الراعي نقل هواجس بكركي إلى الفاتيكان: قلقون على الموقع الرئاسي من خبايا مرتقبة!


أخبار بارزة, خاص 13 كانون الأول, 2022

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

تبرز مخاوف وهواجس البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظته كل أحد وفي كل مواقفه، لأنه خائف على مصير لبنان بشكل عام، وعلى المسيحيين بشكل خاص، الذين يهاجرون بأعداد هائلة منذ أن تفاقمت الأزمة في العام 2019، كما يبدي مخاوفه على المركز المسيحي الأول في الدولة، لأنّ المجهول يطوقه وقد لا نعرف مصيره في حال طال الفراغ الرئاسي لسنوات، لذا يكرّر يومياً ضرورة إنتخاب رئيس وسطي، قادر على جمع الأفرقاء السياسيين، للقيام بما فيه مصلحة لبنان عموماً.

وفي السياق برزت صرخة الراعي قبل أيام ومن على منبر روما، فدقت ناقوس الخطر وأطلقت العنان للهواجس على مصير الموقع الأول في لبنان والشرق، وأبدت قلقها من خبايا مرتقبة، في ظل التأزم الذي يحيط به، كما أنّ حاضرة الفاتيكان لديها المخاوف عينها، وانطلاقاً من هنا تتواصل الوساطات مع باريس وواشنطن لحل هذه الأزمة، قبل استمرارها في الفراغ لفترات طويلة، لأنّ وضع لبنان لا يحتمل لذا فالاتصالات قائمة، ولا بدّ أن تسفر عن شيئ إيجابي خلال الأشهر القليلة المقبلة.

إلى ذلك تشير مصادر بكركي خلال اتصال مع موقع “هنا لبنان”، إلى أنّ تعثّر الاستحقاق الرئاسي سيشكل خوفاً على دور المسيحيين، مع تكرار الفراغات كل ست سنوات، إلى أن تحصل تسوية رئاسية تترك تداعيات سلبية في معظم الأحيان.

كما أبدت بكركي قلقها من دعوة البعض كل فترة إلى تغيير النظام، لِما يمكن أن يحمله من مخاطر على الدور المسيحي المقبل، ما يعني تغيير هوية لبنان التي تثير أيضاً قلق الفاتيكان، بسبب الضرر الذي يلحق بالتوازن الميثاقي، وشدّدت على ضرورة أن يكون الرئيس صناعة لبنانية وطنية، لا يحمل صفة الولاء لأي دولة خارجية، ولفتت إلى اهتمام الكرسي الرسولي بالاستحقاق المرتقب، وإلى دور المسيحيين في إستعادة القرار، وعودة المشاركة الرئيسية فيه كما كان يحصل سابقاً.

في غضون ذلك، ثمة كلام يدور في الكواليس والمطابخ السياسية عن الفراغ الرئاسي، الذي سيطول حتى أجل بعيد المدى، الأمر الذي يطلق العنان لتداعيات سلبية لا أحد يقدّر نتائجها، وفق ما تنقل مصادر سياسية مطلعة على أجواء الانتخابات الرئاسية التي عرفها لبنان، وتقول لموقع “هنا لبنان”: “في ظل التقارير التي ترسلها بكركي إلى الفاتيكان عبر سفيرها في لبنان، لن يكون هذا الوطن منسياً بالتأكيد، لأنّ قداسة البابا مهتم بالملف اللبناني، وسبق أن طرحه على بعض عواصم القرار للمساهمة في الحل، بالتزامن مع ما يحصل من تحوّلات في المنطقة، وعدم وجود جهوزية للتعاطي مع هذه المتغيرات والتطورات المتسارعة، وسط تردّي الوضع المسيحي خاصة، بسبب خلافات القادة المسيحيين مع بعضهم، واللبناني عامة بسبب تناحر فريقي النزاع، ما جعل الوضع يتطلب عملية إنقاذ سريعة، لكن المهمة صعبة في الوقت الراهن، لأن التركة السياسية ثقيلة جداً وعلينا الانتظار”.

كما نقلت المصادر المذكورة عن دبلوماسي غربي قوله: “الرئيس اللبناني المنتظر يشغل دائماً بال العالمين العربي والغربي، فيتم اختياره وفقاً لما هو مطلوب إقليمياً، ووفق ما تبغيه الدول القريبة، أي باختصار على الرئيس اللبناني أن ينال مباركة الجميع وإلا لن يصل إلى سدّة الرئاسة، وبأنّ أسماءً كانت مرشحة للرئاسة طُويت، وأخرى طامحة لن تصل إلى مبتغاها، لذا فالخيار الصحيح مطلوب أولاً، وعدم وضع الشروط والعصي في الدواليب، كي نحظى بالرئيس المنتظر مع ما ستؤول إليه التطورات الداخلية والإقليمية، خصوصاً معالم تسوية إيرانية – سعودية برعاية أميركية لا بدّ أن تشمل لبنان، وفي انتظار تلك التسوية، على المسؤولين مهمة حماية موقع الرئاسة وعدم السماح لأحد بإضعافه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us