لا حل من دون إيران

كتب المحرر السياسي:

عشية “اجتماع باريس الخماسي” قال مسؤول في حزب الله لسياسيين من الحلفاء “إن الاجتماع سيبقى من دون نتيجة لغياب إيران عنه نظراً لدورها المؤثر والفاعل في المنطقة”. وأضاف “طالما أنّ إيران لا تشارك في الحل فإن أزمة الرئاسة ستراوح مكانها”.

ويقول مسؤول عربي أنه “يرفض إشراك إيران لعدم الاعتراف بدورها في المنطقة، كما يرفض نفوذها المتنامي في بعض دول المنطقة لا سيما في لبنان”.

وانطلاقًا من هذه المعطيات يستبعد مسؤولون في دول عربية مشاركة إيران في اجتماعات دول المنطقة، لرفضهم إشراكها في أي قرار إقليمي والاعتراف بنفوذها ودورها في المنطقة.

فيما ينقل سياسي قريب من الضاحية عن مسؤولين قولهم “أن أزمات المنطقة وخاصة أزمة لبنان ستبقى من دون حل ليتم الاعتراف بدور إيران وإشراكها في اجتماعات الحل. وفي موقف اعتبر بمثابة رد على إقصاء إيران عن اجتماعات الحل قال مسؤول في حزب الله “أن لبنان لا يتحمل في هذا الظرف ولا في أي ظرف آخر إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها، لأن المعادلة لا تسمح اليوم بإملاء وفرض رئيس من دول إقليمية ودولية”.

وترد أوساط سيادية على اعتراض الحزب مذكرة بدوره وأدائه، فهو الذي يعمل وفق أجندة إيران ويرهن الاستحقاق الرئاسي لمصلحتها لكي تستخدمه كورقة ضغط على أميركا وفرنسا لاستئناف المفاوضات النووية. وفي السياق يسأل نائب سيادي كيف يوفق الحزب بين اعتراضه على تدخل الخارج وقبوله وتسليمه برهن ملف الاستحقاق لإيران؟ أليست إيران من دول الخارج؟ أم أنها من أهل البيت؟

وفي المقابل، يكشف دبلوماسي غربي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتمد منذ توليه حل أزمة لبنان سياسة التواصل والانفتاح مع إيران وحزب الله ولعب دور الوسيط بين إيران وأميركا، اقتناعاً منه أن هذه الخطة تساعد على الوصول إلى صيغة تفاهم واتفاق حول النووي وحل أزمة لبنان وانتخاب رئيس وحل أزمات المنطقة. إلا أن توتر علاقات فرنسا مع إيران وانقطاع التواصل بعد تورط إيران في حرب أوكرانيا إلى جانب روسيا، جمّد التواصل بين مسؤولين فرنسيين وآخرين إيرانيين ومن حزب الله. وقد أوضح مسؤول فرنسي أن هدف ماكرون من سياسة الانفتاح على إيران وعلى حزب الله الإسهام في إيجاد الحلول من خلال التواصل والحوار. إذ أن انقطاع التواصل يعقّد الأمور، في حين أن استمرار التواصل يمكنه من أن يؤدّي إلى حلول للأزمات مع نتائج إيجابية. لذلك استنجدت باريس بقطر للعب دور الوسيط مع إيران.

مواضيع مماثلة للكاتب:

غارات اسرائيلية ليلية

“الخارجيّة”: نتعاطف مع حكومة وشعب وإيران

وفاة إبن الـ 17 عاماً… اختناقاً بالغاز!