بعد صيف حار… هل من شتاء قاس بانتظار اللبنانيين؟


أخبار بارزة, خاص 6 أيلول, 2022

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:

لم يسلم اللبنانيون من الكتل الحارة التي ضربت المنطقة في الأسابيع الفائتة، حيث تم التداول أن ما نشهده من موجات حر ليست طبيعية، فهل السبب التغير المناخي وموجات الجفاف التي ضربت القارة الأوروبية؟

لمزيد من التفاصيل، وفي حديث خاص لـ “هنا لبنان”، يؤكد الأب إيلي خنيصر أنه في علم الطقس دائماً يتم إيلاء الاهتمام لعلم الجغرافيا لأن جغرافية المنطقة تؤثر على الطقس.

بالنسبة لموجات الحر التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة، يلفت الأب خنيصر إلى أن موقع أوروبا الجنوبية والغربية يأخذ الرطوبة من البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، لهذا السبب تشهد القارة في فصل الصيف منخفضات جوية ورطوبة عالية وأمطار تتوزع بين إسبانيا، البرتغال، بلجيكا، فرنسا وإيطاليا حتى النمسا.

فهذا العام، وبحسب الأب خنيصر، شهدنا على سيناريو فريد من نوعه ومميز فوق غرب أوروبا وهو ارتفاع الضغط الجوي للمرتفع الازوري طيلة شهري تموز وآب، وهو كناية عن ضغط مرتفع مركزه جزر أزور شرق المحيط الأطلسي، مواجه للبرتغال ذات الضغط المرتفع على مدار السنة.

ويتابع الأب خنيصر، أنه في فصل الصيف ينخفض الضغط الجوي في أوروبا ويصبح الضغط المرتفع في وسط المحيط الأطلسي، لهذا السبب تشهد القارة الأوروبية أمطارًا في فصل الصيف.

ولكن هذا العام بدلاً من دخول المنخفضات غرب أوروبا، اتجهت نحو الدول السكاندينافية وغرينلاند، بسبب تمركز المرتفع الازوري فوق غرب القارة، لهذا السبب انخفض منسوب الأنهار بسبب غياب الأمطار لمدة شهرين تقريباً غرب أوروبا فضلاً عن الارتفاع في درجات الحرارة الآتية من الصحراء الأفريقية الكبرى وصولاً إلى وسط أوروبا الأمر الذي ساهم في تخفيض مياه الأنهار بالقارة الأوروبية الغربية.

إذاً يطمئن الأب خنيصر أنه لا داعي للهلع وأوروبا لن تجف، وبالتالي شتاء لبنان لن يتأثر بهذه الموجة التي تعرضت لها أوروبا.

أما بالنسبة لصيف لبنان، فمن المفترض أن يميل اليوم الثلاثاء، للاعتدال مع تراجع درجات الحرارة. ويلفت خنيصر، إلى أن صيفنا هذا العام كان مقبولاً واعتياديًا مقارنة مع درجات الحرارة في العام ٢٠١٦ وما قبل، إذ لامست درجات الحرارة ٤٦ درجة في البقاع حينها.

فبقاعًا هذا الصيف، وصلت درجات الحرارة إلى ٤١ درجة، أما في المناطق الساحلية فتراوحت بين ٣٣ و٣٤ كحد أقصى، إلا أن عامل الرطوبة لعب دوراً كبيرًا حيث لامست الـ٩٥٪؜ الأمر الذي أعطى الشعور بالحر الشديد في هذه الفترة.

فصل الصيف مرّ بشكل اعتيادي هذا العام، إلا أن المواطنين لم يستطيعوا التكيف مع أجواء الطقس الصيفي بسبب الأزمة المعيشية والاقتصادية وغياب المازوت والكهرباء، وكل عوامل التبريد.

هل نحن أمام سيناريو العام الماضي من البرودة؟

لا مؤشرات تثبت كيف سيأتي فصل الشتاء المقبل، ولكن بحسب حركة القطب الشمالي السابق لأوانه بشهر ونصف الشهر، بدأت الموجات الباردة تضرب في أوائل أيلول روسيا الغربية وأوروبا الشرقية، وستكون موسكو وأوكرانيا عرضة للبرد القارس في الأيام القليلة المقبلة. هذا النزول المبكر لأوانه قد يعطي إنذارات سابقة لشتاء بارد وقارس.

فالتيارات القطبية، بحسب الأب خنيصر، ستكون قاسية على المناطق المدارية الصحراوية التي كانت ناشطة العام الماضي على مصر، السودان، ليبيا والجزائر، وحتى في المناطق الصحراوية في شبه الجزيرة العربية مثل السعودية حين وصلت درجات الحرارة إلى ٢ و٣ درجات تحت الصفر، كما كان شتاءً قاسيًا على لبنان العام الفائت.

ولدى توغل التيارات القطبية على المناطق الصحراوية في الشتاء، فلبنان لن يتلقى موجات دافئة ومعتدلة من المناطق الجنوبية لتمنحه جوًا معتدلًا مع التيارات القطبية. ولدى وجود مثل هكذا سيناريوهات يكون البرد قارسًا جدًا لأننا نكون تحت لعنة التيارات القطبية التي ستضرب الحوض الشرقي للبحر المتوسط وتتوغل إلى المناطق الدافئة المدارية.

إلى ذلك، يشير الأب خنيصر إلى أنه خلال أشهر أيلول وتشرين الأول والثاني تنشط حركة الأعاصير في المحيطات بسبب ارتفاع درجة المياه إلى ٣١ و٣٢ درجة وقد وصل عدد الأعاصير في العام الماضي إلى ٢٧ إعصاراً في الموسم وفي الأسبوع الأول من أيلول الحالي شهد المحيطان الأطلسي والهادئ ٤ أعاصير.

إنّ كثرة الأعاصير خلال الموسم وبخاصة في المحيط الأطلسي، تنذر بشتاء قاس وغزير الأمطار على القارة الأوروبية شمال أفريقيا، والحوض الشرقي للبحر المتوسط بسبب ارتفاع درجة الحرارة ونسبة تبخر المياه.

ويلفت الأب خنيصر، إلى أن الشتاء يتميز بقساوة البرد من جهة وبغزارة الأمطار من جهة أخرى، فإذا التقى هذان العاملان اتجهنا إلى عواصف ثلجية قد تكون كثيرة العدد كالعام الماضي إذ شهد لبنان ٦ عواصف ثلجية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us