بالأرقام: الكوليرا وتلوث نهر الليطاني… كارثة حقيقية تهدد لبنان!


أخبار بارزة, خاص 6 تشرين الثانى, 2022

كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:

مع انتشار الكوليرا في لبنان، تكثر التساؤلات والمخاوف عن كيفية انتقاله ومدى سرعة انتشاره في لبنان، وعما إذا كانت أعداد المصابين الصادرة عن وزارة الصحة دقيقة، أم هناك عدد كبير غير مشخص. والكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث. تتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد وفي الحالات القصوى تسبب بالموت.

ومع عدم إنشاء محطات لتكرير مياه الصرف الصحي والصناعي من جهة، وغياب البنى التحتية من جهة أخرى، يقف المواطن على حافة خسارة صحته وعدم الوثوق بمصادر المياه والأكل، لأن مصادر المياه غير الملوثة قليلة جداً في لبنان.

ومع انتشار الكوليرا، عاد موضوع تلوث نهر الليطاني إلى الواجهة خصوصاً وأنه من أهم مصادر ري سهل البقاع الذي يزود لبنان كما الدول العربية بالعديد من أنواع الخضار.

فهل يزيد تلوث نهر الليطاني خطر انتشار الكوليرا؟ وما هو الحل لتفادي الكارثة؟

صرح مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية لـ “هنا لبنان”، إن مشكلة تلوث نهر الليطاني “سببها سوء إدارة الموارد المائية في لبنان منذ نيل البلاد استقلالها عام 1943”.

ويتمثل ذلك “بضعف التنظيم المدني على مرّ العقود، بالإضافة إلى عدم وجود مخطط توجيهي للصرف الصحي في ظل التوسع العمراني”، وفق ما يشرح علوية.

تؤكد نتائج الفحوصات المخبرية التي أجرتها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في مختبر كلية الصحة التابع للجامعة اللبنانية عدم سلامة مياه الشفة وعدم صلاحيتها للاستعمال المنزلي في عدد من المناطق الواقعة في الحوض الأعلى لنهر الليطاني والتي تتغذى من مصادر شمسين. مما يتطابق مع العديد من الفحوصات المخبرية التي قامت بها سابقاً مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية وكلية الصحة الفرع الرابع، والسفارة الفرنسية في بيروت، إضافة إلى عدد من المختبرات الخاصة.

وبحسب إحصاءات متعلقة بتلوث الموارد المائية في الحوض الأعلى لنهر الليطاني، والتي أجريت هذا العام والتي يمكن أن تكون ناقلة أو حاملة لوباء “الكوليرا” الانتقالي بواسطة الصرف الصحي. قدّرت مساحة الأراضي الزراعية المروية بهذه المياه بشكل مباشر عبر مضخات زراعية، والواقعة ضمن مسافة 2 كم من ضفاف الليطاني، بحوالي 8396 هكتار وذلك بالاعتماد على خرائط استخدامات الأراضي.

وبحسب المعنيين والخبراء في المنطقة، فإن أكثر من 1000 هكتار من هذه الأراضي تروى حالياً من النهر والروافد مباشرة أي من مياه ملوثة بالصرف الصحي بنسب متفاوتة. وكانت الدولة اللبنانية قد أتلفت حوالي 20 هكتار منها في الصيف الماضي.

وأضاف علوية، أنه في تقرير سابق أعدته المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، يبلغ عدد النازحين المقيمين ضمن مخيمات على ضفاف نهر الليطاني وروافده 68645 نسمة، في حين تبلغ أرقام اللبنانيين المقيمين ضمن القرى القريبة جداً من النهر وبحسب الإحصاءات المركزية حوالي 100 ألف نسمة موزعين على قرى في أقضية زحلة والبقاع الغربي وبعلبك. وكل هذه الأعداد معرضة للإصابة بالكوليرا في حال استهلاكها لهذه المياه الملوثة أو استعمالها للمواد الملوثة والمروية من هذه المياه.

في حديث مع الدكتور ربيع زيات، أخصائي في الأمراض الجرثومية، أكد لـ”هنا لبنان”، أن عدوى الكوليرا تنتقل للإنسان، عند تناول أغذية ملوثة، وغالباً ما تكون مأكولات بحرية أو مياه ملوثة ببراز الأشخاص المصابين. وبمجرد الإصابة بالعدوى، يطرح المريض البكتيريا في برازه. وهكذا يمكن للعدوى أن تنتشرَ بسرعة، لا سيما في المناطق التي لا تعالج فيها النفايات البشرية.

وكان قد أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض، وصول الدفعة الأولى من لقاح الكوليرا إلى لبنان مقدمة من شركة سانوفي وبدعم من الحكومة الفرنسية، مشيرًا إلى أنّ “للقاح دور أساسي في الحد من انتشار الكوليرا”، وذلك في مؤتمر صحفي بمشاركة سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.

إذاً، هل من سيتحرّك للحد من تلوث نهر الليطاني الذي ينذر بكارثة مقبلة على لبنان؟

وأخيراً، احذروا أيها اللبنانيون المواد التي تستهلكونها والمياه التي تصل إلى منازلكم، في حال وصلت!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar