لقاء باريس ليس يتيماً.. سكاف لـ “هنا لبنان”: إنفراجة رئاسية قريبة رغم التخبط الداخلي!


أخبار بارزة, خاص 16 شباط, 2023

حتى الساعة يبدو أن حسابات البيدر الإقليمي والدولي لا تتلاقى مع حسابات الحقل اللبناني المليء بالألغام السياسية والتي تزداد عند كلّ منعطف واستحقاق وليس آخرها الجلسة التشريعية المنوي عقدها.


كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

أيام مرت والقراءة في نتائج لقاء خماسي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس وجمع ممثلين عن كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والسعودية ومصر وقطر مستمرّة، وعلى الرغم من التقييمات المتضاربة حول نتائجه فهو عملياً أعاد دفع الملف اللبناني إلى الطاولة من جديد بعد أشهر في الأدراج وأثبت أن لبنان لا يزال في دائرة الاهتمام الدولي.

حتى الآن من الواضح أن اجتماع باريس ليس يتيماً لكن في محطته الأولى طرح تساؤلات عن مفاعليه بغياب بيان مشترك عن المجتمعين وتسرّب معلومات عن تبايناتٍ في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي ومواصفات الرئيس لتأتي جولة أقطاب اللقاء على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي من دون السفير السعودي ومغادرتهم بلا كلامٍ لتزيد الشكوك.

النائب الدكتور غسان سكاف وفي حديث لـ “هنا لبنان” يشير إلى أنّه وعلى الرغم من شحّ المعطيات والمعلومات عن مداولات باريس إلا أنّ الاجتماع الخماسي في انطباعاته الأولى وجّه رسائل سلبية إلى اللبنانيين وتردّداته لم تكن إيجابية مستغرباً عدم توافق المجتمعين وكلّهم من طرف واحد على البيان الختامي. الغائب الأبرز عن هذا الاجتماع، يقول سكاف، كانت إيران فلو حضرت وحصل التباين لكان الأمر مفهوماً أما الواقع الراهن فقد أفرز مؤشرات تُقوي موقع الخصوم المفترضين.

ويستند سكاف إلى معلومات صحافية ليقول: أتى الجانب السعودي إلى اجتماع باريس بورقة منصوصة سلفًا رفض المجتمعون تبنّيها وهي تدعم مواصفات لا تنطبق على الوزير سليمان فرنجية بل تتلاقى أكثر مع مؤهلات قائد الجيش. لكن وصول العماد جوزيف عون الذي يحتاج اليوم إلى تعديل دستوري ممكن أن يتمّ بعد ستة أشهر من بدء الشغور الرئاسي عندما تسقط المهل كما حصل في انتخاب الرئيس ميشال سليمان وقد يكون ذلك هو المسار المتبع حاليًّا. ويربط سكاف بين ما جرى في باريس وغياب السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عن لقاءات الوفد مع الرئيسين بري وميقاتي بحجة السفر.

أما عن امتناع أعضاء الوفد عن التصريح ورمي السفيرة الفرنسية كرة الإعلان عن الموقف في ملعب عين التينة، فيضعه سكاف في إطار الرد المباشر على كلام الرئيس نبيه برى الذي فُهم أنّه كان قاسياً أمام من التقاهم.

ورأى سكاف أنه لا يمكن التعويل سوى على اجتماع سداسي تشارك فيه طهران للخروج من الأزمة كاشفًا عن محاولة قطرية للتواصل مع إيران لحثها على تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في مقابل ثمن ما ستحصل عليه إيران مشيراً إلى أنّ الاجتماع الخماسي في باريس وحراك السفراء في لبنان يتزامن مع التقدم الذي بدأ يُسجل على خط المفاوضات الجارية منذ أسابيع حول اليمن. هذا التقدم مترافقاً مع الحوار السعودي الإيراني في بغداد ربما سينعكس بشكلٍ إيجابي على لبنان في الأسابيع القليلة المقبلة ما قد يؤدي إلى تسوية سياسية تُنتج رئيساً للجمهورية.

المحطة الفرنسية تواكبها تحركات على الساحتين المحلية والإقليمية سعياً وراء إنضاج الحل اللبناني وتزامنت وحركة باتجاه بكركي وسط حديث عن مساعٍ لعقد لقاء للنواب المسيحيين، وهنا يلفت سكاف إلى أنّ اجتماع بكركي لن يؤدي الغاية المطلوبة منه طالما أنّ المسيحيين ليسوا العقبة أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية معتبراً أن بكركي تخضع اليوم لتحدٍّ مماثلٍ للّذي خضعت له عامي ٢٠٠٧ و٢٠١١ حين طرحت أسماء للرئاسة ولم يؤخذ بها، ولا يجب أن تتحمّل بكركي الفشل فلو كان الاحتماء الداخلي تحت عباءة بكركي قابلاً للنجاح لما كان الاجتماع الخماسي في باريس ليحصل.

حتى الساعة يبدو أن حسابات البيدر الإقليمي والدولي لا تتلاقى مع حسابات الحقل اللبناني المليء بالألغام السياسية وهي تزداد عند كل منعطف واستحقاق وليس آخرها الجلسة التشريعية المنوي عقدها. وفي هذا السياق، لا يتوقع سكاف انعقاد جلسة تشريعية سيما مع انتفاء الحاجة لعقد جلسات من هذا النوع في غياب رئيس للجمهورية لأنّ القوانين التي ستصدر تحتاج دستورياً إلى توقيعه. ومع إصرار البعض على عقدها بجدول أعمال يتصدّره الكابيتال كونترول فيوضح سكاف أن الكابيتال كونترول بصيغته الأخيرة مرفوض من صندوق للنقد الدولي ما لم يترافق وإعادة هيكلة المصارف وانتظام المالية العامة وهو ما تبلغه الجانب اللبناني في الاجتماع الأخير مع الصندوق في واشنطن فلماذا الإصرار عليه إذاً؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar