لبنان أيضاً على شفير “الطوفان”


أخبار بارزة, خاص 9 تشرين الأول, 2023

في رأي خبراء، إنّ بيان “الحزب” حول العملية الأخيرة في شبعا، هو أقرب ما يكون إلى “البلاغ الرقم واحد”، أي إيذاناً أنّ نظرية “وحدة الساحات” أصبحت قيد التنفيذ.

كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

أكثر من مؤشر ظهر على مدى يومي السبت والأحد الماضيين، أكد أنّ “طوفان الأقصى“، وهي التسمية التي أطلقتها حركة “حماس” على عمليتها النوعية غير المسبوقة في تاريخ إسرائيل، بدأ يصل إلى لبنان.
وإذا كان من توصيف دقيق لهذا الاستنتاج، فهو ماثل في قول المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في الساعات الماضية على منصة إكس (تويتر)، فهي أعلنت إنها “تشعر بقلق بالغ” إزاء تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق وحثت الأطراف على “حماية لبنان وشعبه من المزيد من التصعيد”.
من المفارقات التي لا يمكن التغاضي عنها، أنّ عبارة “حماية لبنان وشعبه من المزيد من التصعيد”، كان أجدر أن تأتي من كبار المسؤولين في لبنان، وليس فقط من المسؤولة الدولية. فهل صمت هؤلاء المسؤولين، دليل على تخلٍّ عن مسؤولياتهم، أم أنّ في “فمهم ماء”، كما يقال؟
كي لا يبقى الكلام في العموميات، لا بدّ من التوقف عند البيان الذي صدر أمس عن “المقاومة الإسلامية”، أي الجناح العسكري لـ “حزب الله”. فهذا البيان أعلن مسؤولية “الحزب” عن “الهجوم على ثلاثة مواقع للاحتلال الصهيوني في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بأعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة وتم إصابة المواقع إصابات مباشرة”. وما هو مهم في هذا البيان، قوله إنّ ما نفذ الهجوم هي “مجموعات الشهيد القائد الحاج عماد مغنية”. والأخير في غنى عن التعريف، باعتباره أحد أبرز القادة الأمنيين في “حزب الله” والذي قتل في شباط 2008 بدمشق في انفجار دمّر سيارته. كما أن مغنية هو الشخصية البارزة في حرب تموز 2006. وتلك الحرب تشبه إلى حد بعيد الحرب الدائرة الآن بين “حماس” وإسرائيل.
وفي رأي خبراء، إنّ بيان “الحزب” حول العملية الأخيرة في شبعا، هو أقرب ما يكون إلى “البلاغ الرقم واحد”، أي إيذاناً أنّ نظرية “وحدة الساحات” أصبحت قيد التنفيذ.
لم يكتم “الحزب” أنّ إيران هي من تشرف علمياً على الحرب الدائرة الآن في غزة والتي بدأت تتمدد إلى لبنان. فبعد ساعات على انطلاق “طوفان الأقصى”، نشر موقع “العهد” الإلكتروني التابع لـ “الحزب” مقالاً بقلم زكريا حمودان جاء فيه: “هذا الحدث الكبير كان له انطباع أكبر في مختلف الساحات، وهنا لا بدّ وأن نتحدث عن ردّ فعل ساحات كانت فيها القضية الفلسطينية قد نُسِيَت لأسباب عدة أهمها البعد الجيوــ سياسي للدور الإيراني في دعم القضية الفلسطينية”. وخلص إلى القول: “لقد حصل ما رأيتموه أمام أعينكم، عسكر يقتحم المستوطنات مزود بعتاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وشدد “حزب الله” أيضاً على أنه “على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج”. وأعلن “الحزب” على لسان رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين أنّ “مشهد دخول المستوطنات في غلاف غزة المترافق مع القصف الصاروخي سيتكرر في يوم من الأيام مضاعفًا عشرات المرات من لبنان، وكل المناطق المحاذية لفلسطين المحتلة”. كما هدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، القريب من “الحزب” في بيان: “باللغة اللبنانية أقول: من ينتظر اللعبة الأميركية في لبنان فلينتظر حزب الله في تل أبيب”.
وفي الوقت نفسه، سارعت إيران إلى تبني الحرب الدائرة في غزة. فقد أكّد مستشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى صفوي، دعم “عملية طوفان الأقصى، ونحن على يقين أن محور المقاومة سيدعم هذه القضية أيضاً”. أما المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، فوصف ما حدث السبت بأنه “يأتي استمراراً لإنتصارات حرکة المقاومة المعادیة للصهاینة في مختلف المجالات بینها في سوریا ولبنان والأراضي المحتلة”. واستعاد كنعاني ما “أنجزته حرکة المقاومة في لبنان خلال عام 2000 ، وفي عام 2006 “.
في خلاصة أولية لما بدأ يتعاظم في غزة، إنّ لبنان الذي جرّب في تاريخه الحديث الكثير من الحروب يعلم كيف تندلع الحروب وكيف تنتهي. ولمن يريد مثالاً لهذه التجارب ما أوردته أمس “الوكالة الوطنية للإعلام”، من “أن طفلين (إحداهما رضيعة) أصيبا في كفرشوبا بجروح بمختلف في أنحاء جسديهما، بسبب شظايا الزجاج المبعثر من جراء القصف الإسرائيلي على البلدة، وتم نقلهما إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة”.
علينا مجدداً أن نردد عبارة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا والتي دعت فيها إلى “حماية لبنان وشعبه من المزيد من التصعيد”. فهل من مجيب؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us