس قوي” في تصريح رعد. وإذا ما دمجنا العبارتين في واحدة، لكانت لدينا عبارة تقول “رئيس قوي برؤية سيادية”. فهل زال الغموض وبان الوضوح في مواصفات يريدها “حزب الله” عند من يريد أن يكون رئيس الجمهورية المقبل للبنان؟

أكثر من جواب جاء أخيراً على “حزب الله” ومواصفاته الرئاسية، وآخرها ما صدر في بيان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بعد جلسته الدورية في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وجاء فيه: “إنّ لبنان يحتاج إلى رئيس جديد للجمهورية خاصة بعد سلسلة العثرات والمواقف الارتدادية عن روح الدستور اللبناني واتفاق الطائف وميثاق العيش المشترك، إنه يحتاج إلى رئيس جديد يحترم قسمه الدستوري ويلتزم به”.

بدوره، وفي آخر عظة له يوم الأحد في 21 آب الحالي، طالب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “برئيس يكون على مستوى الكيان والشعب والرمزية الوطنية، يبعث روح النهضة بالشعب ويرسم حدود الدولة ليس مع الدول المحيطة بلبنان فقط، بل مع قوى لبنانية تتصرف كأن لا منعة ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش”.

وبحسب مرجعيتين وازنتين على المستوى الوطني، هناك مطالبة برئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات تقودنا إلى نقيض نموذج “حزب الله” الذي جرّبه لبنان في الأعوام الستة من عمر العهد الحالي. فالرئيس عون كان نقيضاً للقسم الدستوري الذي تلاه عام 2016، كما أنه، كما أراد الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، لم يرسم حدود الدولة، ما سمح للحزب أن يتصرف وكأن لا منعة للبنان ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش.

بالنسبة لهذا المقال و”الكرويات الأميركية” التي لا يريدها “حزب الله” في دم المرشحين لرئاسة الجمهورية، فقد صار واضحاً أن لبنان يريد رئيساً لا “كرويات إيرانية” على الإطلاق في دمه، كما يريد “حزب الله” على شاكلة العهد الحالي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us