لبنان يغلي طائفياً على “ساعة”.. وكتلة “تجدد” تصوّب الموضوع: قرارٌ مريب لادستوري
في الوقت الذي انجرّت فيه العديد من الأحزاب والمرجعيات إلى سجالات طائفية على خلفية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، جاء موقف كتلة “تجدّد” متمايزاً..
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
بعيداً عن الشحن الطائفي، جاء رفض كتلة “تجدد” لقرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي، متقدّماً، إذ فنّد البيان بلغة هادئة، ومتوازنة، مساوئ هذا القرار ومخالفته للأصول الدستورية.
الكتلة، التي تضم نواباً “مسلمين ومسيحيين”، اتفقت على لغة وطنية، رافضة الانغماس في المنحى الطائفي الذي رسّخه بعض السياسيون، وانجرف إليه البعض الآخر.
فالبيان الذي دان عشوائية القرار، ورأى أنّه يشكّل أنموذجاً للآلية التي تتخّذ فيها القرارات اللبنانية، تساءل عن الهدف من الفيديو المسرّب للرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه برّي، وعن المغزى من إلهاء اللبنانيين عن مشاكلهم وأزماتهم، ودفعهم إلى نقاش عقيم – فتنوي.
إلى ذلك دعت “الكتلة” في بيانها، وباسم تنوعها المنبثق من التنوع اللبناني، جميع اللبنانيين إلى مواجهة هذا السجال العقيم.
“تجدّد”: تمديد التوقيت عمّق الشرخ بين اللبنانيين
البيان وفق أوساط متابعة، أكّد تماسك الكتلة، وتتابع الأوساط لـ “هنا لبنان” قائلة: “أظهر النواب ميشال معوّض وأشرف ريفي وأديب عبد المسيح وفؤاد مخزومي موقفاً واقعياً ومتميّزاً في الوقت نفسه، فما صدر عنهم وضع النقاط على الحروف وأفصح عن هواجس الشعب اللبناني والذي دخل في دوامة من التخبط جرّاء قرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي”.
وتلفت الأوساط إلى أنّ “همّ الكتلة الأساسي هو القطاعات التي ستتأثر بهذا القرار، وارتباط هذا البلد بالعالم، إضافة لمحاولة درء الشرخ الذي ترسّخ بين المواطنين واللغة الطائفية التي تمظهرت بشكل نافر”.
أديب عبد المسيح لـ”هنا لبنان”: نرفض تحويل الموضوع لفتنة طائفية
“القرار خاطئ وغير موفق ونرفض تحويله إلى فتنة طائفية”، بهذه العبارة يلخّص عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح الموقف لـ “هنا لبنان”، مضيفاً: “نحن طالبنا الرئيس ميقاتي بالتراجع عنه، سيّما وأنّ لا توافق ولا تشاور حصل في هذا القرار الذي اتّخذ خارج الأصول الدستورية”.
وأوضح عبد المسيح أنّ “القرار كان يجب أن يتّخذ وفق آلية معينة وعبر الحكومة مجتمعة”، داعياً اللبنانيين إلى عدم الانجرار إلى السجال الطائفي الذي تحاول الطبقة السياسية الدفع إليه.
وفيما يسأل عبد المسيح عن خلفية هذا القرار، يستشهد بالآية السادسة عشرة من سفر التكوين الأصحاح الأوّل، والتي تقول: “عمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل”، معلّقاً: “إنّ تحرك الشمس والقمر يعود إلى رب العالمين وبالتالي ليس من داعٍ إلى أي توقيت”.
أشرف ريفي لـ”هنا لبنان”: القرار تسبّب بإرباكٍ وانعكس سلباً على حركة الطيران
من جهته يرى النائب أشرف ريفي في حديث لـ “هنا لبنان أنّ “هناك علامات استفهام تطرح حول مبرّرات هذا القرار الذي اتّخذ كي يصرف الأنظار عن ملفات أخرى، لا سيّما ما حصل في المطار”.
ويتوقّف ريفي عند الفيديو المسرّب، والذي أظهر أنّ رئيس الحكومة فاقد للصلاحيات، والذي أدّى في المقابل إلى ردّة فعل طائفية مرفوضة.
ووفق ريفي فإنّ “القرار كان يجب أن يخرج عن مجلس الوزراء، وقبل عام، وليس قبل 24 ساعة من موعد الانتقال إلى التوقيت الصيفي”، موضحاً أنّ “لا علاقة لهذا القرار بتسهيل يوم الصيام الذي يبدأ عند شروق الشمس وينتهي عند مغربها، بغضّ النظر إن تمّ تقديم الساعة أو تأخيرها”.
وفي الختام يذكّر ريفي بأنّ “القرار خلق إرباكاً لدى المواطنين وانعكس سلباً على حركة الطيران”.
