الرواية المذهلة: سنيورة أم حجاج؟


أخبار بارزة, خاص 14 حزيران, 2023
بكركي

الحزب الذي قاتل في سوريا واليمن، ونفذ اجتياح بيروت والجبل، لن يتنازل عن سليمان فرنجية، وسيبدأ بعد الأربعاء، استنزاف الجميع بكل الطرق، كي يصل بسليمان فرنجية إلى القصر، ولن يكون تحويل السنيورة إلى حجاج آخر فصول هذا المسلسل.

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

لا تزال الرواية المذهلة التي سمعها فؤاد السنيورة في بكركي وعلى لسان البطريرك بشارة الراعي، تتردد وتتأكد من دون أن يجد من ينفيها أو حتى يخفّف من وقعها. الرواية ببساطة تفيد بأن رئيس الحكومة السابق، الذي زار بكركي على رأس وفد إسلامي مسيحي مهتم بمتابعة الحوار بين الأديان، حرص على الاستفسار من البطريرك الراعي، عن رواية تناهت إلى أسماعه من أحد المهتمين بإيصال الأخبار المفرحة، تناولت ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للمطران بولس عبدالساتر، موفداً من بكركي.

وبالفعل لم يتردّد البطريرك الراعي بوضع السنيورة فيما دار من حديث بين نصرالله وعبدالساتر، إذ قال الأمين العام لحزب الله أنّ الحزب يريد رئيساً لا يطعننا في الظهر، فسأله المطران عن هوية هذا الرئيس، وعن سبب هذا الشرط، ليجيب نصرالله بأن الرئيس فؤاد السنيورة كان في حرب العام 2006 يحاول تنفيذ مشروع ترانسفير للشيعة من لبنان إلى جنوب العراق.

انتهى الاقتباس الذي لم ينفه أحد، لا حزب الله ولا الكنيسة، ولا السنيورة الذي سمعه مباشرة من البطريرك، ليبدأ التحليل.

ماذا حدا بأمين عام حزب الله، ليعطي المطران هذا المثل، كي يدعم نظرية الرئيس الذي لا يطعن، وهل أن هذه الواقعة حصلت فعلاً، وما هو المقصود من تنبيه مطران ماروني، من خطورة ما يمكن أن تقوم به جماعة معينة تجاه غيرها من الجماعات، وهل أن السنيورة فعلاً كان في العام 2006 حجاج العصر، الذي لا يتورع عن ارتكاب جريمة الترانسفير، وصولاً إلى ضرب الكعبة؟

كان فارس سعيد في عداد وفد الحوار في صالون الصرح، واستمع كغيره إلى الرواية، وربما كان يعرف بها من قبل. وباعتباره أحد المختصين منذ قرنة شهوان، و14 آذار، القادرين على فهم حزب الله، لم يجد تفسيراً لشيطنة السنيورة أمام مطران ماروني، إلا أنه شيطنة لطائفة بأكملها، وتبرير لاختيار مرشح رئاسي مضمون الولاء، وادعاء من الحزب، بلعب دور الدفاع عن النفس في مواجهة غول لا يرحم، وادعاء مضاف، بلعب دور حماية الأقليات، وعلى رأسها الطائفة التي ينتمي إليها هذا المطران.

يقرأ سعيد معركة الرئاسة من هذه الزاوية. حزب الله الذي قاتل في سوريا واليمن، ونفذ اجتياح بيروت والجبل، لن يتنازل عن سليمان فرنجية، وسيبدأ بعد الأربعاء، استنزاف الجميع بكل الطرق، كي يصل بسليمان فرنجية إلى القصر، ولن يكون تحويل السنيورة إلى حجاج آخر فصول هذا المسلسل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar