هل يعود القطار إلى السكة قريباً؟


أخبار بارزة, خاص 29 آذار, 2023

في ظل الأزمة ينظر اللبنانيون بحسرة إلى قطارهم المتوقف عن العمل منذ أكثر من 3 عقود، ويأملون أن يعود إلى سكته في أسرع وقت، علّه ينتشلهم من واقعهم المرير..

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

قد يكون لبنان البلد الوحيد في العالم من دون قطارات وسكك حديدية ناشطة بعدما كان في مرحلة العزّ همزة وصل بين الشرق والغرب وبوابة للمسافرين إلى العالم بعدما وصلت محطتا رياق وطرابلس لبنان بالعالم العربي وأوروبا.

فمنذ تسعينيّات القرن الماضي وحتى اليوم، غابت الحركة عن محطّات القطار ونبتت الحشائش على العربات الصدئة، فيما بنيت على طول خطوط بعض السكك أبنية مخالفة، وفي كل مرة يطرح اللبنانيون مسألة تشغيل القطارات يصطدمون بلامبالاة وتلكؤ من السلطات المسؤولة.

فهل تستعيد محطات القطار زخمها يوماً؟ وتتحول مجدداً إلى مكان يضج بالحياة؟ أم أنّها ستتحوّل متاحف أثرية للحفاظ على ما قد تفقده الذاكرة؟

في ظل الأزمة ينظر اللبنانيون بحسرة إلى قطارهم المتوقف عن العمل منذ أكثر من 3 عقود، ويأملون أن يعود إلى سكته في أسرع وقت، علّه ينتشلهم من واقعهم المرير وهو ما أكّده رئيس جمعية train train كارلوس نفاع، في حديث لـ “هنا لبنان” مشدداً على أهمية تكريس الجهود في سبيل مواجهة الظروف القائمة وتأمين الحد الأدنى من مقومات الصمود للناس وتهيئة الظروف الملائمة لنجاح أي خطة إصلاح ونمو اقتصادي قد تطبق لاحقًا.

فهو يرى أن الكارثة التي يمر بها لبنان اليوم زادت من معاناة قطاع النقل في بلد يعتمد 87% من سكانه على السيارة الفردية كوسيلة أساسية للتنقل، عدد تترتب عليه تداعيات ضخمة وتحديات للاستمرارية في غياب رؤية واضحة لنقل عصري ومشترك يربط النقل البحري والبري والجوي معاً ويؤمن عدالة التنقل بين المواطنين.

فوفق الأرقام التي عرضها نفاع، يمتلك لبنان 403 كيلومتر كمسارات سكك حديدية تغطي كامل الساحل اللبناني والتعديات الموجودة على المسار لا تتعدى 3% فقط ووزارة الأشغال هي المعتدي الأكبر حين قامت بتزفيت الطريق البحرية بحجة “المؤقت” لتوسعة أوتوستراد جل الديب ولا تزال حتى اليوم وهو بالأصل مسار للسكة (أنطلياس – جل الديب – زلقا).

وكشف نفاع عن محاضر ضبط تم تسطيرها بحق أغلب التعديات وبعضها تم تحويله إلى النيابة العامة المالية فمسار السكك الحديدية ليس ملكا عاماً والتعدي عليه يعد جرماً جزائياً.

وفي قراءة في الـ 403 كيلومتر، يعني امتلاك لبنان ما يكفي من المساحة لإحياء خدمة السكك الحديد بأقل التكاليف حيث أن الأرض تمثل الجزء الأكبر منها ويبقى الربع المتبقي لتأمينه وتوفير إمكانية تشغيل الخطوط.

ويضيف نفاع: أمام وزارة الأشغال والحكومة مخططات توجيهية لسكك الحديد تؤمن ترابط النقل الجوي والبحري بالبري وربط الجامعات والمستشفيات والمدن والبلدات ببعضها البعض بما يحقق أيضاً انخفاضاً في الفاتورة النفطية بمرحلة أولى 40 % أي ما يقارب 800 مليون دولار سنوياً مشيراً إلى أن النهوض لا يحتاج فقط ترشيداً في حجم القطاع العام بل رؤية وإدارة بلد بحوكمة رشيدة خدمة لمصالح الناس لا بعض النافذين وتسخير مقومات البلد لأجلهم.

وعن تكاثر الدعوات من هيئات رسمية وغيرها تطالب ببناء متحف تراثي تاريخي كضمانة للحفاظ على مئات المنحوتات المعدنية من قطارات وأدوات وأجهزة متناثرة في المباني العتيقة التي تحيط بها السكك الحديدية، يؤكد نفاع أن في لبنان مواقع ذات قيمة تاريخية وهندسية وصناعية مهمة تتقدمها محطة رياق وقد زارها خبراء من سويسرا وألمانيا وأبدوا استعداداً تاماً للتعاون لكن لا موافقة رسمية أو أي تجاوب حتى الساعة والطلب موضوع في الأدراج منذ عام 2015 وهو واحد من طلبات كثيرة.

قبل أشهر، برز كلام لوزير الأشغال العامة والنقل علي حميه يؤكد فيه أن تفعيل مصلحة سكك الحديد هدف من أهداف الحكومة اللبنانية حتى لو كانت في فترة تصريف الأعمال.. وقبله حديث عن إعداد مخطط توجيهي كامل لسكك الحديد الخارجة عن الخدمة منذ أكثر من أربعة عقود. ونحن بالانتظار !

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar