الامتحانات الرسمية قد تُلغى… هل تُعلَن حالة الطوارئ؟


أخبار بارزة, خاص 15 كانون الثاني, 2023

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

انطلاقة تربويّة ناريّة مع بداية العام الجديد رفعت منسوب التحذيرات من ضياع العام الدراسي المتعثّر أصلاً ووضعت مصير الامتحانات الرسمية في مهبّ الريح، لتبدو أزمة التعليم مستعصية على الحل.

ليست السنة الأولى التي تحاصر فيها الأزمات الواقع التربوي وتجعله أسير ألغام الانهيارات المتتالية، ومن المؤكّد أنّها لن تكون الأخيرة، لكن هذه المرّة تبدو الأمور أكثر تعقيداً مع دخول عوامل عدّة تشابكت مع بعضها فأفرزت واقعاً من الصعب التعامل معه بسياسة الترقيع السائدة في زمن الفراغ والعجز، علماً أنّ الاقتراحات كافّةً التي تمّ التوصّل إليها حتى الآن سقطت في مهدها و”الكل بات يمسك الكل باليد التي تؤلمه”، فمن سيصرخ أولاً؟

توقّفت الدروس في مدارس بعد الظهر المخصّصة لغير اللبنانيين، في محاولة للضغط على الهيئات المانحة لتوفير الدعم، في وقت تحاول وزارة التربية امتصاص ارتدادات زلزال الاستقالات في التعليم الرسمي وتوفير الحلول المناسبة، أوّلها سُحب سريعاً من التداول، وهو على صلة بصرف 5$ مقابل كل يوم حضور للمعلّم بعد رفضه من قبل المعلّمين ومواجهته بالانتفاضة للكرامة.

اقتراحٌ آخر يحكى عنه، وهو على صلة بالمبالغ المتبقية من العام الماضي، ومن المرجَّح تركها جانباً لتأمين مستلزمات الامتحانات الرسمية التي ما زال الوزير عباس الحلبي حتى الآن متمسّكاً بإجرائها.

وتؤكّد مصادر تربوية لـ “هنا لبنان” أن المساعي مستمرّة والجهود تبذل من دون انقطاع لتأمين الدعم عبر تكثيف الاتصالات مع الجهات المانحة داعية إلى التريث في الحكم على مصير العام الدراسي بانتظار نتيجة اجتماعات المعنيين مع البنك الدولي واليونيسف على حدّ سواء، وقد فضلت المصادر عدم إفصاح عن تفاصيل هذه الاجتماعات والأجواء المحيطة بها.

وفيما اعتاد الجميع الضرب على وتر الامتحانات الرسمية الحساس عند أي مفترق، تقول المصادر إنّ “الحديث عن الامتحانات الرسمية سابقٌ لأوانه، ولكن إذا لم تستأنف الدروس فكيف سيخضع التلاميذ للامتحانات؟”

أما في ما يتعلق بالتعليم الخاص، فيؤكّد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، لـ “هنا لبنان”، أن “لا شيء جديداً بعد والمساعي متواصلة”، مبدياً عدم تعويله على “صرف الهيئات المانحة أموالاً للقطاع التربوي في غياب الحد الأدنى من الإصلاحات التي يطالبون بها”، ومشدّداً على أن “المشكلة الأساسية تكمن في غياب السلطة السياسية في البلد، فلو كانت هناك سلطة ما كانت لتفتح أيّ مدرسة خاصّة أبوابها بسبب الغبن اللاحق بالمعلّمين”.

ويعتبر محفوض أنّه “إذا لم تحصل الإمتحانات الرسمية نقضي بأنفسنا على القطاع التربوي، الذي هو بمثابة الأمل المتبقّي لهذا البلد”، متوقّعاً اللجوء كما في العام الماضي إلى التخفيف من المنهج الدراسي والفصول الخاصة بالامتحانات الرسمية.

وكان المكتب الإعلامي في وزارة التربية قد أصدر بياناً يؤكّد فيه أنّ الوزارة تنطلق من الثوابت التي حدّدتها لحماية التعليم الرسمي وضمان استمرارية التعليم وإنقاذ العام الدراسي، وحين تتّخذ قرارات وتعلن عن مبادرات لدعم الأساتذة والقطاع عموماً، فإنها تندرج ضمن أولوياتها في مواجهة الخطر المحدق بالتربية، وهي ليست في وارد السجال مع أحد حول ثوابت سياستها الوطنية التي حيّدت التعليم عن السياسة السائدة في البلاد، وتبذل كلّ الجهود في سبيل إنقاذه.

ويشير البيان إلى أن كل المحاولات التي تضع الأساتذة في مواجهة وزارة التربية لن تجدي نفعاً وستبوء بالفشل، وعلى المعلمين تحمل مسؤولياتهم.

كما جاءت في البيان دعوة وزير التربية رئيسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي السيدة ملوك محرز وأعضاء مجلس الرابطة وممثليها في المناطق، إلى العودة عن الاستقالة، ومتابعة النضال مع جميع المخلصين.

موضحاً أن القرار الذي اتخذته وزارة التربية بدعم الإنتاجية عبر دفع مبلغ خمسة دولارات أميركية عن كل يوم حضور وتدريس في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية، وهي مخصصة حصراً لأفراد الهيئة التعليمية في الملاك والتعاقد والمستعان بهم بكل المسميات، هدفها التعويض ولو جزئياً عن مبلغ الـ130 دولاراً الشهري إلى حين إقناع الجهات المانحة بتوفير الدعم مجدداً لقطاع التربية وهو بات مشروطاً إلى حد كبير بالموقف الدولي من الحكومة اللبنانية معتبراً أن الضجة التي أثيرت حول مبلغ الخمسة دولارات اليومية لتعزيز الإنتاجية، والحملات التي يشنها البعض، والتحرك تحت عنوان الانتفاض للكرامة، لا مبرر لها، ولا تنال من صدقية الوزارة وتوجهات وزيرها الذي يعمل على تأمين الدعم عبر تكثيف الاتصالات مع الجهات المانحة.

إذاً، وللسنة الرابعة على التوالي يشهد لبنان سنة دراسية غير مستقرّة بعد 3 أعوام كارثية بسبب الأزمة الاقتصادية وكورونا وثورة 17 تشرين، لكن ما يحصل اليوم بمثابة تصعيد يبدو أنه لن يتلاشى مع الوقت، فهل تُعلَن حالة طوارئ تربوية؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar