إشكالات مفتعلة مع قوات “اليونيفيل” في توقيت حساس… ماذا في جعبة “الحزب”؟!


أخبار بارزة, خاص 15 كانون الأول, 2022

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

القصة تتكرّر كل فترة تحت عنوان “إشكالات الاهالي مع قوات اليونيفيل ورفضهم لتصرفاتهم”، وإلى ما هنالك من تعليمات يُصدرها حزب الله، ضمن خانة الإستعانة الدائمة بهذه المقولة، وآخر هذه الإشكالات ما حصل ليل أمس، بحيث أفادت المعلومات عن وقوع عدد من الجرحى، من قوات الطوارئ العاملة في الجنوب، إثر انقلاب آلية تابعة لهم في منطقة العاقبية – صيدا، بعد إشكال مع الأهالي أدى إلى سقوط قتيل و 3 جرحى من “اليونيفيل”، وسبق الحادث احتجاج أهالي البلدة على سلوك دورية لهؤلاء الجنود بعيداً عن مسارها المعتاد بحسب ما ذكر، وتطور الأمر إلى إطلاق نار من قبل الجنود، وأثناء محاولة الانسحاب من موقع الإشكال، صدمت الدورية مواطناً من أهالي البلدة فأصيب بجروح طفيفة.

وليلاً أفيد عن مقتل جندي إيرلندي، وإصابة ثلاثة بإطلاق نار على قافلة لـ “اليونيفيل” مكونة من مركبتين مدرعتين، تقل ثمانية جنود كانت متجهة نحو بيروت، وفق بيان لقوات الدفاع الإيرلندية.

هذه المشاهد المتكرّرة تطرح أسئلة كثيرة عن سبب ما يجري في توقيت حساس، وتذكّر بما جرى مطلع العام في كانون الثاني الماضي، ومن ثم في نهايته ولاحقاً في أيلول الماضي وتكرار هذه الأحداث، ما إذا كان هنالك من مخطط مدروس مع ضوء أخضر لإثارة البلبلة عبر إشكالات، تحمل رسائل عنوانها “حزب الله هنا”، خصوصاً في حال كانت هنالك تطورات سياسية مرتقبة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ما جرى في نهاية كانون الثاني الماضي في بلدة شقرا الجنوبية، من إعتداء على عدد من جنود قوات الطوارئ، بحجة التقاطهم الصور داخل البلدة، وذلك بالتزامن مع مغادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي طالب حينها بتحوّل حزب الله إلى حزب سياسي.

إنطلاقاً من هنا يقول عميد متقاعد خلال حديث لموقع “هنا لبنان”: “إنّ حرمان قوات الطوارئ من حرية التحرّك، والاعتداء كل فترة على من يخدمون قضية السلام أمر غير مقبول، والمطلوب إزالة العوائق أمام مهماتها، على النحو المتفق عليه مع الحكومة اللبنانية، وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي وافق عليه حزب الله على مضض، ولذا لم يتقبّل بعد فكرة عدم سيطرته على المناطق الجنوبية، كما كان يحصل سابقاً، لذا يحاول تقيّيد مهمة قوات الطوارئ، من خلال إستخدام الأهالي الذين يوالونه سياسياً، لكن كل شيء بات واضحاً إذ لا يعقل أن يقوم أهالي البلدة بهذه التصرفات، لو لم يحصلوا على ضوء أخضر من الحزب”.

وأشار المصدر المذكور إلى أنّ التعديل على مهمة “اليونيفيل” وفقاً للقرار 2650، الذي مدّد بموجبه مجلس الأمن الدولي في نهاية آب الماضي، ولايتهم عاماً إضافياً، قد لاقى رفضاً مبطناً من الحزب بسبب هذا التعديل، ومن ضمنه “أنّ قوات الطوارئ الدولية لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص، للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، مع السماح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل، وضمان حرية حركتها بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المعلن عنها”.

وتابع: “هذه التعديلات أعطت الحرية الزائدة لتلك القوات، الأمر الذي اعتبره الحزب وكأنه احتلال للجنوب، فيما بموجب القرار 1701 يحق لـ “اليونيفيل” بمقاومة المحاولات التي تهدف إلى منعهم بالقوة من القيام بواجباتهم، التي نصّ عليها تكليف مجلس الأمن”، وأبدى خوفه من مواصلة الرسائل السياسية التي يطلقها حزب الله والتي لا تصّب أبداً في مصلحة لبنان.

وفي السياق يعلّق نائب حزبي معارض على الحوادث الجارية جنوباً، بالقول لموقع “هنا لبنان”: “منذ فترة اُضيفت إلى معادلة “جيش وشعب ومقاومة” كلمة “أهالي” كي لا يظهر حزب الله في مشهد الإشكالات”، مذكّراً بما قاله الناطق الرسمي بإسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، بأنّ الاعتداءات عليهم بهذا الشكل تعتبر جرائم بموجب القانونين اللبناني والدولي، مع تكرار طلبه من الدولة اللبنانية التحقيق في كل حادث يجري من هذا النوع.

وأشار النائب الحزبي إلى أنّ إيران وعبر حزب الله، أطلقت العنان لرسالتها بأنها قادرة على تعطيل مفاعيل القرار 1701 ساعة تشاء، فيما القوات الدولية باقية ولن تنسحب مهما جرى، مع ضرورة التحذير من أنّ تكرار تلك الاعتداءات ستؤدي إلى ردات فعل دولية رافضة لما يجري، خصوصاً بعد قتل الجندي الايرلندي لانّ الكيل طفح.

في غضون ذلك إعتبر وزير داخلية سابق خلال اتصال مع موقع “هنا لبنان” أنه لا يوجد أي ثقة بين “اليونيفيل” وحزب الله، وأكثر ما يزعج الأخير هو مرور القوات الدولية عبر دوريات، يغيب عن مواكبتها الجيش اللبناني في بعض الأحيان، وأشار إلى أنّ الجيش معني اليوم بفضّ أي إشكال بين الطرفين منعاً لتفاقم الوضع أكثر.

أما مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا فقد قال في حديث لرويترز: نتقدم بالتعزية من قوات اليونفيل لسقوط قتيل. ونتمنى الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود الذي وقع بين الأهالي وأفراد من الكتيبة الايرلندية.

وطالب صفا بترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق في الحادث وعدم إقحام حزب الله في الحادثة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us