عون… من الملالة إلى الطرَّاد: قصة الرحيل بمواكبة الجنرالَيْن “روندو” و”حرَّوق”


أخبار بارزة, خاص 29 تشرين الأول, 2022

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

بعد “الخروج الأخير” للعماد عون من قصر بعبدا، آن الأوان لكشف سر “الخروج الأول” من لبنان بعد اللجوء إلى السفارة الفرنسية.

ليل الخميس-الجمعة 29-30 آب 1991. وبعد مكوثه عشرة أشهر في السفارة الفرنسية في مار تقلا في الحازمية، على عهد السفير “رينيه آلا” الذي كان صديقًا للجنرال، دقت ساعة “الرحيل الثاني” للعماد ميشال عون إلى فرنسا، بعد “رحيله الأول” عن قصر بعبدا، خارجًا منه بملالة M113.

“جيشٌ” من الإعلاميين اللبنانيين والعرب والأجانب

“رابضوا” أمام السفارة لتغطية عملية الخروج، بعدما لم يتسنَّ لهم تغطية “خروجه الأول” من قصر بعبدا.

فوجئ المولجون بالعملية بالحشد الإعلامي، خصوصًا أنه كان يفترض أن تكون العملية سرية، وفق ما خطط لها قائد لواء الحرس الجمهوري آنذاك العميد ميشال حروق، والجنرال “روندو” من المخابرات الفرنسية.

هبط الليل، العميد حروق والجنرال “روندو” داخل السفارة، بالتزامن مع وصول طائرة فرنسية إلى مطار بيروت، فتقدمت فرضية أن العماد عون واللواءين إدغار معلوف وعصام أبو جمرا سيغادرون عبر مطار بيروت.

ما هي إلّا دقائق حتى خرج موكب كبير من البوابة الرئيسية للسفارة، فاعتقد الجميع أنه موكب العماد عون ووزيريه، وأًطفئت الأنوار في السفارة.

ساعات معدودة، وتحت جنح الظلام، غادر موكب من البوابة الخلفية للسفارة، وفيه العماد ميشال عون ووزيراه، والجنرال “روندو”، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد ميشال حروق والمدير العام للأمن العام ريمون روفايل، كانا في سيارة واحدة، وفي خلفية الموكب العميد في الأمن العام جان مخايل. اكتشف الموكب أن هناك سيارة تتعقبه، ليتبين أنها تابعة لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني.

سلك الموكب الطرقات الداخلية وصولًا إلى مستديرة الصالومي، ومنها أكمل سيره حتى الضبيه قبالة مجمع الـ ABC لجهة الشاطئ. هناك ضُرب طوق أمني شاركت فيه وحدات فرنسية، وانتقل العماد عون ووزيراه إلى طراد عسكري أقلهه إلى خارج المياه الإقليمية اللبنانية. من هناك قيل إن غواصة فرنسية أقلته إلى قبرص حيث نقلته طائرة فرنسية إلى مرسيليا ونزل أولًا في فيلا غابريال قبل أن يُنقَل إلى “الهوت ميزون” في الـ Aix-en-Provence

صحيح أن العملية كانت سرية، لكن السوريين كانوا على عِلم بها، إذ لا يعقَل أن تتم عملية بهذا الحجم، من دون أن يكونوا “في جوِّها”.

صباح الثلاثين من آب 1991، طويت آخر صفحة من صفحات “رئيس الحكومة العسكرية” بعد عشرة أشهر على إنهاء “التمرد”، وحافظت فرنسا على سلامته ربطًا بوعد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران الذي ربط شرف فرنسا بسلامة عون.

واحد وثلاثون عامًا على “الرحيل الثاني”. غدًا ميشال عون في “رحيلٍ ثانٍ” عن قصر بعبدا ليس إلى “الهوت ميزون” بل إلى الرابية، رئيسًا سابقًا للتيار الوطني الحر، محاولًا لملمته وإعادة تجميعه، بعد التصدَّع الذي انتابه على مدى ست سنوات. كأن “إقامته” كرئيس للجمهورية في قصر بعبدا، لستِّ سنوات، كانت وقتًا مستقطعًا بين عهدَين للتيار الوطني الحر الذي يحاول إعادة شد عصبه من خلال استخدام لغة الهجاء في حق جميع الأطراف الآخرين، باستثناء حزب الله طبعًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us