برشلونة ينجح في تجاوز محنته خلال فترة وجيزة.. ما هي خطة التعافي؟


خاص, رياضة 13 شباط, 2023

خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري

غالبًا ما نسمع بعبارة “خطة التعافي” في بلدنا لبنان وذلك بالإشارة إلى محاولة وضع مخطط لتخطي الأزمة الاقتصادية والمالية التي ألمّت بالبلاد خلال السنوات الاخيرة. ولكن يبدو أنه على كل من يعاني من الأزمات الاستعانة بالخطة التي وضعها نادي برشلونة الإسباني!

فالنادي الكاتالوني تمكن في ظرف قصير نسبيًا من العودة إلى تحقيق نتائج جيدة مكنته من تصدّر ترتيب الدوري الإسباني هذا الموسم وبفارق مريح عن خصمه الأزلي ومنافسه اللدود ريال مدريد والذي يمر بدوره بحال من انعدام الوزن وهو أمر جليّ جدًا وواضح للعيان في مباريات الدوري المحلي، فالريال ينزف العدد الكبير من النقاط بعكس البارسا الذي حصد حتى الآن عددًا لا يستهان به من النقاط مما ساعده في وضع اليد على بطولة الدوري الذي ينتهي في حزيران. وقد ينعكس ترتيب البطولة المحلية على الأداء الأوروبي، فالريال سيلعب أمام ليفربول في الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا وهو بأمس الحاجة للثقة التي يفتقدها محليًا، وما قد يساعده في تحقيق نتيجة جيدة هو وضع خصمه المزري. فالفريق الإنكليزي يمر بمرحلة من أسوأ مراحله في العقدين الأخيرين، وهذا من شأنه أن يحفّز الميرينغي ويساعده في إيجاد نفسه كبطل ينتفض في المناسبات الكبرى.

الأمر مختلف كلياً على الضفة الأخرى من اسبانيا. حيث سيخوض برشلونة مباراته الأوروبية أمام خصم إنكليزي آخر هو مانشستر يونايتد. صحيح أن برشلونة يلعب في الدوري الأوروبي بعدما ودّع الدور الأول لدوري أبطال أوروبا في المركز الثالث من مجموعته، ولكن، وبالرغم من قوة خصمه اليونايتد الذي يبلي البلاء الحسن في دوري إنكلترا فإن البارسا يملك كل المقومات للإطاحة بخصمه والانتقال إلى الدور المقبل للمسابقة.

إذًا ما هي أهم العوامل التي اعتمد عليها برشلونة بهدف احتواء أزمته المالية الخانقة والتي اعتقد البعض بأنها ستؤثر على مسار ومستوى النادي لسنين طويلة؟

– أهم ما قام به برشلونة، ولو احتاجه الأمر لفترة ليست بالقصيرة، هو التكيّف بغياب ليونيل ميسي. فوجود أسطورة في الفريق على مدى عشرين عامًا حفلت بالبطولات والألقاب ثم اضطراره للرحيل بعد عجز البلوغرانا عن رفع مرتبه لأسباب مالية أمر صعب ولا يمكن لأي فريق أن يتحمل أوزاره مهما علا شأنه وحتى ولو كان برشلونة. لكن سياسة النادي الحكيمة عرفت كيفية تخطي موضوع اللعب بدون الأسطورة.

– إعطاء الوقت الكافي للمدرب ولاعب النادي الوفي كزافي لبناء فريق منافس. فكزافي القادم من تجربة جيدة في قطر مع نادي السد القطري والذي يعرف أسرار وخبايا الفريق تمكن خلال فترة وجيزة نسبيًا من بناء فريق منافس عماده خليط من المخضرمين والناشئين الأجانب والإسبان. فتمكن من خلق توليفة منافسة على أعلى المستويات.

– حرص الإدارة الجديدة وعلى رأسها خوان لابورتا على تنظيف الذيول المالية التي خلفتها إدارة خوسيب ماريا بارتوميو القديمة والتي كبلت النادي بديون طائلة. فانطلق لابورتا مرتكزًا على شهرة وصيت النادي الذائع من أجل التركيز وتحسين بيع القمصان وإبرام اتفاقيات تسويقية تدر عائدات اعتبرت الأفضل منذ إنشاء النادي.

– سياسة انتقالات حكيمة. فبعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على برشلونة ومنعه من التعاقد أو استقدام أي لاعب، ها هو برشلونة ينطلق بترشيد سياسة الانتقالات بعد رفع الحظر عنه. صحيح أنه صرف مبلغ ٢١٥ مليون يورو على استقدام لاعبين جدد، ولكنه بالمقابل استغنى عن لاعبين بقيمة ١٤١ مليون يورو، فنجح في صفقتين تعدان الأبرز وهما البولندي روبرت ليفاندوفسكي والاوروغواياني رونالد اروخو واللذان يشكلان عمود الفريق في خطّي الخلف والمقدمة.

– التركيز الكبير على ناشئي الفريق. من منا لا يعرف لا ماسيا؟ وهي أكاديمية برشلونة التي تعتبر أشهر أكاديميات العالم والتي تخرّج أفضل نجوم العالم. وها هو ابن الماسيا المدرب كزافي يشرف شخصياً ويدرب لاعبين أدهشا أوروبا والعالم بعدما قدما من صفوف الناشئين وهما بيدري وغافي اللذين لم يكملا عامهما العشرين ولكنهما يقودان وسط أحد أشهر الأندية في العالم بحرفة واقتدار.

إذًا خبر سار لعشاق البلوغرانا وهو عودة الفريق الكاتالوني إلى السكة الصحيحة، والكل ينتظر لقاء الدوري الأوروبي أمام مانشستر يونايتد للتأكيد على ذلك.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us