تصعيد الجنوب: امتحان للاتفاق الثلاثي

خاص 8 نيسان, 2023

كتب المحرر السياسي:

يضع وزير سابق للخارجية التصعيد الذي حصل في الجنوب غداة توقيع اتفاق في الصين بين وزيري خارجية السعودية وإيران بحضور وزير خارجية الصين، في سياق الامتحان للاتفاق ومحاولة تعكير مساره وقطع الطريق على إكمال تنفيذه. وكان قد قال مسؤول إيراني بعد توقيع الاتفاق الثلاثي “إن إزالة سوء التفاهم والتطلع إلى مستقبل العلاقات بين طهران والرياض سيؤدي بالتأكيد إلى تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين”. وأضاف “إن الاتفاق يمكن أن يزيد من التعاون بين دول الخليج والعالم الإسلامي لإدارة التحديات القائمة”.
ووفق الوزير السابق “إنّ التصعيد الذي حصل في الجنوب نفذته فصائل فلسطينية، ولا يعقل أن يكون قد حصل من دون علم مسبق من حزب الله”.

مع أنّ دعوة بنيامين نتنياهو إلى تهدئة التوتر في المنطقة وتحييد حزب الله عن التصعيد يؤشر إلى عدم وجود رغبة إسرائيلية في التصعيد وتوسيع المواجهة مع التأكيد على أن إسرائيل سترد على استهداف مستوطناتها، ويعكس موقف نتنياهو هذا موقفاً أميركياً بعدم التصعيد في المنطقة، فإسرائيل لا تملك الضوء الأخضر الأميركي.

فهل ستنجح الأذرع العسكرية في تعطيل الاتفاق والمحافظة على موقعها ودورها في المنطقة أم أن هنالك انضباط لتنفيذ الاتفاق بإشراف ورعاية صينية؟
ما جرى في الجنوب ليس سوى محاولة للتصعيد وجر المنطقة إلى حرب فشلت بعدما تبين أن عواصم القرار، لا سيما واشنطن بكين وباريس، لا تريد حرباً في المنطقة.
ولم تسقط أوساط غربية من الحسبان إمكان حصول حوادث أمنية و”تصفيات واغتيالات” لتسخين الساحة لانتخاب الرئيس في لبنان..
ورداً على من يعتبر انخراط حزب الله في الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل مدخلاً للاستقرار وأن الاتفاق الثلاثي بوابة الهدوء، تؤكد أوساط سياسية قريبة من الضاحية أن لا تأثير للاتفاق الثلاثي على الساحة الداخلية، وأن الترسيم البحري ليس المدخل للاستقرار وتجميد جبهة الجنوب. كما تؤكد هذه الأوساط “أنّ ما جرى في الجنوب ليس سوى الترجمة العملية لفكرة توحيد الجبهات وتثبيت عملاني لذلك. إننا اليوم أمام مستوى جديد من تشابك أذرع وقوى المقاومة في المنطقة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us